No Image
إشراقات

عماد الرواحي: "المحاسبة اليومية مرآة تكشف عيوب النفس وتضبط النية

30 أكتوبر 2025
السلوك إلى الله.. منهج عملي للارتقاء من أداء العبادات إلى حضور القلب
30 أكتوبر 2025

خلق الله الإنسان وجعل حاجاته موزعة بين مطالب الجسد وحاجات الروح، غير أنّ هذا الزمن طغت عليه الملهيات، وسيطر فيه العالم المادي على أنماط الحياة، أصبح السعي وراء إشباع المطالب الحسية أكثر حضورا من الالتفات إلى البعد الروحي في الإنسان، ومع هذا الخلل يبقى طريق السلوك إلى الله هو السبيل الأهدأ والأعمق للعودة إلى المعنى الحقيقي للوجود، ذلك الطريق الذي يبدأ من معرفة النفس وينتهي بالأنس بالله، مرورا بمحطات المجاهدة والتزكية والمراقبة.

في هذا الإطار، أجرينا هذا الحوار مع عماد بن سعيد الرواحي باحث بمكتب سماحة المفتي العام لسلطنة عمان، الذي حدثنا عن علم السلوك إلى الله؛ مبينا أنه لا يقف عند حدود العبادات الظاهرة، بل يغوص في أعماق النفس لتطهيرها من علائق الغفلة وتزكيتها باليقين والمحبة والإخلاص.

وتناول في هذا الحوار العقبات التي تعترض السالك في رحلته، وسبل تطهير القلب، ودور المحاسبة اليومية، وأهمية الاستمرارية في العبادات، وكيف يمكن للفرد الصالح أن يكون أساسا في إصلاح المجتمع، مقدما رؤية روحانية متوازنة تمزج بين العلم والعمل، وبين المجاهدة والسكينة.

•في البداية لو تخبرنا ما معنى علم السلوك إلى الله؟

علم السلوك يعرفه أهل الله من رواد هذا العلم بأنه علم يتجاوز حدود أداء العبادات الظاهرة إلى ما هو أعمق من ذلك، فنجده يهدف إلى تطهير القلب وتصفيته ليكون موضعا لرضا الله ومحبته، ويمكن النظر إليه باعتباره الخريطة الدقيقة للرحلة الداخلية التي يسلكها العبد ليترقى من مرتبة النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة، وصولا إلى النفس المطمئنة.

ويرتكز هذا العلم على محورين متكاملين: التخلية والتحلية، فالتخلية تعني إزالة الصفات المذمومة والعلائق الدنيوية التي تشغل القلب عن خالقه، مثل الحقد والحسد والرياء والعجب والكبر وحب الثناء، وهي بمثابة الصدأ الذي يغشى مرآة القلب فيحجبه عن نور الإيمان، أما التحلية، فهي تزيين القلب بالصفات المحمودة وغرسها فيه، كالإخلاص والصدق واليقين والصبر والشكر والمحبة والتفويض والمراقبة، وهي التي تضفي على العبادة روحها ومعناها الحقيقي.

وتتمثل الغاية العليا من علم السلوك في الوصول إلى مقام الإحسان، وهو أسمى درجات العبودية التي عرفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، فالسلوك إلى الله هو المنهج العملي الذي يرتقي بالعبادة من مجرد أداء شكلي إلى مرتبة المراقبة القلبية والمشاهدة الروحية، ليصبح الإيمان حالة يعيشها الإنسان في كل لحظة من حياته.

•ما أول العقبات التي يجب على السالك إلى الله أن يتغلب عليها؟

أولى العقبات التي تعترض طريق السالك إلى الله هي النفس الأمارة بالسوء، وهي العقبة الأخطر لأنها تنبع من داخل الإنسان لا من خارجه، وتقترن بداء الكسل والتسويف والفتور، فالنفس في بدايات الطريق تبدي مقاومة لأي جهد يتطلب مجاهدة، وتوسوس بالتأجيل والتخفيف والمساومة، مما يجعلها أصل العقبات التي تتفرع عنها سائر المعوقات الروحية.

وتتجلى مظاهر هذه العقبة في ثقل الطاعات، إذ يشعر المرء بالملل والتثاقل عند أداء الصلوات أو تلاوة القرآن أو الصبر على طلب العلم الشرعي، كما تظهر في تزيين المعصية من خلال تبرير المخالفات والبحث عن الرخص لترك المندوبات، ومن مظاهرها أيضا التعلق الزائد بالدنيا والانغماس في المباحات والملاهي التي تستهلك الوقت والجهد والطاقة الروحية، فتضعف العزيمة وتبعد القلب عن طريق القرب من الله.

والسبيل إلى تجاوز هذه العقبة فيكمن في صدق العزيمة وحسن البداية، فالسالك مطالب في أول الطريق بأن يجاهد نفسه بقوة، ولو على كره منها؛ لأن البداية دائما تكون شاقة ومجهدة، وهذا ما يعرف بالمجاهدة الفعلية، ومن أنفع الوسائل في هذه المرحلة الإكثار من الاستغفار، إذ يرقق القلب ويعين على الثبات، مصداقا لقوله تعالى: "وَالذِينَ جَاهَدوا فِينَا لَنَهْدِيَنهمْ سبلَنَا"، كما ينبغي للسالك أن يلزم نفسه بأوراد ثابتة من الأذكار والعبادات لا يتنازل عنها أبدا، حتى يتحول الجهد إلى لذة، والمجاهدة إلى سكينة.

•كيف يطهر العبد قلبه من الغفلة والذنوب ليكون مؤهلا للقرب من الله؟

تأهيل القلب للقرب الإلهي لا يتحقق بمجرد الإقلاع عن المعاصي، بل يحتاج إلى برنامج شامل يعنى ببناء حالة مستمرة من الوصل والمراقبة، تطهر القلب وتزكيه ليكون محلا للأنوار الإلهية، ويبدأ هذا البرنامج بمرحلة التخلية أو التطهير الجذري، وهي الأساس الذي يقوم عليه البناء الروحي، وتنطلق هذه المرحلة من التوبة النصوح، التي لا بد أن تكون صادقة وشاملة لشروطها الثلاثة: الإقلاع الفوري عن الذنب، والندم على ما فات، والعزم الصادق على عدم العودة إليه، يلي ذلك قطع العلائق السامة التي تغذي الغفلة وتفسد صفاء القلب، سواء كانت بيئات فاسدة أو صحبة سوء أو إدمانا على الملهيات والمحتوى الفارغ، والاستغفار الدائم والمحاسبة المستمرة للنفس من أهم وسائل تنظيف القلب من آثار الذنوب وتحريره من رواسبها.

ثم تأتي مرحلة التحلية أو التزكية والبناء، وهي الجانب الإيجابي الذي تغرس فيه الفضائل والمكارم بعد تطهير القلب، ومن أبرز ركائزها كثرة الذكر، فهو غذاء الأرواح ومادة التزكية الأولى، يطرد الغفلة ويضيء القلب ويرسخ المراقبة، ولذلك كان أهل الله يقولون: "لا يصح القلب ولا يطمئن إلا بذكر ربه"، وينبغي للسالك أن يخصص لنفسه أورادا ثابتة من الأذكار صباحا ومساء لا يفرط فيها أبدا.

ومن أهم وسائل التحلية أيضا التدبر القرآني، إذ لا تقرأ آيات القرآن لمجرد التلاوة، بل باعتبارها خطابا ربانيا يخاطب به الله عبده، فيحيي قلبه ويهذب نفسه ويرسخ فيه تعظيم الخالق واليقين بوعده، كما أن إتقان الفرائض والسنن يمثل قاعدة هذا البناء الروحي، فالالتزام بالفرائض، ولا سيما الصلاة في وقتها مع حضور الخشوع، هو الركن الأعظم، ثم يأتي الإكثار من النوافل والسنن التي تقرب العبد من ربه، كما ورد في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.

•ما دور المحاسبة اليومية للنفس في هذا الطريق؟

المحاسبة اليومية للنفس من الركائز الأساسية في طريق السلوك إلى الله، إذ لا غنى للسالك عنها في رحلته الروحية، فهي بمثابة الميزان الذي يقيس به مدى تقدمه في السير، والمرآة التي تكشف له عيوبه وتقصيره، وهي التطبيق العملي لوصية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن توزَنوا".

تؤدي المحاسبة اليومية عدة وظائف جوهرية في مسيرة السالك، من أبرزها التقويم الفوري، إذ تتيح له تصحيح مساره أولا بأول، فإذا أخطأ أو زل في أمر ما، بادر إلى التوبة والاستغفار قبل أن يتحول الذنب إلى عادة أو "ران" يطمس على القلب، كما أن من أهم أغراضها ضبط النية والإخلاص، فالمحاسبة تراقب القلب هل الأعمال خالصة لوجه الله، أم دخلها رياء أو إعجاب أو طلب لثناء الناس، وبذلك تبقى النية نقية محفوظة من شوائب النفس.

والمحاسبة لا تقتصر على تتبع السلبيات فحسب، بل تشمل أيضا تنمية الإيجابيات، من خلال شكر الله على التوفيق لأداء الطاعات واستحضار الأعمال الصالحة التي وفق إليها السالك ليثبتها ويكثر منها، وبعد المراجعة اليومية، ينتقل السالك إلى التخطيط للمستقبل، فيضع لنفسه برنامجا لليوم التالي يعالج فيه ما وقع فيه من تقصير ويسد الثغرات التي اكتشفها، وبذلك تمثل المحاسبة اليومية علامة على اليقظة القلبية، فالقلب الذي يراجع نفسه باستمرار لا يمكن أن يغرق في الغفلة الكلية، بل يظل حاضرا في وعيه، متجها إلى ربه بخطى ثابتة ونية صادقة.

•ما الخطوة الأولى التي تنصح بها من يريد أن يبدأ رحلته إلى الله بجدية؟

الخطوة الأولى لمن أراد أن يبدأ رحلته إلى الله بجدية هي تصحيح الأساس، فلا يمكن بناء الطريق الروحي على أرض غير ممهدة أو أساس غير راسخ، فقبل الانشغال بالتفاصيل والمجاهدات العالية، لا بد من تثبيت الأركان التي يقوم عليها السير إلى الله، وأولها سلامة العقيدة، وإتقان الفرائض، والالتزام بالذكر والورد اليومي.

وتتمثل الركيزة الأولى في تصحيح التوحيد والنية، وذلك بالتأكد من صفاء العقيدة وتنقيتها من كل شائبة شرك أو رياء أو تعلق بغير الله، وجعل الوجهة والمقصد في جميع الأعمال خالصا لوجه الله وحده، فالإخلاص هو روح العمل وميزانه الحقيقي، وبدونه يصبح العمل جسدا بلا روح.

وأما الركيزة الثانية فهي إقامة الصلاة بإتقان وخشوع، فهي عمود الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ، وأن يحرص على أدائها في أوقاتها مع حضور القلب والخشوع، مجاهدا نفسه في كل صلاة حتى يرقى قلبه تدريجيا إلى الطمأنينة والخضوع.

وتأتي الركيزة الثالثة في الالتزام بوِرد يومي ثابت، لا يترك مهما كانت الظروف، ولو كان قليلا، فقد يكون هذا الورد عشر دقائق من الاستغفار وربع ساعة من تلاوة القرآن، فالمداومة على القليل خير من الانقطاع عن الكثير، إن هذا الورد الثابت هو الحبل الروحي الذي يربط القلب بربه يوميا ويمنعه من الغفلة والانقطاع، ونصيحتي لمن يريد أن يبدأ بجدية أن يبدأ ويثبت، فطريق القرب من الله لا يقطع بالاندفاع المؤقت، وإنما بالاستمرار الهادئ والمخلص الذي يثمر صفاء وثباتا ونورا في القلب.

•كيف يحقق المسلم الاستمرارية في العبادات والذكر دون فتور أو انقطاع؟

الاستمرارية في العبادات والذكر تمثل سر القبول والنجاح في طريق السلوك إلى الله، فهي التي تحفظ ثمار الجهد وتحول العادة إلى عبادة، واللحظات العابرة إلى حال دائم من الصلة بالله، ولتحقيق هذه الاستمرارية لا بد للسالك من اتباع مجموعة من الخطوات العملية والنفسية التي تعينه على الثبات دون ملل أو انقطاع.

وأول هذه الأسس هي قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، فهي القاعدة الذهبية التي تقي السالك من الإفراط والتكلف، وتعلمه أن العبرة ليست في كثرة العمل بل في دوامه، لذا ينبغي أن يبدأ بخطوات صغيرة ثابتة، كقراءة صفحة من القرآن يوميا، فهي أنفع وأدوم من قراءة جزء كامل ثم الانقطاع لأيام.

ومن الوسائل المهمة كذلك التنويع في العبادات لتجديد النشاط وتجنب الملل، فالإكثار من عبادة واحدة دون توازن قد يرهق النفس ويدفعها إلى الفتور، والأفضل أن ينوع السالك بين ألوان العبادات: ذكر وتفكر وقراءة وطلب علم وخدمة للناس، فالعبادات المتعدية تزيد القلب إشراقا، وتشعر الإنسان بفاعلية إيمانه في المجتمع، كما يستحب أن يمارس السالك أسلوب الترغيب وتطييب النفس، بأن يشعرها بلذة الطاعة ويحتفي بإنجازه لورده اليومي، إدراكا منه أن هذا التوفيق منة إلهية تستوجب الحمد والشكر، لا مدعاة للعجب أو الغرور.

ومن العوامل المعينة على الثبات أيضا الصحبة الصالحة، إذ يكون وجود رفيق أو أخ في الله يشاركك الورد ويذكرك ويشجعك عاملا كبيرا في دوام الهمة، فالنفوس تقوى بالصحبة، وتضعف بالعزلة، ومن أعظم دوافع الاستمرارية تذكر حلاوة الوصال، فمن ذاق لذة القرب من الله وجد في العبادة راحة لا يستغنى عنها، فيصبح ذكر الله له غذاء للقلب كالماء للجسد، فلا يحتاج بعدها إلى حافز خارجي، لأن المحبة نفسها تصبح دافعه الأسمى.

•كيف نحافظ على حضور القلب مع الله في زمن الملهيات؟

الحفاظ على حضور القلب مع الله في زمن تغزوه الملهيات يعد التحدي الأكبر في عصرنا، إذ أصبح "تشتيت الانتباه" هو الحالة الأكثر انتشارا التي يعيشها الإنسان المعاصر، ولتحقيق اليقظة القلبية، لا بد من ممارسة عدد من الأمور التي تعيد للقلب صفاءه وتركيزه، من أهمها الحدود الرقمية، أي التعامل مع الأجهزة الذكية ووسائل التواصل بوصفها وسيلة ضرورية لا عادة يومية، من خلال تخصيص أوقات محددة لاستخدامها، ووضع حدود تمنع التعامل معها قبل الصلاة أو بعد الفجر أو أثناء وجبة الطعام، كما يوصى بممارسة رياضة الخلوة والمراقبة، وذلك بتخصيص وقت يومي، ولو قصير، للانفراد بالله في مكان هادئ بعيد عن الأجهزة، للتفكر في نعمه ومحاسبة النفس وذكره بتدبر، فهذه الخلوة تعد بمثابة إعادة ضبط القلب.

ومن الوسائل المهمة أيضا التهيئة للعبادة، إذ لا ينبغي للإنسان أن يدخل في الصلاة أو الذكر فجأة، بل يستحسن أن يفرغ قلبه من شواغل الدنيا لبضع دقائق استعدادا للمناجاة؛ لأن الخشوع ثمرة تهيئة مسبقة، كما أن العلم والتدبر يمثلان أساس الحضور القلبي، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله الحسنى وصفاته، وتدبرا لحكمته في أوامره ونواهيه، أصبح اتصاله به أعمق، وأقرب إلى الوعي.

•كيف ينعكس السلوك إلى الله على استقرار القلب وطمأنينته؟

القلب لا يعرف السكون إلا إذا اتصل بمصدر الطمأنينة المطلق، وهو الله عز وجل، كما قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِن الْقلوب"، وحين يسلك الإنسان طريقه إلى الله بصدق وإخلاص، تبدأ ثماره بالظهور على قلبه وسلوكه، فيتبدل خوفه أمنا وقلقه يقينا، فـإزالة الخوف والقلق من أولى ثمرات هذا السلوك، فيدرك العبد أن جميع أموره بيد خالقه، فينتقل من القلق على الرزق والمستقبل إلى اليقين التام والتفويض الكامل، مطمئنا بأن الله هو المدبر الحكيم، كما أن السالك الحقيقي يتذوق ثمرة الرضا والتسليم، فيرى حكمة الله في كل قدر، ويتعامل مع المصائب لا كبلاء عابر، بل كاختبار يقربه من مولاه ويزيده أجرا وثباتا.

•هل يمكن أن يؤثر السلوك الفردي في إصلاح المجتمع؟ وكيف ذلك؟

نعم، يمكن للسلوك الفردي أن يكون عاملا حاسما في إصلاح المجتمع، بل هو نقطة البداية لكل عملية إصلاح حقيقية، فالفرد الصالح هو اللبنة الأساسية التي يبنى عليها المجتمع الصالح، ولا يمكن تصور مجتمع مزدهر ومتوازن ما لم تصلح أفراده قلوبهم وسلوكهم،

ويتحقق هذا التأثير بعدة طرق متسلسلة، أولها القدوة الحسنة الصامتة، فالسالك الصادق لا يحتاج إلى خطاب أو دعوة ليثبت صلاحه، إذ تكفي أفعاله أن تكون لسان حاله، عندما يرى الناس شخصا يتقن عمله أمينا في معاملاته، عادلا في أحكامه ومحبا للخير، فإنهم يتأثرون به لا شعوريا، فيتحول إلى نموذج يحتذى به، ثم يأتي دور إصلاح الأسرة، فالفرد المستقيم ينشئ أسرة قائمة على القيم والمبادئ، يتربى فيها الأبناء على الطاعة والاحترام وحب الخير، فتغدو الأسرة نواة صالحة ترفد المجتمع بأفراد فاعلين وإيجابيين.

أما العبادة المتعدية فهي التجلي الاجتماعي للسلوك الروحي، فلا يبقى أثر السالك محصورا في محرابه، بل يمتد إلى الناس عبر خدمة المحتاجين، وإعانة الضعفاء، والمشاركة في أعمال الخير، فيحول السلوك الفردي إلى إصلاح جماعي، كذلك يؤدي الصالحون دورا محوريا في مقاومة الفساد، فاستقامة ضمائرهم تمنعهم من التورط في الظلم أو الغش أو الرشوة، فيساهمون في ترسيخ قيم العدالة والنزاهة في المجتمع.