إشراقات

راشد الدغيشي :تقييم المتسابقين يتم وفق معيارين هما الحفظ والأداء

23 مايو 2024
28 يوليو.. انتهاء التسجيل في مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم للدورة 32
23 مايو 2024

المجتمع يرى في المتوّجين بالفوز نموذجا صالحا ينبغي تعميمه -

25 مركزا للمسابقة في مختلف المحافظات -

يترقب حفظة كتاب الله في كل عام مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم التي يشرف عليها مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني، والتي تعتبر الأبرز في مجالها محليا، فهي إلى جانب قيمتها المادية تحمل مضامين روحية ومعنوية منذ أن بدأت قبل ما يزيد عن 30 عاما، فهي قامت بتنشئة جيل قرآني حامل لكتاب الله، وحفظة القرآن هم أهل الله وخاصته اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، وحول أهمية هذه المسابقة وإسهاماتها بتعزيز حفظ كتاب الله في المجتمع العماني، ومراحل تطورها، ومعايير تقييم المتقدمين لها، ومواقع المراكز التي تقام فيها بمختلف المحافظات، وغيرها من التفاصيل تجدونها في هذا الحوار مع راشد بن حميد الدغيشي مدير دائرة الشؤون الثقافية، رئيس لجنة التصفيات الأولية والنهائية لمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم.

كيف تساهــــم مسابقــــة السلطــان قابوس للقرآن الكريم بنشر وتعزيز حفظ الكتاب العزيز في سلطنة عمان؟

تسهم مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم بتكوين الوعي الديني وبناء مجتمع متماسك وملتزم، فهي تعزز روح التنافس بين المتسابقين، وتدفعهم إلى الاستمرار في حفظ القرآن الكريم وتعلمه، كما تكشف عن المواهب القرآنية وتعمل على دعمها وتشجيعها.

ما الدور الذي تلعبه الأسرة في دعم المتسابقين خلال رحلتهم لحفظ القرآن الكريم؟

يمثل الدعم الأسري أهمية بالغة في رحلة الأبناء لحفظ القرآن الكريم، وبناء الثقة بأنفسهم، من خلال توجيههم ونصحهم وإرشادهم، وتهيئة البيئة المناسبة لهم للتعلم والحفظ، وتوفير الأدوات المساندة كالمصاحف وغيرها، وإشراكهم في الدورات والبرامج المخصصة لحفظ القرآن الكريم إن لزم الأمر.

ولعل ما يستحق الالتفات إليه في هذا الجانب أنه إلى جانب تكريم الفائزين سنويا يتم أيضا تكريم أكبر متسابق وأصغر متسابق وأيضا تكريم «الأسرة القرآنية»، حيث يتقدم للمتسابقة عدد من الأفراد من أسرة واحدة في مستويات متشابهة أو متعددة، ولوجود أكثر من أسرة في كل عام؛ يكون التكريم للأسرة التي بها أكبر عدد من الأفراد، شريطة أن يحقق جميعهم الدرجة المحددة للنجاح لكل مستوى.

حدثنا عن مراحل تطور المسابقة، فيما يتعلق بمستوياتها ووصولها إلى المستويات السبعة؟

البداية في الدورة الأولى كانت بثلاثة مستويات فقط، هي حفظ 5 أجزاء مع تفسير جزء واحد، والثاني حفظ 5 أجزاء مع التجويد فقط، والثالث حفظ 3 أجزاء ثم أضيف إلى هذه المستويات الثلاثة 4 مستويات، فمستويان اثنان إلى أن وصل عدد المستويات إلى 9 ابتداء بحفظ القرآن الكريم كاملا وانتهاء بحفظ جزء عم، وفي الدورة رقم (15) خفضت المستويات إلى 5 فقط، وذلك ضمن التجديد الذي أدخل على المسابقة في تلك الفترة، وفي الدورة (23) تمت إضافة مستوى سادس لمن هم في سن الثامنة فما دون، وفي الدورة (29) تمت إضافة مستوى سابع لحفظ 4 أجزاء متتالية، وذلك تشجعا لهم ليبدؤوا مشوار حفظهم للقرآن الكريم في سن مبكرة.

المستويات الحالية للمسابقة هي المستوى الأول: حفظ القرآن الكريم كاملا، والمستوى الثاني: حفظ أربعة وعشرين جزءًا متتاليا (24 جزءًا)، والمستوى الثالث: حفظ ثمانية عشر جزءًا متتاليا (18 جزءًا)، والمستوى الرابع: حفظ اثني عشر جزءًا متتاليا (12 جزءًا) لمن هم في سن 25 عامًا فما دون، والمستوى الخامس: حفظ ستــة أجزاء متتالية (6 أجزاء) لمن هم في سن أربعة عشر عامًا فما دون، والمستوى السادس: حفظ أربعة أجزاء متتالية (4 أجزاء) لمن هم في سن عشرة أعوام فما دون، والمستوى السابع: حفظ جزأين متتاليين (2) لمن هم في سن سبعة أعوام فما دون.

ما المعايير الأساسية التي تُعتمد في تقييم المتسابقين؟

يتم تقييم المتسابقين وفق معيارين اثنين هما الحفظ والأداء، حيث يركز معيار الحفظ على قياس تمكن المتسابق من حفظ الأجزاء المقررة للمستوى الذي سجل فيه، حيث حُددت مجموعة من الأسئلة تتناسب مع كل مستوى، فالمستوى الأول (حفظ القرآن الكريم كاملا) له (5) أسئلة، أما المستويات الثاني (حفظ 24 جزءا) والثالث (حفظ 18 جزءا) والرابع (حفظ 12 جزءا) فلكل منها (4) أسئلة، في حين أن المستويات الخامس (حفظ 6 أجزاء) والسادس (حفظ 4 أجزاء) والسابع (حفظ جزأين) لكل منها (3) أسئلة.

أما المعيار الثاني فيقيس مدى تمكن المتسابق من التلاوة وتطبيق أحكام التجويد بصورة عامة.

حدثنا عن الخط الزمني لهذه الدورة ابتداء من الإعلان عنها وانتهاء بالتكريم؟

تم فتح باب التسجيل للدورة (32) بتاريخ 13 مايو 2024م، وسيغلق التسجيل الأحد بتاريخ 28 يوليو 2024م، وستبدأ التصفيات الأولية بتاريخ 19 أغسطس 2024م، أما التصفيات النهائية والمؤتمر الصحفي الذي سيتم فيه إعلان النتائج سيكون في شهر نوفمبر 2024م، أما الحفل الختامي الذي سيتم فيه تكريم الفائزين فسيكون في شهر ديسمبر 2024م.

هل هناك أي صعوبات تخص عملية التحكيم؟ وكيف يتم التغلب عليها؟

لله الحمد لم يتم رصد أي صعوبات تتعلق بعملية التحكيم خلال الدورات الماضية؛ وربما يعود ذلك إلى حرص مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم على الاستعانة بأهل الاختصاص في هذا المجال سواء كانوا موظفين بديوان البلاط السلطاني أو من مؤسسات أخرى أو حتى من المتقاعدين فالتركيز دائما على اختيار الأكفأ.

إلى جانب وضوح معايير التحكيم لأعضاء اللجان وللمتسابقين أيضا، مع الحرص على انتقاء مكان اللقاء بالمتسابقين وتهيئته بكل الوسائل المعينة على نجاح العمل.

يبقى أن أي عمل بطبيعة الحال بحاجة إلى مراجعة وتطوير، وهو ما يتم سنويا فيما يخص أعمال المسابقة بشكل عام، وأعمال التحكيم بشكل خاص، حيث يتم العمل حاليا على تطوير برنامج التحكيم الإلكتروني.

كم عدد المراكز التي تقام فيها المسابقة؟ وأين مواقعها؟

تدرجت المسابقة من حيث عدد المراكز التي بدأت بها، فقد كانت في بداياتها الأولى تجرى في مركزين اثنين فقط أحدهما في مسقط والآخر في صلالة، ثم أضيفت إليها ثلاثة مراكز، أحدها في صحار والآخر في نزوى والثالث في إبراء. ومع تزايد أعداد المتقدمين للمسابقة كانت تضاف مراكز جديدة حسب الحاجة، إلى أن وصل عددها حاليا 25 مركزا في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان وهي موزعة كالآتي: «نزوى، سمائل، إبراء، صحار، شناص، الرستاق، السويق، بهلا، دبا، مدحاء، خصب، صور، جعلان بني بوحسن، قريات، العامرات، صلالة، ثمريت، عبري، البريمي، بركاء، سناو، الدقم، الخوض، الخوير، السجن المركزي».

مــــا الشــــروط التي حُددت للمسابقة في الدورة الحالية؟

شروط الدورة الحالية هي الشروط نفسها في الدورات السابقة المتمثلة في أن يكون المتقدم عماني الجنسية، وأن يكون الحفظ برواية حفص عن عاصم، والالتزام بالسن في المستوى المشروط بسن معين، وعلى من حصل على أحد المراكز الثلاثة الأولى من أي مستوى أن يشارك في مستوى أعلى منه.

مــــا أكـــــثر الأخـــطــــاء الشائــعــــة التي يقع فيها المشاركون؟ وكيف يتم التعامل معها؟

الحقيقة لم يتم رصد ما يمكن أن يرقى بوصفه خطأ؛ لكن يظل من المناسب التذكير بأهمية أن يتدرج المتسابقون في اختيار المستويات، حيث يقوم البعض أحيانا باختيار مستوى يفوق قدراته، فيظهر أداؤه ضعيفا بل وقد ينسحب في بعض الأحيان قبل بدء المقابلات.

كما يظهر على بعض المتسابقين الخوف والقلق رغم حفظهم للأجزاء المقررة في المستوى المحدد لهم، وهنا ننوه بضرورة التحضير والاستعداد المبكر.

ولعل أبرز ما يمكن الإشارة إليه هنا هو أن لجان التحكيم قد تمنح أحيانا لمترشح ما درجة كاملة في الحفظ لكن أداءه في التجويد أقل وبالتالي يجب على كل مترشح مهما بلغت ثقته بحفظه أن يعود إلى المعلمين وذوي الاختصاص للتأكد من إتقانه لأحكام التجويد؛ حتى لا يخسر فرصة تحقيق مركز متقدم بسبب ذلك. ويُلاحظ أحيانا فوات فترة المقابلات على بعض المترشحين أو عدم معرفتهم بأماكن تلك المقابلات؛ وعليه نوصي الجميع بالتواصل المبكر مع مشرفي المراكز ويمكن الرجوع للموقع الإلكتروني لمعرفة مشرف كل مركز ورقم هاتفه.

كيف ترى تأثير هذه المسابقة على الشباب العماني؟

يرى الشباب في مشاركتهم في المسابقة أنها فرصة لنيل الأجر والثواب ما يعزز لديهم الالتزام الديني، كما أن اجتماعهم بأقرانهم من مختلف المحافظات ينمي فيهم روح المواطنة ويصقل بداخلهم مهارات التواصل والتفاعل البناء، كما أن الالتزام بمواعيد المسابقة وخوض غمار الاختبار والمقابلة يقوي ثقتهم بأنفسهم ويكسبهم قيمة الانضباط. هذا إلى جانب أن المجتمع يرى في المتوجين بالفوز في حفظ القرآن الكريم النموذج الصالح الذي ينبغي تعميمه على جميع الأفراد؛ فيتحقق بذلك التأثير الإيجابي الذي يعد إحدى الغايات السامية لهذه لمسابقة.

هل هناك قصص نجاح ملهمة يمكن مشاركتها معنا من المتسابقين السابقين؟

الحقيقة أن كل دورة من دورات المسابقة تمثل قصة نجاح، فإلى جانب التطور الملحوظ في أداء المشاركين حفظا وتلاوة، نجد سنويا نماذج من المتسابقين تتجسد فيهم معاني وقيم الكفاح وتحدي الصعاب والإصرار على بلوغ الأهداف والغايات؛ ولم تمنعهم ظروفهم من المشاركة بل وتحقيق المراكز المتقدمة؛ فهناك صغار السن الذين تجاوزوا أعمارهم في حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وكذلك كبار السن الذين لم يمنعهم العمر ومشاغل الحياة من المشاركة، ولا ننسى ذوي الإعاقة الذين واجهوا التحديات والصعوبات في سبيل تحقيق رغبتهم في تعلم القرآن الكريم وحفظه.

ما النصائح التي يمكن تقديمها للمتسابقين الجدد للتحضير للمسابقة؟

أولا وقبل كل شيء لزوم الطاعة والدعاء والاستعانة بالله، إلى جانب تحديد الهدف وعدد الأجزاء التي يرغب الفرد في حفظها ويفضل أن يبدأ بعدد قليل، مع ضرورة الصبر والاستمرارية والتغلب على كل ما يجلب اليأس، والاستعانة بكل ما هو متاح من معلمين ومختصين وأدوات وكتب وبرامج، والاستماع لكبار القراء، والممارسة المستمرة، والتركيز على الأخطاء ومحاولة تصحيحها.

كيــــف يمكـــن للمــــشاركين الحـــفـــاظ على دافـــعهم واستمراريتهم في الحفظ بعد المسابقة؟

يمكن ذلك من خلال تحديد أجزاء أكثر ومستوى أعلى لمن لم يحفظ القرآن الكريم كاملا، أما من أكرم بحفظ القرآن كاملا فيمكن أن يحدد أهدافا أخرى كتعلم قراءات أو تلاوات أو إنشاء محتوى رقمي هادف، كما يمكن للمجتمع أن يستثمر حفظة القرآن الكريم في تعليم الآخرين أو في أي نشاط اجتماعي يساعد على استمرار الفرد في حفظه للقرآن الكريم.

ما التطلعـــــات لمستقــــبل المسابقـــة على المستوى الوطني والدولي؟

المسابقة محلية ومخصصة للعمانيين فقط، وهي وإن كانت كذلك لكنها بلا شك تسهم في إعداد المتسابقين لخوض غمار المسابقات الدولية، وهناك تواصل دائم من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وجهات أخرى لتزويدهم بأسماء الفائزين بالمراكز المتقدمة؛ تكون حاضرة لديهم في حال رغبتهم لترشيح مشاركين في مسابقات دولية. كما أننا على تواصل أيضا مع مسابقات القرآن الكريم الأخرى التي تنفذ من بعض الوزارات والمؤسسات الأهلية في كل ما يخدم المتسابقين في هذا الجانب.