No Image
الاقتصادية

خدمات ( مواصلات) النقل العام في ظفار لا تزال منقوصة

28 ديسمبر 2025
28 ديسمبر 2025

تشكل منظومة النقل العام في أي بلد أهمية كبيرة في تسهيل التنقل والحركة بين المدن. ومحافظة ظفار، التي تُعد من أهم المحافظات في سلطنة عمان، يوجد بها نظام نقل عام يعمل على نقل المواطنين والمقيمين بين المناطق الداخلية. ومع ذلك، فإن هذه الخدمة لا تزال حتى اليوم تعاني من العديد من النواقص، لا سيما فيما يتعلق بمحطات الوقوف والاستراحات. إن تطوير منظومة النقل العام في محافظة ظفار ليس مجرد خدمة تكميلية، بل ضرورة حضارية واقتصادية ومع وجود تحديات كبيرة تعترض طريق هذا التطوير، يبقى الحل في التعاون بين الجهات المعنية لوضع خطة متكاملة تضمن توفير بنية تحتية مناسبة، وتحفز الجميع على استخدام النقل العام كخيار أساسي للتنقل اليومي.

Image

خدمات هامة

وهنا يقول سالم بن عقيل عبدالله المهدلي : لا توجد خدمات أساسية تليق بمستخدمي النقل العام سواء لحمايتهم من حرارة الشمس أو الرياح أو العوامل الجوية الأخرى فالمشهد اليومي يعكس معاناة أعداد كبيرة من المواطنين والوافدين من مختلف الجنسيات الذين ينتظرون الحافلات لفترات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، دون وجود محطات انتظار مهيأة أو أماكن تقيهم من التقلبات المناخية. هذا الوضع يثير التساؤلات حول دور الشركة الوطنية العمانية للنقل العام (مواصلات) في تحسين هذه الخدمة كما أن هناك تساؤلات حول دور المجلس البلدي في تعزيز مفهوم النقل العام الجماعي وتطويره بما يتناسب مع احتياجات المجتمع ، إن نجاح النقل العام في مدينة صلالة يعتمد بشكل كبير على تطوير البنية التحتية المصاحبة له ومن بين أبرز المقترحات إنشاء محطات انتظار مكيفة ومزودة بمزايا حديثة، مثل شاشات عرض إلكترونية لتتبع حركة الحافلات والاستعلام عن الرحلات اليومية والأسعار هذا التطوير لن يساهم فقط في تحسين جودة الخدمة، بل سيعكس صورة حضارية للولاية، مما يشجع الناس على استخدام وسائل النقل العام بسهولة وأريحية كما أنه سيعمل على تقليل الازدحام المروري وحوادث السير، مع تحسين انسيابية الحركة على الطرق العامة.

Image

خلق ثقافة

ويقول سالم بن محمد بوذار ابوالنشمي : إن منظومة النقل العام تشكل أهمية كبيرة في المدن، كما هو معمول به في العديد من دول العالم، حيث أصبحت ثقافة مجتمعية متجذرة أما في السلطنة، فإن هذه الثقافة لم تتشكل بعد بشكل كامل، بسبب توفر وسائل نقل شخصية لدى المواطنين وعدم وجود بنية تحتية مناسبة لهذه الخدمة". وأضاف المشاهد اليومية في محطات النقل العام تعكس غياب الخدمات المصاحبة مثل المظلات أو الغرف المجهزة، مما يجعل استخدام هذه الخدمة أمرًا مرهقًا ومنفرًا السؤال المطروح هنا: هل نحن نعمل على خلق ثقافة مجتمعية تدعم استخدام النقل العام، أم أننا ننفر الناس منها بسبب الإهمال؟ إن تعزيز منظومة النقل العام في محافظة ظفار يحمل العديد من المكاسب، من أبرزها التخفيف من عدد المركبات في الطرق مما يساهم في تقليل الازدحام المروري والمخاطر الناتجة عنه وخفض التلوث البيئي الناتج عن الانبعاثات الصادرة من المركبات وكذلك تعزيز المظهر الحضاري من خلال توفير محطات انتظار مؤهلة ومجهزة بجميع الخدمات اللازمة، مما يجعل النقل العام خيارًا مريحًا وجذابًا ان مشهد النقل العام في المحافظة اليوم بعيد كل البعد عن الشكل الحضاري المطلوب، حيث تجد المستخدمين يفترشون الأرض أو يبحثون عن ظل حائط للاحتماء من الشمس. هذا الوضع يدعو إلى الإسراع في تطوير هذه الخدمة لتكون ملائمة للجميع.

خصوصية المراة

أكدت فاطمة بنت محمد العويني ان النساء يشكلن شريحة هامة من المجتمع يمكنها الاستفادة من خدمات النقل العام، لكن غياب الإمكانيات المناسبة يجعل استخدامهن لهذه الخدمة أمرًا صعبًا نقاط الانتظار الحالية تفتقر إلى الخصوصية والحماية، سواء من العوامل الجوية أو نظرات المارة، مما يجعلها غير ملائمة للرجال فما بالك بالنساء" وأضافت: يجب على الجهات المعنية توفير محطات انتظار مغلقة أو شبه مغلقة، مكيفة ومريحة، تلبي احتياجات جميع المستخدمين، بما في ذلك النساء، لتشجيعهم على استخدام النقل العام دون تذمر أو مشقة.

واجهة حضارية

اما عذراء بنت خالد الطارشية فتقول : تُعد محطات التوقف الخاصة بباصات النقل العام عنصرًا أساسيًا في البنية التحتية لأي مدينة حديثة، إذ تسهم في تنظيم الحركة المرورية وتوفير تنقل مريح وآمن للجميع. تعزز هذه المحطات من استخدام وسائل النقل العام، مما يساهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، وخفض الانبعاثات الكربونية، وتخفيف الازدحام المروري، وبالتالي تحسين جودة الحياة الحضرية.

لا تقتصر أهمية محطات التوقف على كونها نقطة انتظار للركاب، بل تشمل دورها في توفير بيئة مريحة وآمنة، تراعي احتياجات مختلف الفئات، بما في ذلك النساء، كبار السن، وذوي الإعاقة. ولهذا، يجب أن تتميز بتصميم شامل يشمل مظلات تحمي من العوامل الجوية، مقاعد مريحة، إضاءة كافية، ولوحات إرشادية تُظهر اتجاهات الخطوط ومواعيد الحافلات. إضافة إلى ذلك، تسهم الأنظمة الذكية مثل اللوحات الرقمية والتطبيقات الهاتفية في تحسين تجربة الركاب من خلال توفير معلومات دقيقة عن أوقات وصول الحافلات والمسارات المتاحة. من الضروري أن يتم اختيار مواقع محطات التوقف بعناية لتكون قريبة من المناطق السكنية والتجارية والخدمية، مع مراعاة معايير السلامة وسهولة الوصول. كما أن الاهتمام بالجانب الجمالي للمحطات يعكس وجهًا حضاريًا للمدينة، ويؤكد على التزامها بالتطوير العمراني المستدام.

على الشركات المشغلة للنقل العام أن تلعب دورًا محوريًا في تعزيز شعور الركاب بالأمان، خاصة النساء، عبر تخصيص أماكن انتظار خاصة بهن مزودة بوسائل الأمان مثل كاميرات المراقبة والإشراف الميداني ومن شأن هذه الجهود أن تزيد من ثقة النساء في استخدام النقل العام، وتعكس التزام الشركات بمبادئ المساواة والاحترام.

وهنا ااكد تمثل محطات التوقف واجهة حضارية لأي مدينة تسعى إلى تحقيق تنقل آمن ومستدام. الاستثمار في تطوير هذه المحطات لا يعني فقط تحسين خدمات النقل، بل يعكس رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز جودة الحياة، الحفاظ على البيئة، وتسهيل حياة الأفراد، رجالًا ونساءً، في بيئة حضرية متقدمة ومستدامة.