No Image
الاقتصادية

الأسواق النفطية تتراجع تحت ضغط المخاوف الاقتصادية والتوتر التجاري العالمي

20 أكتوبر 2025
خام عمان عند 62.4 دولار
20 أكتوبر 2025

شهدت الأسواق النفطية العالمية تذبذبا ملحوظا مع بداية الأسبوع، وسط استمرار المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الدولي وتزايد المعروض من الخام في الأسواق، فقد تأثرت الأسعار بحالة القلق من تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما انعكس على توقعات الطلب العالمي على الطاقة، في حين أظهرت مؤشرات اقتصادية من الصين مزيدا من التراجع في وتيرة النمو خلال الربع الثالث من العام.

في المقابل، واصلت الأسواق المالية حول العالم تفاعلها مع هذه التطورات؛ إذ سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعات جماعية مدعومة بأداء قوي لقطاعي البنوك والدفاع، فيما قفزت مؤشرات الأسهم اليابانية إلى مستويات قياسية جديدة على خلفية تحولات سياسية مرتقبة وتفاؤل بتوجهات مالية توسعية تدعم النمو.

الضغوط الاقتصادية تعيد تقلبات أسعار الخام

وبلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم تسليم شهر ديسمبر القادم 62 دولارًا أمريكيًّا و4 سنتات. وشهد سعر نفط عُمان اليوم ارتفاعًا بلغ 42 سنتًا مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ 61 دولارًا أمريكيًّا و62 سنتًا.

تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر أكتوبر الجاري بلغ 69 دولارًا أمريكيًّا و33 سنتًا للبرميل، منخفضًا دولارًا أمريكيًّا و87 سنتًا مقارنةً بسعر تسليم شهر سبتمبر الماضي.

على الصعيد العالمي تراجعت أسعار النفط اليوم تحت ضغط المخاوف من تخمة في المعروض عالميا، إذ زاد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين من المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد وضعف الطلب على الطاقة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 53 سنتا أو ما يعادل 0.86 بالمائة إلى 60.76 دولار للبرميل، بينما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 55 سنتا، أو 0.96 بالمائة لتصل إلى 56.99 دولار، متخلية عن مكاسب حققتها يوم الجمعة الماضي.

وهبط كلا الخامين القياسيين أكثر من اثنين بالمائة الأسبوع الماضي، ليسجلا الانخفاض الأسبوعي الثالث على التوالي، ويرجع ذلك جزئيا إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بزيادة فائض المعروض في عام 2026.

وقال توشيتاكا تازاوا المحلل في شركة فوجيتومي للأوراق المالية: «تؤجج المخاوف بشأن فائض المعروض الناجم عن زيادة إنتاج الدول المنتجة للنفط، إلى جانب المخاوف من تباطؤ الاقتصاد جراء تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، ضغوط البيع».

وأظهرت بيانات لمكتب الإحصاء الصيني اليوم تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين في الربع الثالث إلى أضعف وتيرة له منذ عام. وتأثرت هذه النتائج بضعف الطلب المحلي، مما أثار تساؤلات حول اعتماد بكين على الصادرات في ظل التوتر التجاري مع الولايات المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، حثت رئيسة منظمة التجارة العالمية الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوتر التجاري بينهما، محذرة من أن فك الارتباط بين أكبر اقتصادين في العالم قد يقلص الناتج المحلي الإجمالي سبعة بالمائة على المدى الطويل.

وجدد البلدان، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، حربهما التجارية في الآونة الأخيرة، بفرض رسوم جمركية إضافية على السفن التي تنقل البضائع بينهما، في خطوة متبادلة قد تعطل تدفقات الشحن العالمية.

وقالت مصادر تجارية ومحللون: إن الضغط الأمريكي والأوروبي على المشترين الآسيويين للطاقة الروسية قد يحد من واردات الهند من النفط اعتبارا من ديسمبر، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الإمدادات للصين.

وبالنسبة للمعروض، أضافت شركات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي منصات حفر للنفط والغاز الطبيعي لأول مرة منذ ثلاثة أسابيع، وفقا لما ذكرته شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز في تقريرها الصادر يوم الجمعة الماضي الذي دائما ما يحظي بمتابعة واسعة.

الأسواق العالمية تتفاعل مع مؤشرات النمو

على صعيد الأسواق العالمية ارتفعت الأسهم الأوروبية واحدا بالمائة تقريبا اليوم مدعومة بأداء قوي لقطاعي البنوك والدفاع في وقت استوعب فيه المستثمرون أثر نتائج أعمال مالية صدرت لبعض الشركات ودلالاتها بالنسبة للقطاعات والاقتصاد.

وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.9 بالمائة إلى 571.05 نقطة. كما ارتفعت المؤشرات الأوروبية الرئيسية الأخرى. وسجل قطاع البنوك مكاسب بلغت 1.6 بالمائة ليصبح من أكبر الداعمين للمؤشر ستوكس 600، متعافيا من الانخفاض 2.5 بالمائة الذي شهده يوم الجمعة عندما أثارت مؤشرات على إجهاد ائتماني محتمل في بنوك أمريكية في أوروبا قلق المستثمرين. وارتفع مؤشر قطاع الطيران والفضاء والدفاع 2.1 بالمائة متعافيا من انخفاض حاد يوم الجمعة الماضي.

وارتفعت أسهم شركة ساب السويدية لصناعة المعدات العسكرية 3.1 بالمائة بعد أن حصلت الشركة على عقد رادار مدفعي إسباني. وقفز سهم كيرينج 4.2 بالمائة بعد أن وافقت الشركة المالكة لجوتشي على بيع وحدتها للتجميل إلى لوريال مقابل أربعة مليارات يورو (4.66 مليار دولار).

لكن سهم شركة فورفيا التي تتخذ من فرنسا مقرا والموردة لقطع غيار السيارات هبط ستة بالمائة بعد أن أعلنت عن انخفاض مبيعاتها بنسبة 3.7 بالمائة في الربع الثالث.

على صعيد متصل سجل المؤشر الياباني مستوى قياسيا مرتفعا اليوم مع استعداد ساناي تاكايتشي صاحبة التوجهات المالية التوسعية لأن تصبح رئيسة الوزراء القادمة بعد تشكيل ائتلاف سياسي جديد.

وقفز المؤشر الياباني 3.4 بالمائة ليغلق عند مستوى قياسي بلغ 49185.50 نقطة. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 2.5 بالمائة. وتراجعت السندات الحكومية اليابانية القياسية مما أدى إلى ارتفاع العوائد.

وارتفعت 217 شركة على المؤشر الياباني فيما تراجعت سبع شركات. وكانت عملاقة الاستثمار في مجال التكنولوجيا مجموعة سوفت بنك ذات الثقل على المؤشر هي أكبر الرابحين بالنسبة المئوية إذ قفز سهمها 8.5 بالمائة، تلتها شركتا تصنيع الروبوتات ياسكاوا إلكتريك وفانوك اللتان قفز سهماهما 7.2 بالمائة و6.5 بالمائة على الترتيب.

وكانت شركة ريون كيكاكو أكبر الخاسرين على المؤشر الياباني، إذ انخفض سهمها 2.5 بالمائة بعد أن قالت الشركة المشغلة لمتاجر موجي: إنها علقت عمليات التسوق عبر الإنترنت بسبب هجوم إلكتروني على أحد معالجي الخدمات اللوجيستية.