النفط يرتفع عالميا وسط تقلبات في الأسواق وتباين مؤشرات الطلب
"وكالات": شهدت أسواق الطاقة العالمية موجة من التذبذب مع نهاية تداولات الأسبوع، حيث سجلت أسعار الخام ارتفاعًا طفيفًا مدعومًا بانحسار المخاوف من فائض المعروض.
ويأتي هذا التطور وسط مؤشرات متباينة حول مستويات الطلب، بالتزامن مع تحركات حذرة في أسواق الأسهم العالمية التي تأثرت بنتائج الشركات والتوقعات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.
ارتفاع عالمي لأسعار الخام
وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر يناير القادم 64 دولارًا أمريكيًّا و63 سنتًا. وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ 94 سنتًا مقارنة بسعر الأربعاء والبالغ 65 دولارًا أمريكيًّا و57 سنتًا. تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر نوفمبر الجاري بلغ 70 دولارًا أمريكيًّا و سنتًا واحدًا للبرميل، مرتفعًا 68 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر أكتوبر الماضي.
على الصعيد العالمي ارتفعت أسعار النفط اليوم مع تراجع المخاوف من فائض المعروض، بعد أن أغلقت عند أدنى مستوياتها في أسبوعين في الجلسة الماضية نتيجة ضعف الطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 24 سنتا أو 0.38 بالمائة إلى 63.76 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا أو 0.42 بالمائة إلى 59.85 دولار.
وانخفضت أسعار النفط عالميا للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر بسبب المخاوف من وجود فائض في المعروض بعد زيادات الإنتاج من جانب منظمة بلس، التي تتزامن مع استمرار تزايد إنتاج المنتجين من خارج المنظمة.
وأفادت شركة هايتونج للأوراق المالية بأن العقوبات الأمريكية والبريطانية على أكبر شركتي نفط في روسيا قبل أسبوعين أسهمت في التخفيف من حدة التراجع الحاد في السوق، مما أدى إلى تحول في زخم أسعار النفط في نهاية أكتوبر. وأضافت الشركة أن خطة أوبك بلس لتعليق زيادات الإنتاج في الربع الأول من العام المقبل ساهمت جزئيا في تهدئة المخاوف المتعلقة بفائض المعروض.
ومع ذلك، لا يزال القلق بشأن ضعف الطلب قائما.
وقال بنك جيه.بي مورجان في مذكرة للعملاء: إن الطلب العالمي على النفط ارتفع منذ بداية العام وحتى الرابع من نوفمبر بواقع 850 ألف برميل يوميا وهو أقل من النمو الذي سبق أن توقعه عند 900 ألف برميل يوميا.
وأضافت المذكرة "تشير المؤشرات إلى أن استهلاك النفط في الولايات المتحدة لا يزال ضعيفا"، مشيرة إلى ضعف نشاط السفر وانخفاض شحنات الحاويات.
وفي الجلسة السابقة، تراجعت أسعار النفط بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 5.2 مليون برميل إلى 421.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بزيادة 603 آلاف برميل.
وأشارت مؤسسة كابيتال إيكونوميكس في مذكرة إلى أن "الضغوط على أسعار النفط ستستمر مما يدعم توقعاتنا بسعر 60 دولارا للبرميل بنهاية 2025 و50 دولارا بنهاية 2026".
وخفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أسعار خامها للمشترين الآسيويين بشكل حاد لشهر ديسمبر استجابة لوفرة المعروض في السوق وزيادة الإنتاج من قبل منتجي أوبك بلس.
تراجع وتذبذب في مؤشرات الأسواق
على صعيد الأسواق العالمية تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم ، متأثرة بخسارة سهم شركة لوجراند الفرنسية بعد أن سجلت نموا في المبيعات دون التوقعات، مما زاد من المخاوف الحالية بشأن التقييمات المبالغ فيها للشركات المرتبطة بالتكنولوجيا.
وهوى سهم لوجراند، التي تصنع معدات لمراكز البيانات، 11.2 بالمائة ما أدى لوقف التداول على السهم لتجاوزه النسبة المسموح بها، بعد أن أعلنت عن نمو المبيعات 11.9 بالمائة في الأشهر التسعة الأولى من العام، وهو ما يقل قليلا عن التوقعات، نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية.
وخسرت شركات أخرى لصناعة المعدات الكهربائية مثل شنايدر إلكتريك وسيمنس للطاقة نحو اثنين بالمائة لكل منهما. وعلى نطاق أوسع، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2 بالمائة إلى 570.58.
وشهدت أسواق الأسهم العالمية بداية متقلبة لتعاملات الأسبوع إذ تراجعت الأسهم في أوروبا إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوعين، بعد أن ساعدت المخاوف حيال تقييمات مبالغ فيها لأسهم التكنولوجيا بعض المستثمرين على جني الأرباح.
وفقد سهم كومرتس بنك 2.3 بالمائة بعد أن أعلن البنك عن انخفاض غير متوقع في صافي أرباح الربع الثالث، متأثرا بارتفاع معدلات الضرائب والتكاليف. وقفز سهم زالاندو 6.7 بالمائة بعد أن أعلنت منصة الأزياء عبر الإنترنت ارتفاع إجمالي حجم البضائع 21.6 بالمائة في الربع الثالث.
على صعيد متصل ارتفع المؤشر الياباني بأكثر من واحد بالمائة اليوم متعافيا من الخسائر الحادة التي تكبدها في الجلسة الماضية مع انتعاش شهية المستثمرين للمخاطرة بفضل صعود قوي للأسهم في ختام تعاملات وول ستريت خلال الليل.
وارتفع المؤشر الياباني 1.34 بالمائة ليغلق عند 50883.68 نقطة، وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.38 بالمائة ليغلق عند 3313.45 نقطة.
وزادت الأسهم الأمريكية خلال الليل مع تراجع المخاوف بشأن تقييمات مبالغ فيها لأسهم التكنولوجيا، كما غذت نتائج إيجابية للأعمال وبيانات اقتصادية أفضل من المتوقع شهية المخاطرة. وصعد سهم شركة أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق 3.15 بالمائة، وارتفع سهم مجموعة سوفت بنك للاستثمار في التكنولوجيا 2.92 بالمائة. لكن سهم طوكيو إلكترون لتصنيع معدات صناعة الرقائق بدد مكاسبه ليغلق منخفضا 0.36 بالمائة.
وشكلت الشركات الثلاث مجتمعة نحو 80 بالمائة من نسبة انخفاض المؤشر الياباني 2.5 بالمائة الأربعاء.
وقال تاكاماسا إيكيدا مدير المحافظ لدى جي.سي.آي لإدارة الأصول: "تأثرت حركة المؤشر الياباني بشكل كبير بعدد قليل من الأسهم، مثل مجموعة سوفت بنك وأدفانتست. نحن بحاجة إلى المزيد من الأسهم التي تقود مكاسب المؤشر الياباني".
وفي أكتوبر، تجاوز المؤشر الياباني مستوى 50 ألف نقطة للمرة الأولى وقفز 16.64 بالمائة، وهو أكبر مكسب شهري له في 35 عاما، في حين صعد المؤشر توبكس 6.2 بالمائة.
وقال إيكيدا "هذه الفجوة الهائلة في مكاسب المؤشرين الرئيسيين غير مسبوقة، وتُظهر مدى اعتماد المؤشر الياباني على عدد قليل من الأسهم للارتفاع. إنها مؤشر على حساسية سوق الأسهم اليابانية".
ومن بين الأسهم الفردية، قفز سهم كونيكا مينولتا 15.45 بالمائة ليصبح الرابح الأكبر بالنسبة المئوية على المؤشر الياباني بعد أن رفعت الشركة توقعاتها لصافي الربح السنوي إلى 27 مليار ين (179 مليون دولار)، مقارنة بخسارة قدرها 47.4 مليار ين في العام الماضي.
وهبط سهم نيبون ستيل، أكبر شركة لصناعة الصلب في اليابان، 3.28 بالمائة بعد أن أعلنت عن انخفاض 14 بالمائة في الأرباح السنوية قبل البنود غير المتكررة في السنة المالية الحالية، باستثناء توقعاتها لشركة يو.إس ستيل نظرا للتحديات الكبيرة في السوق الأمريكية.
