الملتقى الهندسي الرابع يخرج بتوصيات لتعزيز كفاءة المشاريع اللوجستية

أوصى المشاركون في الملتقى الهندسي الرابع (الهندسة واللوجستيات)، الذي اختتم أعماله اليوم بمنتجع روتانا بصلالة بتأسيس منصة وطنية متكاملة لمتابعة الأداء الهندسي-اللوجستي، وذلك بهدف رفع الكفاءة وتقليل التعثر في المشاريع، وتضمنت التوصيات الرئيسية أيضًا إطلاق برنامج وطني للتمكين الهندسي للشباب العماني يتضمن تدريبًا إلزاميًا، وبرامج إرشادية، وإعادة هيكلة المناهج الدراسية لكي تواكب التحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي. كما شدد المشاركون على ضرورة تبني الهندسة القيمية كمعيار إلزامي في المشاريع الكبرى لضمان الحصول على أقصى قيمة مقابل التكلفة.

وفي إطار الاستدامة، دعا الملتقى إلى إعداد خارطة طريق للطيران الأخضر والنقل المستدام، مع تسريع مشاريع الطاقة المتجددة المدمجة في قطاع اللوجستيات، مثل محطات شحن المركبات الكهربائية لتعزيز الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان، كما أوصى الملتقى بضرورة توسيع الربط اللوجستي الإقليمي من خلال استهداف أسواق رئيسية مثل الصين، الهند، شرق أفريقيا، وكوريا، وشدد المشاركون على أهمية إدماج إدارة المخاطر الرقمية في سلاسل الإمداد، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، لتقليل أثر الأزمات على الكفاءة التشغيلية، كما تم التأكيد على أهمية إنشاء مجلس وطني للهندسة واللوجستيات المستدامة، يجمع القطاعين العام والخاص والجامعات لتوجيه الابتكار وتنمية المهارات.

شهدت أوراق العمل التي قدمت في الملتقى تركيزًا على خمسة محاور أساسية، سلطت الضوء على أهمية الهندسة واللوجستيات كركيزتين أساسيتين للنمو الاقتصادي في سلطنة عُمان، وتطرق المحور الأول إلى التكامل المؤسسي والحوكمة، حيث تمت مناقشة الحاجة إلى إنشاء مكاتب لمتابعة المشاريع الحكومية بهدف الحد من الأوامر التغييرية، مع تعزيز الشفافية من خلال المنصات الرقمية. وفي محور الكفاءات الوطنية والتمكين الهندسي، أبرز المشاركون وجود فجوة بين مخرجات التعليم الهندسي واحتياجات سوق العمل، مشيرين إلى الاعتماد المرتفع على المهندسين الوافدين. وتم تقديم حلول مثل برامج الإرشاد وإعادة هيكلة المناهج.

في حين ركز محور الاستدامة والطاقة المتجددة على دور الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية والرياح في قطاع النقل واللوجستيات، كما تمت مناقشة حلول مبتكرة مثل الطيران الأخضر واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين مسارات الشحن وخفض الانبعاثات الكربونية. أما محور سلاسل الإمداد والأسواق الجديدة، فقد أكد على الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان كمركز لوجستي عالمي يربط قارات آسيا، أفريقيا، وأوروبا، كما وتم استعراض أهمية أدوات مثل الشحن متعدد الوسائط والأتمتة لتعزيز كفاءة سلاسل الإمداد، وناقش محور إدارة المخاطر والتحول الرقمي أهمية الرقمنة في إدارة المخاطر التشغيلية والبيئية، واستخدام تقنيات مثل الصيانة التنبؤية القائمة على إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء التشغيلي وتقليل التكاليف.