المعارض التسويقية تساهم في الترويج الجيد لأنشطة صاحبات الأعمال

ألقت جائحة كورونا بظلالها القاتمة على أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة لاسيما صاحبات الأعمال، جراء تعطل النشاط الاقتصادي وشح السيولة المالية اللازمة لاستدامة تلك المشاريع الذاتية التي يعتمدن عليها من أجل استمرار تلك الأعمال في الإنتاج وعدم التوقف، وقد واجه الكثير منهن العديد من التحديات الاقتصادية والتسويقية بسبب الإغلاقات المتكررة نتيجة تفشي المرض خلال أكثر من عامين. وتنفس الاقتصاد المحلي الصعداء مع بدء فتح الأنشطة الاقتصادية وفق الإجراءات الاحترازية الموصي بها من قبل اللجنة العليا المكلفة بإدارة هذا الملف والتي بذلت جهودا مقدرة لإحداث التوازن بين المتطلبات الصحية والاقتصادية. وفي ظل تحسن مؤشرات التعافي التي تشهدها السلطنة حاليا عادت الحياة من جديد لإقامة منافذ تسويقية من خلال المعارض المختلفة حيث اختتم فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية قبل أيام المعرض التسويقي لصاحبات الأعمال والحرفيين إذ أقيم المعرض بولاية بدية على مدى ثلاثة أيام متواصلة من أجل فتح نوافذ تسويقية مباشرة لأول مرة بعد أن كانت خلال الجائحة تدار عن طريق التسويق الإلكتروني.

ولمعرفة التحديات التي واجهت صاحبات الأعمال التقى «عمان الاقتصادي» مع مجموعة من النساء ممن يعملن في عدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة.

بداية تحدثت منيرة بنت سعيد الحارثية رئيسة صاحبات الأعمال بمحافظ شمال الشرقية عن أبرز التحديات التي واجهت رائدات الأعمال ممن لديهن مشاريع صغيرة أو متوسطة حيث قالت: إن النساء في المحافظة كغيرهن في المحافظات الأخرى بالسلطنة تأثرن اقتصادياً بفعل الجائحة أكثر من الرجال، وبخاصة صاحبات الأعمال بالمنزل حيث يعملن على إعالة أسرهن مما أسهم في حدوث العديد من التحديات الأسرية وأثر ذلك في شح السيولة اللازمة لاستمرارهن في العمل، وكذلك رائدات الأعمال المستأجرات جراء تكاليف الإيجارات والرواتب المتراكمة لدى بعض الأخوات.

دعم متواصل

وأضافت منيرة الحارثية: إن من أبرز الصعوبات التي واجهت صاحبات الأعمال، ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين جراء الإغلاقات، وصعوبة التسويق خارج المنزل رغم استحداث البعض مواقع إلكترونية عبر الوسائط المختلفة والتوصيل للمنازل تبقى التحديات موجودة ونحن في لجنة صاحبات الأعمال بالمحافظة قمنا ولله الحمد بالتواصل مع رائدات الأعمال الصغيرة والمتوسطة وخاصة تلك التي تدار من المنزل وقدمنا المشورة والدعم المتواصل لهن بالاستمرار في الإنتاج والبحث عن طرق تسويقية جديدة تواكب التحديات.

وعبرت الحارثية عن ارتياحها بما تشهده السلطنة من تعاف يبشر بمرحلة جديده تعزز الاقتصاد المحلي وتقول: اليوم نحن في ارتياح تام مع تحسن الوضع الصحي قمنا بافتتاح أول منفذ تسويقي لرواد ورائدات الأعمال هنا في بدية بمشاركة 30 رائدة أعمال وحرفية والفرحة كانت غامرة بوجود نافذة تسويقية تعنى بهذه الشريحة المهمة والهدف منها تشجيع الرواد على تطوير منتجاتهم وتسويقها للجمهور وجها لوجه مع وجود إجراءات احترازية مطبقة بالمعرض ونأمل الاستمرار في إقامة معارض مشابهة في مختلف ولايات المحافظة.

المنصات الإلكترونية

تقول إيمان بنت راشد العذوبية: الحمد لله الحياة بدأت تعود لطبيعتها ونحن نتفاءل خيرا وحقيقة مرت علينا أيام صعبة جدا بالنسبة لي لدي مشروع خاص تتم إدارته من المنزل متخصص في الأعشاب والطب الشعبي وعصر الزيوت والعلاجات المختصة بالأكزيما والمشروع يحمل علامة تجارية خاصة يعمل منذ 6 سنوات، لكن التحديات كانت كبيرة خلال الجائحة تمثلت في عدم القدرة على التسويق للمنتجات بشكل مباشر، لذلك فكرنا في التحول إلى استخدام منصات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما ساعد على استمرار المبيعات واستدامة العمل في المشروع، وأشارت العذوبية إلى أهمية وجود مظلة رسمية لتشجيع ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي رافقتهن خلال الجائحة وخاصة الصعوبات المالية التي عانينا منها.

مشاركات خارجية

من جانبها قالت شيخة بنت سالم الحارثية صاحبة أعمال ومؤسسة شركة أزهار البتول للمنتجات النسائية تداعيات جائحة كورونا كانت ثقيلة علينا وتوقف العمل عن تسويق الإنتاج إلى الأسواق وقمنا بعد ذلك بالتحول الرقمي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومن أكثر الصعوبات التي واجهتها صاحبات الأعمال خلال الجائحة التسويق المباشر.

وأوضحت الحارثية أن العزيمة مستمرة في تطوير الاعمال ومجابهة التحديات ولذلك شاركنا مؤخرا بمنتجات متنوعة في معرض اكسبو دبي والحمد لله لقيت المنتجات العمانية رواجا طيبا من قبل الجمهور وسنقوم في المستقبل القريب بفتح منافذ تسويقية جديدة في مختلف المراكز، كما نتواجد في جميع المحافل بالسلطنة واليوم هذا الركن المخصص لنا بمعرض التسويق في بدية يعرف الجمهور بما لدينا من منتجات ونأمل التوفيق والنجاح للجميع وانتهاء هذه الجائحة بعون الله تعالى.

مشروع منزلي

وفي لقاء آخر عبرت عذراء بنت سالم الحجرية رائدة أعمال خاصة وعضوة صاحبات الأعمال بالمحافظة عن ارتياحها لإقامة معرض تسويقي للمنتجات الحرفية للمرأة العمانية لأول مرة منذ توقف الأنشطة التجارية والاقتصادية بسبب الجائحة، مشيرة إلى أنها تمتلك مشروعها المنزلي الخاص بالعطور والخلطات التي تخص المرأة والهدايا وغيرها بأسلوب تسويقي جاذب. وأوضحت الحجرية أن مشروعها مر بمراحل صعبة أثناء الجائحة لكنها تجاوزت تلك المرحلة بالصبر والتعاون بين أفراد الأسرة في توصيل المنتجات والتسويق عن بعد إلكترونيا وعبر توصيل الطلبات مما خفف من تلك التحديات.

وتشارك الحرفية سعدة بنت سليم الحجرية الرأي زميلاتها في ذكر التحديات الناجمة عن جائحة كورونا وقالت: رغم الصعوبات الكثيرة التي مرت علينا لم نتوقف عن عرض الصناعات الحرفية الخاصة بالمرأة من عطور تقليدية قديمة ومن ملابس وبخور وهي جميعها صناعة محلية قمنا بعرضها عن طريق الهواتف وتم التسليم بالمنازل وهذا خفف من الخسائر ونشكر صاحبات الأعمال على تشجيعهن لنا بتنظيم معارض خاصة بنا وبعون الله نسعى لتطوير وتحسين المنتجات.