الاقتصادية

بركة الموز تحتضن معسكرا ميدانيا لمكافحة دوباس النخيل

16 أغسطس 2025
16 أغسطس 2025

أقيمت صباح اليوم  في بركة الموز بمحافظة الداخلية فعاليات معسكر مكافحة دوباس النخيل، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والأهلية ضمن الجهود الرامية لحماية النخيل والواحات الزراعية من الآفات التي تهدد إنتاجها، وفي مقدمتها حشرة دوباس النخيل.

جاء المعسكر الذي نظمته لجنة معسكر العمل الأهلي ببركة الموز بالتعاون مع المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة الداخلية، وهيئة البيئة، وبلدية نزوى، وفريق نزوى الخيري، إلى جانب الفرق الرياضية وأهالي وأصحاب المزارع ببركة الموز، ليُجسد روح العمل الجماعي وتكامل الأدوار بين مختلف القطاعات، ويستهدف تنفيذ حملة ميدانية منظمة بدأت من أمام حصن بيت الرديدة منذ ساعات الصباح الباكر، وشملت تنظيف الواحات الزراعية من السعف اليابس والمخلفات، وإزالة الحشائش الضارة، وتحسين بيئة النخيل بما يحد من انتشار الآفات.

وهدفت الحملة أيضًا إلى رفع مستوى الوعي الزراعي بين المزارعين، وتعزيز ممارسات العناية بالنخلة، مثل التقليم والشراطة، وإزالة العذوق القديمة، والالتزام بالمسافات الزراعية الصحيحة بين فسائل النخيل، إضافة إلى عمليات الإحلال والتجديد للنخيل المعمّرة، والتخلص من الفسائل غير المجدية تجاريًا.

وقال المهندس أمين بن معيوف الهنائي رئيس قسم وقاية النبات بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه: إن المعسكر تم تنفيذه في هذا التوقيت وذلك قبل بدء فقس بيض هذه الحشرة، مما يسهم في القضاء على النسبة الأكبر من هذا البيض وانخفاض مستوى الإصابة، وسيكون محور العمل بالمعسكر هو محور المكافحة الميكانيكية، والذي يهدف إلى التخلص من بيض حشرة الدوباس من خلال تنفيذ عمليات التقليم للفسائل ونظافة مزارع النخيل والاستفادة من المخلفات بفرمها بالآلات المخصصة لذلك واستخدامها لاحقًا كسماد عضوي وللاستخدامات الأخرى.

وأكد الهنائي أن المعسكر سيسهم في انخفاض مستوى الإصابة من خلال تركيز العمل على المناطق المهملة والتي تفتقد تنفيذ العمليات الزراعية كتقليم الفسائل ونظافة المزارع، مما يسهم في خفض مستويات الإصابة بهذه الحشرة وارتفاع مستوى إنتاجية النخيل.

وأضاف المهندس أمين الهنائي: إن هناك تجارب ناجحة حول دور المكافحة الميكانيكية في تقليل الإصابة بحشرة الدوباس، وهذا يُلاحظ على مستوى المزارعين المنفذين لمحور المكافحة الميكانيكية ونظافة المزارع، إذ نجد أن مستويات الإصابة بالدوباس لديهم منخفضة.

واختتم الهنائي حديثه بتوجيه رسالة للمزارعين حول أهمية الحد من مخاطر حشرة دوباس النخيل، وذلك بتطبيق محاور الإدارة المتكاملة والتي تشمل المكافحة الزراعية (زراعة الفسائل والنخيل على المسافات الموصى بها (7-8 أمتار)، وتنفيذ المكافحة الميكانيكية قبل فقس بيض حشرة الدوباس بمناطق النخيل للجيل الربيعي خلال أشهر (ديسمبر ويناير وفبراير)، وللجيل الخريفي خلال أشهر (يونيو ويوليو وأغسطس)، وهذا سيعزز دور المكافحة الحيوية من متطفلات ومفترسات لهذه الحشرة بزيادة أعدادها في البيئة، ويقتصر دور المكافحة الكيميائية على بؤر الإصابات فقط إن وجدت، وبالتالي حماية عناصر البيئة المختلفة من مخاطر هذه المبيدات.

ويأتي هذا المعسكر تأكيدًا لأهمية المبادرات المجتمعية في صون التراث الزراعي والمحافظة على استدامة الإنتاج، بما ينعكس إيجابًا على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.