الاقتصادية

الالتزام وقلة الازدحام على الأنشطة المستثناة ينم على وعي المجتمع

09 مايو 2021
مع سريان قرارات اللجنة العليا
09 مايو 2021

  • المواطنون: القرارات جاءت لتقليل الإصابات والخوف من الازدحام قبيل العيد
  • القرارات لم يتم اتخاذها إلا عبر لجان تقوم بالتقصي والاطلاع وفق ما يتواكب مع كل مرحلة
  • الإعلام قام بدور تثقيفي في توعية المجتمع لاجتناب التجمعات بشتى أنواعها

مع سريان قرارات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا «كوفيد-19» المُتعلق بحظر جميع الأنشطة التجاريّة طوال اليوم ابتداءً من السبت 8 مايو حتى نهاية يوم السبت المُقبل 15 مايو الحالي، بدا الالتزام واضحا من جميع التجار وأصحاب المحلات المختلفة في تطبيق القرارات، وذلك حرصا من الجميع على تخفيف أضرار الجائحة وتطبيق معايير السلامة للجميع، ورصدت عدسة «عمان» الالتزام من مختلف الأفراد في تطبيق معاير السلامة وتجنب الازدحام في الأماكن العامة على الأنشطة التجارية المستثناة من قرارات اللجنة والتي تعمل على توفير الخدمات الضرورية.

وأشاد عدد من أصحاب المحلات والمواطنين بهذه القرارات التي جاءت قبيل أيام معدودة عن عيد الفطر المبارك، الذي يشهد ازدحاما كبيرا على المحلات مما يزيد القلق من الارتفاع في عدد الإصابات. كما تم خلال اللقاء الوقوف على أهمية القرارات في التصدي للجائحة ومدى وعي المجتمع والأفراد بالالتزام وتطبيق شروط السلامة وحرص أبناء المجتمع والمقيمين على الإسهام في التصدي لفيروس كورونا وتقليل أعداد الإصابات والأضرار الصحية الأخرى الناجمة عنها.

تعزيز طرق الوقاية الصحية

وقال سليمان الهنائي: تعد الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث عن آلية تطورات فيروس كورونا إسهاما في تعزيز طرق الوقاية الصحية والآمنة من انتشاره بين أفراد المجتمع وحفاظا علي المنظومة الصحية التي ترتكز عليها الجهة المعنية في سبيل تحقيق الجوانب الإيجابية بعيدا عن ما يخلفه الفيروس من تبعات سلبية تكون نتائجها عكسية علي المجتمع أجمع.

وعلينا أن ندرك أن القرارات التي يتم اتخاذها تنصب بكل تأكيد في المصلحة العامة والحد من انتشار الفيروس وأيضا يساهم في تخفيف الأعباء النفسية والمعنوية الطاقم الطبي الذي لن يألو جهدا في تقديم العون والمساعدة لكل مصاب. فهناك جهود تقام ومساعي تبذل لاحتواء الفيروس من الانتشار، فالقرارت لم يتم اتخاذها إلا وفق لجان تقوم بالتقصي والاطلاع بما يتواكب مع كل مرحلة يحتاج الوقوف عليها. ونأمل من خلال التصريحات التي تمت مؤخرا توفير اللقاحات قادم الأيام مما يبشر بنتائج مفرحة تساعد على الحصانة من مضاعفات الفيروس وهذا بحد ذاته سيعكس علي الحياة بشكل عام من الحركة والتنقل بكل أريحية بعيدا عن الالتزام المشروط بالقيود.

الالتزام رغم العادات

وأضاف الدكتور عرفات بن عوض آل جميل أكاديمي بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بتطبيقية صلالة: من وجهة نظري الشخصية ومن خلال قراءتي للواقع الذي نعيشه في ظل المعطيات المتغيرة مع جائحة كورونا كوفيد- 19، فإن ما يسر القلوب ويبعث الاطمئنان في النفوس أن هناك تقيدا على وجه العموم، مع إدراك عال بضرورة تطبيق ما جاءت به اللجنة العليا من قرارات متعلقة بحظر مزاولة الأنشطة التجارية ومنع حركة الأفراد والمركبات ومنع التجمعات للحد من تفشي انتشار الفيروس بين أفراد المجتمع.

حيث إنه يلاحظ قيام أغلب الأسر بتدابير مهمة كالامتناع عن إقامة التجمعات الرمضانية والتعويض عنها بممارسة الأنشطة الرمضانية المختلفة في المنازل فقط، علاوةً على خلو الشوارع من المركبات قبل دقائق من تطبيق حظر التجول. كما يلاحظ أيضاً أن الحركة الاستهلاكية تبدأ في الساعات الأولى من النهار وتقل رويداً رويداً قبل موعد الحظر تجنبا لحدوث تزاحم بين الناس. ومن الأمور التي يشاد بها، امتناع الأهالي عن القيام بالعادات المجتمعية التي قد يصعب التخلي عنها مثل المصافحة والتقبيل والاكتفاء فقط بإلقاء التحية. كل هذا بعض من جملة الممارسات التي يقوم بها المواطنين ونأمل أن تساهم في الحد من وطأة انتشار الفيروس في الأيام القادمة. حفظ الله عمان وشعبها وقيادتها من كل مكروه.

وقال المواطن أحمد بن عامر المعشني: أرى أن جميع المواطنين في ولاية طاقة بمحافظة ظفار لديهم الالتزام الكامل بتنفيذ قرار للجنة العلياء المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا كوفيد ١٩، مع الالتزام التام من قبل المواطنين بالولاية في حالة العزاء وهذا بالفعل ما رأيت خلال هذه الفترة الأخيرة من تقيد في عدم حضور المعزين والاكتفاء بالاتصال الهاتفي وهذا ينم عن وعي وإدراك من قبل المواطنين بخطورة هذا المرض والتأكيد على ضرورة الابتعاد لعدم انتشار هذا العدوى. والرهان الحقيقي الآن على المواطن والمقيم من خلال الوعي الكامل بأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى والحفاظ على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

وإن هذا التقيد من قبل أبناء ولاية طاقة بماء جاء في قرارات اللجنة العلياء في البقاء في المنازل والخروج لقضاء الحاجات الأساسية في أضيق الحدود مع مراعاة أخذ الإجراءات الاحترازية بعين الاعتبار من خلال لبس الكمامات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة والتباعد الجسدي في مختلف المناسبات الاجتماعية قلل من عدد الوفيات.

قرارات جريئة

وأشار عبدالله بن سليمان البوسعيدي أحد أصحاب المحلات التجارية إلى أنه لاحتواء الوباء كان على الحكومة ممثلة باللجنة العليا اتخاذ قرارات جريئة بما يتناسب مع الوضع الطارئ حيث زادت أعداد المنومين بالعناية المركزة والأجنحة بالمستشفى بما يتجاوز السعة الاستيعابية والزيادة في أعداد الوفيات. وقد قام الإعلام بدور تثقيفي في توعية المجتمع لاجتناب التجمعات بشتى أنواعها، وقد راهنت اللجنة العليا في عدة مناسبات على وعي المجتمع لتجنب التجمعات والمحافظة على صحته، ولكن «ربما طول فترة هذا الوباء جعلت المواطنين يتساهلون في بعض الإجراءات الاحترازية الأمر الذي جعل الوباء ينتشر بشكل كبير وما قرارات اللجنة الأخيرة بالإغلاق إلا نتاج هذا الارتفاع».

وبتكاتف الجميع ووعي المجتمع والتزامهم بالإجراءات الاحترازية سنتجاوز هذه المرحلة معا ويجب على الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية من خلال التوعية بخطورة هذا الوضع والتزام الجميع بكافة التعليمات

وعلى الرغم من الخسائر التي سوف تطال الكثير من المواطنين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر إلا أن الحالة التي وصلنا إليها في هذه المرحلة من مراحل كوفيد 19 تحتم على الجميع التعاون مع الجهات المعنية بهدف الوصول إلى بر الأمان، وهذا لا يأتي إلا من خلال إجراءات وقائية شخصية واتباع التعليمات والإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا. ونراهن على أن الحكومة سوف تتخذ قرارات صائبة للتخفيف على هذه المؤسسات الصغيرة بدعمها وتغطية مصاريف رسوم التجديد والبحث عن حلول تحول دون تأثرها. إن الحظر المفروض حاليا مناسب جدا حيث لم يتبقَّ للجنة العليا خيارات كثيرة على الرغم من أن المجتمع واعٍ ومثقف إلا أن الحالات تزايدت بسبب قلة المسؤولية.

من جانبه تحدث يوسف الحبسي حول الظاهرة الازدحام على المحلات التجارية قبيل عيد الفطر المبارك مما يوجد البيئة الخصبة لانتشار الفيروس. ومن أجل سلامة الجميع والتقليل من المخاطر المتوقعة جاءت قرارات اللجنة العليا للحد من انتشار الجائحة، وناشد الحبسي الجميع بضرورة التقيد بهذه الإجراءات للحفاظ على سلامة الجميع، كما أشار إلى أن القرارات تصب في سلامة المجتمع. والالتزام المجتمعي هو من يقودنا للخروج إلى بر الأمان من هذه الجائحة التي تعصف بالعالم.