ليزا جونستون، الرئيس التنفيذي للاستدامة
ليزا جونستون، الرئيس التنفيذي للاستدامة
الاقتصادية

جهود لتعافي الكوكب من خلال التحول الرقمي الذكي

16 مايو 2021
16 مايو 2021

انخفضت الانبعاثات العام الماضي بواقع 17% عالميًا، فيما انخفضت الاهتزازات الناجمة عن الأنشطة البشرية بنسبة 50%. ولكن تلك الأنشطة عادت إلى مستوياتها السابقة خلال شهور، بعد أن أدت الجائحة إلى توقفها بشكل مؤقت، إذ شهدت بداية العام 2021 زخماً متزايداً ورغبة متجددة لدعم الابتكار بشكل يعزز الأولويات. وفي يوم الأرض الذي يصادف شهر أبريل الحالي، يجمع الرئيس بايدن قادة العالم معاً لتوحيد جهود التعامل مع التغير المناخي في قمة القادة الأولى حول المناخ، وفي قمة G7 التي تنعقد في يونيو لتكون الجائحة والتغير المناخي أبرز النقاط الهامة على جدول أعمالها. كما يركز مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في دورته السادسة والعشرية COP26 في جلاسجو على تسريع الجهود تجاه تحقيق أهداف اتفاقية باريس، لنرى أن الاستدامة لم تحظَ بهذا القدر من الأهمية والمكانة في السياسات العالمية ولدى الشركات الكبرى.

وفي ظل توفر الحلول التي تمتد عبر دورات الحياة الهندسية والتشغيلية، فإننا في مكان مثالي يتيح لنا دعم التحول الرقمي المستدام. فبرمجياتنا تساعد العملاء على تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الضارة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية القيّمة – ونحن فخورون بدورنا في دعم وتطوير التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.

نؤمن بأهمية تضافر الجهود من خلال منهج أساسي للتعامل مع الأفراد والكوكب والأرباح في نفس الوقت، ولهذا فقد انضممنا مؤخرًا إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة وإلى منظمة Business for Social Responsibility . وسمحت تلك الشراكة، إلى جانب الحصول على التوجيه من عملائنا، بالعمل بشكل يحقق التناغم بين استراتيجيتنا وعملياتنا وبين المبادئ الشمولية لحقوق الإنسان والعمال وحماية البيئة ومكافحة الفساد. وبفضل الإصغاء لعملائنا، أصبحت لدينا أربعة مجالات رئيسية تدعم جهود الاستدامة لديهم بحيث تتولى برمجياتنا الدور الأساسي في ذلك، وهي: التعامل مع التغير المناخي، والحاجة لدعم دورانية الاقتصاد، وانتقال الطاقة إلى المصادر المتجددة، والتوجه لتحسين الشفافية وقابلية التتبع في تلك المجالات مع السعي في الوقت ذاته لتجسيد مثال حقيقي على ممارسات الأعمال المستدامة في عملياتنا.

نحن ملتزمون بقياس جهود حماية البيئة في عملياتنا وأثر حلولنا التكنولوجية على الأداء البيئي لعملائنا، ونصف تلك المفاهيم بكونها "آثارًا" أو "بصمات" نتركها في العالم.

وأجرينا مؤخراً تقييماً مفصلًا لتحديد المشاكل البيئة والاجتماعية ومشاكل الحوكمة التي تعدّ الأكثر أهمية وجوهرية لأعمالنا فيما نتطلع إلى وضع مجموعة شاملة من الأهداف، كما أجرينا مراجعة لانبعاثات غاز الدفيئة من عملياتنا – والتي نعلن عنها بشكل دوري منذ سنوات – بهدف تحديد سنة الأساس لمستهدفات التخفيض على مستوى الشركة استعدادًا للالتزام بوصول صافي الانبعاثات إلى الصفر. وإلى جانب تلك الخطوات التي نتخذها للتقليل من أثر عملياتنا على البيئة، فإننا نعمل على تسريع جهودنا لتنمية بصمتنا الإيجابية في المجال – وذلك من خلال دور برمجياتنا في تمكين ودعم الاستدامة في القطاعات التي نعمل فيها. وفي الواقع، نؤمن بأن بصمتنا التكنولوجية سيكون لها أثر عالمي ملموس.

تتطلب معظم تحديات الاستدامة العمل الجماعي والتقنيات الجديدة والحلول القابلة للتوسع من أجل المساعدة في تسريع التقدم. وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة بي دبليو سي مؤخرًا أن التقنيات من أمثال تقنياتنا بوسعها التأثير بشكل مباشر على أكثر من 70 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. فعلى سبيل المثال، ومن خلال توفير بيانات الطاقة الفورية والتحليلات التنبؤية التي تدعم تحسن الكفاءة التشغيلية، يمكننا مساعدة المئات – إن لم يكن الآلاف – من عملائنا على تخفيض أثرهم الكربوني على البيئة. ونعمل في الوقت الراهن بالتعاون مع عملائنا لبيان القيمة التي يمكننا تحقيقها لأعمالهم، ونفخر بالعمل مع نخبة من أكثر الشركات استدامة في العالم ومنها دانون و نستي وشنايدر إلكتريك.

ستكون السنوات العشرة القادمة ذات أهمية حرجة لنجاحنا في معالجة التغير المناخي بشكل يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة – ولهذا أطلق عليها اسم "عقد من العمل". ومع بداية العقد، تتجلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا لتسريع التقدم في كافة القطاعات.