الجولات السلطانية.. وسيلة ديمقراطية للقاء القائد بشعبه
اعتبرت من صيغ العمل السياسي -
العمانية: شكلت الجولات السامية التي كان يقوم بها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور-طيب الله ثراه- في ربوع عمان نهجا فريدا ومتميزا في القيادة والمشاركة العميقة بين القائد والمواطنين لصياغة سياسة يسهم المواطنون في وضعها وبشفافية وصراحة ووضوح وعلى مرأى من العالم أجمع. وكانت الجولات السنوية للسلطان الراحل جزءا مهما من برامج العمل الوطني التي يصيغ فيها تقدم البلاد وازدهارها، وفي ممارسة فريدة تعبر عن الترابط الوثيق بين القيادة والمواطنين دون بروتوكولات أو حواجز رسمية حيث تنتقل القيادة والحكومة إلى حيث يعيش المواطنون ولتتم حوارات عميقة تتناول كل ما يهم الوطن والمواطنين.إن لقاءات الخير بين السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وأبناء شعبه والتي كانت تتم في جو مفتوح ومباشر، أتاحت الفرصة كاملة للمواطن ليتحدث مباشرة إلى القائد، وليطرح ما يريده وفي ممارسة ديمقراطية رائعة وفريدة كذلك، ومن ثم التفّ الشعب حول قيادته لتنطلق نهضة عمان الحديثة التي يفخر بها كل عماني بين سائر الأمم. ومنذ السنوات الأولى لحكم السلطان الراحل كان يتفقد عبر الجولات السنوية جميع ربوع عمان ويقف بنفسه على ما تحقق من مشاريع وما تحتاج إليه البلاد من خدمات.
واعتبر المراقبون الذين كانوا يهتمون بهذه الجولات أنها صيغة من صيغ العمل السياسي وبمثابة صيغة للديمقراطية المباشرة يشارك فيها أبناء الشعب، وكان، طيب الله ثراه، قد قال واصفا مثل هذه اللقاءات «لقاءاتي هذه مع الشعب ذات أهمية بالغة بالنسبة لي ومن تقاليد بلادنا توفير الفرصة لكل عماني أن يلتقي سلطانه من دون وسطاء».
يذكر أن الجولات السنوية كانت تمثل صيغة متكاملة حيث تتعدد جوانبها التنموية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية فمن خلالها وعبر اللقاءات التي يعقدها السلطان مع الشيوخ والأعيان والوجهاء والمواطنين يوجه، رحمه الله، الأنظار والجهود إلى حيث ينبغي أن تتركز مسيرة العمل الوطني وإلى الأمور موضع الأولوية وفق الظروف التي يمر بها الوطن.
