إشراقات

كهلان الخروصي: :ينبغي للمسلم أن يوقن بنصرة الله للحق وأهله ودحض الباطل وزهقه وانكشاف زيف المدنية المعاصرة

28 ديسمبر 2023
تبيين محاسن هذا الدين للناس ظاهرة تزداد وتنتشر في عالمنا المفتوح
28 ديسمبر 2023

لا يزال الكيان الصهيوني الغاصب يمارس جرائمه بحق الشعب الفلسطيني ويتفنن في قتل الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، ولا يزال المجاهدون الفلسطينيون يذيقون جيش الاحتلال أصناف الهزائم في أرض المعركة، ولا تغيب هذه القضية عن وعي وفكر المسلمين وغيرهم من أنصار الحق في مشارق الأرض ومغاربها لرفع الظلم عن الفلسطينيين ومطالبتهم لوقف هذا العدوان الغاشم الذي راح ضحيته أكثر من 21 ألف شهيد فلسطيني، وحول هذا الموضوع خصص برنامج أهل الذكر الذي يبث في تلفزيون سلطنة عمان جزءا من حلقته للحديث عن هذه القضية.

وفي هذا البرنامج طرح معده ومقدمه الدكتور سيف الهادي سؤالا على ضيفه فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، عما يعتمل في صدور بعض المسلمين فقال له: «الحرب طالت والعدو يبدو أنه لا يتراجع عن أفعاله الإجرامية وقتل الأطفال والنساء مروع جدا، تنقله وسائل الإعلام، أحدث هذا نوعا من التململ لدى بعض المسلمين الذين يرون بأن هذه الحرب ليست متكافئة، وأنها ليتها لم تحصل، فحصل لديهم نوع من التراجع في تقييم هذه الحرب وفي مشروعية الدفاع عن المسجد الأقصى وفلسطين أمام عدو يمتلك آلة عسكرية ضخمة، ما خطورة هذا التراجع مع استمرار الحرب وتقدمها وطول أمدها؟

فأجاب مساعد المفتي العام لسلطنة عمان: من المعلوم أن مما ينصر الله تعالى به عباده بعد صدق إيمانهم وحسن توكلهم عليه جل وعلا، أن يتحلوا بالصبر فإن الصبر هو الذي يمكن الله تبارك وتعالى به عباده من التغلب على عدوهم فيؤمر بالصبر لمن كان في ساحة الوغى ولمن كان مجاهدا بلسانه أو قلمه أو بكل وسيلة ينصر بها إخوانه المسلمين المستضعفين، ولا ينبغي له أن يفتر عما هو بصدده من الضراعة إلى الله تبارك وتعالى ومن الصبر على ما يواجهه في سبيل نصرة الحق وأهله وفي سبيل السعي إلى بسط العدل ورفع الظلم وكشف طغيان الظالمين المحتلين المعتدين وكشف ما يكيدونه من دسائس وما يضللون به العالم وفضح مؤامراتهم ونشرها عبر الوسائل المتاحة اليوم لا ينبغي للمسلم أن يفتر أو أن يضعف في أداء ما يستطيعه من هذه السبل والوسائل فإن الله تبارك وتعالى جعل من نواميسه الماضية في هذا الكون أنه ينصر عباده المظلومين المستضعفين، لكن هذا النصر من عنده وهو جل وعلا العزيز الحكيم.

«متى نصر الله»

وأضاف فضيلته : ربنا حكى لنا في كتابه الكريم أن الرسل عليهم الصلاة والسلام ومن معهم من المؤمنين الصادقين يبلغ بهم الحال إلى أن يقولوا متى نصر الله فيأتي الجواب من عنده جل وعلا «ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ» قد تطول أيام المعاناة، وقد تكثر الآلام والأوجاع ولكن الله تبارك وتعالى يدبر لعباده المؤمنين فوق ما يرجون فهو جل وعلا يقول: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ» ويقول: «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ» فالنصر من عنده جل وعلا وحده وهو العزيز الذي لا يغلب، وهو الحكيم الذي يدبر متى يكون النصر، ومتى يجريه جل وعلا على عباده المستحقين له المؤمنين به الصابرين المتوكلين عليه الآخذين بالأسباب، ولذلك كان من شأن المؤمنين أنهم في لحظة المواجهة، حتى وهم فئة قليلة يواجهون الفئة الكثيرة القوية ببأسها وعتادها فإن من شأنهم أن يقولوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.

وأضاف: فهم يعلمون أن الوسيلة التي يتحقق بها النصر من عند الله عز وجل أن يفرغ على قلوبهم الصبر وأن يورثهم الثبات والسكينة وأن يجعلهم محتملين لما يعانونه من الأذى وما يتألمون به ثم يطلبون من ربهم جل وعلا الثبات في هذه المواجهة، ثم يرجون النتيجة، هي «وانصرنا على القوم الكافرين».

وبيّن قائلا: هذا لا يؤمر به من كان في ساحة الوغى فقط وإنما كل من جاهد بقلمه أو بلسانه أو بنشره لهذه القضية، أو بمقاطعته لما ينتجع العدو المحتل ومن شايعه ومن أعانه، أو بكشف هذه المخططات والمؤامرات أو بالتعقيب على كل من يشايع هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب في المواقع التي ينشرون فيها مواقفهم وآراءهم فإن العالم الرقمي اليوم قد أتاح أن يعقب من شاء بما شاء من رأي على أن يكون ذلك في حق المؤمن بالحكمة وبالأدب والخلق لكن بالحق، وبكل جرأة وحزم وعزة وكرامة وشرف أن يعقب على ما تنشره السفارات على سبيل المثال المؤيدة للصهاينة المحتلين، فإنهم قد أتاحوا أن يعقب على ما ينشرونه، فيطلبون التعليقات في الخانة المخصصة لذلك فكيف يفوت المسلم أو أن ييأس أو أن تضعف نفسه من أن يظهر لهم رأيه ويبين لهم بكل أدب وحزم ويبين لهم الحق ويدحض افتراءاتهم ويرد على شبهاتهم وينصر إخوانه المستضعفين.

وترجون من الله ما لا يرجون

وبيّن بالقول : مما لا ينبغي للمسلم في هذه المرحلة وإن بدا له أن الأيام قد طالت إلا أن يستشف بشائر النصر وأن يستلهم من هذه الأحداث والمآسي ما يدعوه إلى أن يوقن أن سنة الله تبارك وتعالى ماضية جارية بنصرة الحق وأهله، ودحض الباطل وزهقه، فهذا الذي يألم منه المسلم كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى يعاني منه العدو أيضا، فقال: «إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ» هذا هو الفارق الجوهري الذي يبعث روح الإقدام ويورث طمأنينة القلب، ويبعث في النفس اليقين بأن النص آت من عند الله تبارك وتعالى وأن الفجر الصادق آت بإذن الله تبارك وتعالى، وإن احلولك ظلام الليل فلا بد أن ينصر الله تبارك وتعالى عباده كما وعدهم في قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» فلا ينبغي أن نتخاذل عن نصرة دين الله تبارك وتعالى وعن نصرة الحق والعدل، وإلا فإننا نكون قد فرطنا تفريطا عظيما، ولا ينبغي لمسلم أن يحقر من شأن ما يقوم به من كلمة صادقة مؤيدة للحق، أو من نشر معلومة أو من دحض افتراء ورد على تزوير وأباطيل، أو من تواصل مع من يعرفهم في هذا العالم عبر هذه المنصات للقضية الفلسطينية وعدالتها، وما يتاح أيضا لتقديم المعونات لأهل غزة وفلسطين، فكل هذه السبل والوسائل تتضافر لتشكل بإذن الله تبارك وتعالى ما ادخره لنا ربنا جل وعلا من نصر مبين وفتح وتمكين بمنه وفضله إنه على كل شيء قدير.

العلاقة بين النصر ودخول الناس في الإسلام

وقد سأل الدكتور سيف الهادي عن العلاقة بين النصر والفتح ودخول الناس في دين الله فقال: في سورة النصر يقول الله سبحانه وتعالى «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا» ما الرابط بين النصر الذي لا يتحقق عادة إلا في مثل هذه المعارك التي يبذل فيها المسلمون أنفسهم وأموالهم وقضية دخول الناس في الإسلام؟

فأجابه فضيلة الشيخ الدكتور كهلان: أما الذي ورد في السورة نفسها فإنه نصر وفتح، والنصر يقصد به الإعانة على التمكن من العدو وأما الفتح فإنه يراد به في كتاب الله عز وجل كما هو المعنى اللغوي وهو تملك مفتاح العدو إما أن يكون ذلك بأرضه أو أن يكون ذلك بحصونه فإذا فُتحت بلاد فهذا يعني التملك والتمكن من البلاد وأهلها فهو أعظم في هذا السياق من النصر فلما بشر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه سيمكن له وأنه سيتمكن من فتح مكة ومن انتشار هذا الأمر لدى العرب لأنهم كانوا يترقبون ما الذي يؤول إليه أمر محمد صلى الله عليه وسلم مع المشركين من أهل مكة وذلك لتعظيم العرب لمكة المشرفة وللبلد الحرام ولأنه علق في ذهنهم ما حصل من حادثة الفيل، وكان منطبعا عندهم أن من يتمكن من مكة فإنه على حق، وأن العرب تسلم له قيادها وهذا الذي حصل، ففتحت مكة وتوافدت الوفود من الجزيرة العربية وما حولها ودخلوا في دين الله أفواجا، فجاء التوجيه من عند الله تبارك وتعالى أن يرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون من بعده إلى أصل ما جاؤوا به وهو توحيد الله عز وجل وتنزيهه وعبوديته وعبادته وذكره والتهيؤ للحياة الآخرة وهذا ما جاء له هذا الدين أصلا، «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا».

العقلاء يتعرفون على هذا الدين

موضحا فضيلته: هذا الاقتران بين نصرة الحق وفتح البلاد للحق مع دخول الناس في دين الله أفواجا ليس خاصا بهذه الحادثة لأن دحض الباطل وظهور الحق يدفع العقلاء من الناس إلى تبين هذا الذي نصره الله عز وجل وأيده من عنده هذا الذي تمكن من دحض الطاغوت والطغيان ورفع الظلم، وهذا الذي أيده الله تبارك وتعالى بالحق وأجرى عليه فواتح النصر وخواتمه، فإن ذلك يدعو العقلاء إلى أن يتعرفوا على هذا الدين، وإلى أن يكتشفوا ما فيه من محاسن، وإلى أن يزيلوا ما علق في أذهانهم مما شوهته به وسائل الإعلام عندهم والساسة والأعداء والمنافقون والمخذلون وغيرهم مما شوهوا به هذا الدين، فإذا به يزول عن أذهانهم وتتبين به الحقائق فيدخلون في دين الله تبارك وتعالى، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من ربه للمسلمين إلى عاقبة أمرهم فقال: «وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ» وهم يرون أن العير قد فاتتهم فهذا يعني أن وعد الله تبارك وتعالى لهم سيكون بملاقاة العدو في النفير، وأنهم سوف ينصرهم الله، ولكن مع ذلك فإن الله تبارك وتعالى كشف عن طبيعة بشرية فقال:«كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» ولذلك قال في الأنفال: «وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ» وما الذي يريده لنا ربنا تبارك وتعالى: «وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ» هذا الذي سينكشف للناس، ستزول الغشاوات عن القلوب والعقول، وستنكشف المؤامرات والدسائس التي كانت تحاك ضد الإسلام وأهله ويزول ذلك الخوف الذي بذلت في سبيل غرسه في نفوس العالمين المليارات وأعدت له الخطط والبرامج والاستراتيجيات سينقشع كل ذلك وهذا الذي نراه الآن فإن بوادر انقشاع هذه المخاوف وانكشاف الحق وتبين محاسن هذا الدين للناس أصبحت ظاهرة تزداد وتنتشر في هذا العالم المفتوح عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر فضاء الإنترنت.

بشارات تدعو المسلمين إلى تجديد يقينهم

مشيرا فضيلته: ليس على المسلمين الآن أن يضعوا سلاحهم ولا أن يتراخوا أو أن يتكاسلوا لأن هذه الغاية هي من أسمى الغايات، ليحق الله الحق ويبطل الباطل، فليس هنالك سبب دنيوي ولا سبب مصاحب إلا إحقاق الحق وإبطال الباطل فهي مقصودة لذاتها وهذا ما ينبغي أن يتنبه له المسلمون اليوم، وهذا ما ينبغي أن تنشرح له الصدور وأن تتقن فهمه العقول في أن هذه البشائر من إقبال الناس على دين الله تبارك وتعالى، وهؤلاء الذين أقبلوا ليسوا هم من العامة بل هم من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي ويأبى الله أن يكون تعرفهم عليه إلا من خلال اطلاعهم على القرآن الكريم ومن خلال ما تمثل في المرابطين الثابتين الصابرين في غزة وفلسطين من أهل هذا الدين الحنيف مما رأوه من ثباتهم وصبرهم واحتسابهم الأجر عند الله تبارك وتعالى وتعلقهم به ويقينهم به أدركوا الحقيقة، فكل هذه الأمور إنما هي بشارات تدعو المسلمين إلى تجديد يقينهم بالله تبارك وتعالى وملازمة الصبر والثبات ومواصلة هذا الطريق إلى أن يدحض الله تبارك وتعالى الباطل ويستأصل شأفته ويقطع دابره ويحق الله تعالى الحق، ليجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم.

انكشاف زيف هذه المدنية المعاصرة

وقال: لو أمعنا النظر في أحوال العالم لما أمكن بلا مبالغة أن نحصر هذه المبشرات فإن كثيرا من هذه البلدان التي يخرج فيها الناس بمئات الآلاف متظاهرين مؤيدين لعدالة القضية الفلسطينية ومناوئين للصهاينة وظلمهم وبطشهم، هي بلدان ترفع فيها مثل هذه الشعارات وتمنع فيها التجمع والتظاهر والمسيرات لمثل هذه القضية خصوصا، ومع ذلك فإن ذلك لم يمنع الناس من الخروج ورفع هذه الشعارات ومناصرة هذه القضية بما يستطيعون، وقس على ذلك ما نراه من تعرفهم على هذا الدين ومن دخولهم فيه، إلى حد أن الأعداد تتضاعف يوما بعد يوم، وهذا لا شك كما تقدم خير كبير، والأمر نفسه يسري فيما يتعلق بانكشاف الظلم والطغيان الذي عليه من يتزعم ركب المدنية والقوة والهيمنة اليوم، ففي هذه البلدان هناك من صرح بأنهم هم الذين يتحررون مما هم واقعون فيه من أنظمتهم ، مما يصرحون به، بل إن من اليهود من يدافع عن حقوق أهل الأرض، ومن يكشف بأن الصهاينة لا علاقة لهم بالدين، ومن يدافع عن هذه القضية ويظهر في وسائل الإعلام، سخره الله تبارك وتعالى أن يكون سببا في مناصرة الحق وأهله، فكل هذه البشارات وفي مقدمتها انكشاف زيف هذه المدنية المعاصرة، وتوحشها وظلمها وطغيانها، لكل من كان له قلب أو عقل، فإن من يجادل اليوم في أن زعامة هذه المدنية والحضارة المعاصرة يمكن أن يكون فيها بقية لمراعاة هذا الإنسان أو لحقوقه أو لحقوق الطفل والمرأة، أو لأجل التعليم والصحة، أو لحق الحياة أو لحق التعبير عن الرأي ولم ينكشف له زيف هذه الشعارات بعد فهذا أعمى البصر والبصيرة، وهذا من أعظم المكاسب اليوم التي ساقها الله تبارك وتعالى لأننا لا نتحدث عن أمر عارض، بل نتحدث عن بناء عبر قرنين من الزمان وأموال هائلة طائلة بذلت فيه في المجالين المتعلقين بتشويه الإسلام وأهله ووسمه بالتطرف والعنف والوحشية وبأسوأ الأوصاف، وفي تزكية النفس، وإظهارها بمظهر الراعي لهذا الإنسان ولحقوقه ولحقوق الطفل والمرأة ولقضايا الصحة والتعليم والتسامح والتعايش والحوار وحقوق الإنسان وحق التعبير، فإذا به ينسلخ من كل ذلك، وإذا بحقيقته الشوهاء الفاسدة النكراء العفنة البعيدة عن الفطرة تتكشف للناس أجمعين، كل هذا بسبب هذه القضية، ولذلك فإن أي مفتون أو مغرور بعد ولم تنكشف له هذه الحقيقة، فهذا إما أن يكون كما وصفه الله تبارك وتعالى فإنه منهم، أو أنه أعمى البصر والبصيرة كما تقدم.