No Image
إشراقات

د. كهلان الخروصي :كل هذه الوسائل التي سخرها لنا ربنا لا تجعل لمسلم عذرا في أن يناصر إخوانه

25 يناير 2024
الطرد من رحمة الله كان سمة غالبة في اليهود
25 يناير 2024

لا يزال المجاهدون الفلسطينيون في غزة يكبدون العدو الصهيوني الخسائر والهزائم في أرواح جنوده، وهم مستمرون في الجهاد حتى النصر لا يضرهم من خذلهم، ولا تزال هذه القضية هي الشغل الشاغل عند المسلمين يتابعون الأحداث ويستبشرون ببوادر النصر، ويشفون صدورهم بما يرونه من إنجازات على الأرض يقوم بها هؤلاء المجاهدون، وكعادة البرنامج التلفزيوني «سؤال أهل الذكر» الذي يقدمه الدكتور سيف الهادي ويستضيف فيه فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، لا يزال هذا البرنامج يجعل أهم قضاياه هي قضية المجاهدين في غزة وفلسطين.

في أحد الأسئلة المطروحة يقول: نتساءل حول من لا يهتم بما يحدث في غزة بحجة أنه ليس بيده شيء لينصرهم، وحول من يقول: إن المقاومة تسببت في قتل الأبرياء في غزة هل يعدّ من المرجفين مثلا؟

فأجاب فضيلة نائب المفتي بقوله: هؤلاء هم المرجفون بل يخشى عليهم أن يكونوا واقعين فيما هو أبعد من الإرجاف فقط، وكيف يسوغ لمسلم اليوم أن يقول: إنه ليس في يده حيلة وقد قامت عليه الحجة وسخر الله تبارك وتعالى له من الوسائل ما يستطيع به أن ينصر إخوانه بكلمة ينشرها أو بكتابة يناصر بها أو صورة ينشرها تؤيد الحق وتكشف عدوان الظالمين بتعزيز هذه القضية العادلة في نفسه ولدى أهل بيته وعند الناشئة، وأن يجتهد في الدعاء، وأن يقاطع البضائع التي تؤيد شركاتها هذا الاحتلال الصهيوني الغاشم وتؤيده بأن يبعث في روح الناس التعلق بالله تبارك وتعالى وأن يسعى مجتهدا إلى أن يكون سببا بصلاح حاله واستقامته على دين الله تبارك وتعالى سببا لنصرة إخوانه، متحريا مرضاة الله تبارك وتعالى ومبتغيا بدعائه الإجابة لهم، أن يبعث في نفوس الناس البشر والرجاء والتعلق بالله تبارك وتعالى وحده واليقين بنصره لعباده المؤمنين الذين ينصرونه، كل هذه الوسائل التي سخرها لنا ربنا تبارك وتعالى لا تجعل لمسلم عذرا اليوم في أن يناصر إخوانه المستضعفين المظلومين المدافعين عن حقوقهم وحقوق المسلمين جميعا ومقدساته المسلمين في تلك الأرض المباركة المقدسة.

وفي سؤال آخر حول أن بعض الناس يستدلوا بهذه الآية «وأني فضلتكم على العالمين» على أفضلية بني إسرائيل معززا ذلك بما يوجد في تراث اليهود نحن شعب الله المختار، كيف يرد عليهم في مثل هذه الدعاوى؟

فأجاب فضيلته بقوله: معنى قول الله تبارك وتعالى: «يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ» فإن المقصود بذلك هو عالمي زمانهم فيما فضلوا به، فيما زيد لهم من فضل اختصوا به عن غيرهم عن من سواهم من الأمم والشعوب، فلا بد لنا أن نفهم أولا أن المقصود بالعالمين هنا وإن كان اللفظ في ظاهره لفظا عاما إلا أنه عام أريد به الخصوص والمقصود هو عالمي زمانهم.

وأضاف: وما الذي فضلوا به أيضا بيّن لنا القرآن الكريم ما الذي فضلوا به فقد ذكر ربنا تبارك وتعالى جملة من المنن التي امتن بها على بني إسرائيل في قوله سبحانه: «وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ» فهذا الامتنان الذي فضلوا به إنما هو بكثرة الأنبياء فيهم، ثم بتحريرهم مما كانوا فيه من آثار الاسترقاق والاستعباد والتقتيل من فرعون وملئه، وتمكينهم من أمر أنفسهم عند طائفة من المفسرين في قوله تعالى: «وجعلكم ملوكا» فإن أول نعمة ذكرها أن جعلكم ملوكا وخاطبهم باعتبارهم جميعا بأنهم صاروا ملوكا وهذا يشمل معنيين المعنى الأول أن جعل فيهم ملوكا يسوسونهم ويحيون السنن فيهم ويديرون لهم أمورهم وشؤونهم، ويرفعون لهم رايات الجهاد على أعداء الله تبارك وتعالى ويقضون فيما بينهم في خصوماتهم ومن هؤلاء الملوك من كانوا أنبياء كراما صلوات الله وسلامه عليهم، كداود وسليمان وقد ورد في أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلـم الإشارة إلى هذه النعمة في قوله عليه الصلاة والسلام: كانت بنو إسرائيل تسوسهم أنبياؤهم، إذا هلك نبي خلف نبي فالذين كانوا يحكمون فيهم كانوا طائفة من الأنبياء وهذه نعمة أخرى تضاف إلى النعمة الأولى.

وبين أن: المعنى الآخر «وجعلكم ملوكا» حينما خاطبهم باعتبار مجموعهم أنه مكنهم من نيل حريتهم واستقلالهم ونجاهم من فرعون وبطشه وآل أمر سياسة شؤونهم إلى أنفسهم، فصاروا يملكون أنفسهم ودورهم وما يحتاجون إليه وهذا معنى آخر من أن الله جعلهم ملوكا، فالحرية ملك، أي أن يتخلصوا من رق العبودية فهذا التحرر في ذاته هو ملك لأن الملك يملك الأمر ويدبروا الشأن ويسوس أحواله ثم قال: «وآتاكم ما لم يؤتي أحدا من العالمين» ونحن نعلم أن في سورة البقرة لما خاطبهم الله تبارك وتعالى بقوله: «اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ» فإنه ذكر لهم مننا منها أنه نجاهم من فرعون وملئه ونجاهم من التقتيل والذبح، وأنه فرق بهم البحر ونجاهم من فرعون وجنوده وأنه أنعم عليهم بالتوبة، وقبل منهم توبتهم حينما عبدوا العجل وحينما قالوا لموسى أرنا الله جهرة، فإن الله تبارك وتعالى امتن عليهم بأن قبل منهم التوبة ثم بما أنزله على موسى من التوراة والهدى والبينات، ثم بتظليلهم بالغمام وبإنزال المن والسلوى كل هذه إنما كانت من النعم التي فضلوا بها على من سواهم من شعوب ذلك الزمان وأممه.

التوبيخ والتقريع

وقال: هنا ملحظ بعد بيان معنى التفضيل هو أن هذا الخطاب في الحقيقة لم يكن في سياق الامتداح والثناء وإنما كان في سياق التوبيخ والتقريع أن الله تبارك وتعالى فضلهم على سائر الأمم في ذلك الوقت في ذلك الزمان ومنّ عليهم بهذه المنن فكان الأجدر بهم أن يذعنوا لأنبيائهم ورسلهم وأن يخلصوا عقيدتهم لله تبارك وتعالى وأن يطيعوا الله جل وعلا ولكنهم مع كل ما فضلوا به، ومع كل ما أوتوا إياه من نعم على غيرهم إلا أنهم كانوا يصرون على المعصية والانحراف فوبخوا وقرعوا ولذلك هذا الخطاب: «يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي» التذكير بأنهم من ذرية إسرائيل وهو نبي كريم يعقوب عليه السلام هذا فيه قدر من التوبيخ والإنذار لهم أن الله تبارك وتعالى إن كان قد فضلكم بما فضلكم به فإنما ذلك محض نعمة منه جل وعلا وهو قادر على سلبها إياكم وعلى أن يفضل غيركم كما فضل محمدا صـلى الله عليه وآله وسلم وعلى العالمين وكما جعل أمته خير أمة أخرجت للناس. وينبغي لنا أن نفهم السياق بعد أن فهمنا معناه فالسياق هو سياق توبيخ وتقريع.

وأشار إلى أننا إذا نظرنا إلى آيات كتاب الله عز وجل فإن الظاهر أن السائل يريد جوابا لمن كان في قلبه مرض ممن ينتسب إلى هذه الأمة ويحتج أنهم شعب الله المختار وأنهم مفضلون بمثل هذه المواضع في كتاب الله عز وجل أما وقد تبين معناها، فلننظر ما الذي يشتمل عليه أيضا القرآن الكريم مما يتعلق بأوصافهم فإن الله تبارك وتعالى يقول: «وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ» ربنا تبارك وتعالى يعلم نبينا صلى الله عليه وآله وسلـم ويعلمنا كيف نرد عليهم ببيان ما يقرون به ويعترفون من أن الله عز وجل قد أذاقهم صنوفا من العذاب فكيف إن كانوا هم الشعب المختار وأنهم أحباء الله عز وجل وأبناؤه كيف يعذبهم ولذلك حكى زعمهم الباطل وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه أيضا في سياق التوبيخ والتقريع ثم بيّن الجواب بقوله: قل بل أنتم بشر ممن خلق، ثم يقيم عليهم الحجة لا بما ينتظرهم من وعيد في الآخرة « فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم» وإنما هذا لعذاب هم يعرفونه أصابهم، أو لعذاب توعدوا به يعرفونه في نصوصهم وفي كتبهم أنه سيصيبهم ثم يؤكد الحقيقة «بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ» لا صلة بينكم وبين الله تبارك وتعالى إلا بالإيمان والعمل الصالح لا سبب بينكم وبين الله تبارك وتعالى تمتازون به عن غيركم إلا بطاعتكم لأنبيائكم ورسلكم وحسن إسلامكم لله تبارك وتعالى وانقيادكم له.

الطرد من رحمة الله

وأضاف: وفي موضع آخر يكشف لنا ربنا تبارك وتعالى أنهم في حقيقة الأمر بانحرافهم عن منهج الأنبياء والرسل الذين بعثوا فيهم وبإعراضهم عن طاعة الله تبارك وتعالى استحقوا الطرد من رحمة الله عز وجل حينما قال: «لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ» إذن ليس الحديث عن من كفر بالله وإنما هؤلاء الذين عصوا واعتدوا سماهم الله تبارك وتعالى أنهم كفروا أي كفروا نعمة الله عز وجل عليهم «لعن الذين» واستحقوا اللعن وهو الطرد من رحمة الله هذا في بيان هؤلاء، وأن هذا الطرد من رحمة الله تبارك وتعالى كان سمة غالبة فيهم لأنه قال على لسان داود وعيسى بن مريم وإلى اليوم مزامير داود هي أكثر ما فيها اللعن والطرد والتعذيب والوعيد على بني إسرائيل مما هو موجود في التوراة والإنجيل إلى يومنا هذا، ويذكر المفسرون جملة من المزامير التي فيها نصوص اللعن والطرد كما قال ربنا تبارك وتعالى «على لسان داود وعيسى بن مريم» ثم قال: « ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ» إذن بهذا يتبين لنا معنى هذا التفضيل وأنه لا يعني الخيرية أبدا وإنما هو في سياق التوبيخ والتقريع وأن ما فضلوا به دليل على عظيم نعمة الله تبارك وتعالى عليهم ولكنهم ما وضعوا هذه النعمة موضعها، فكانوا يعني يقتلون الأنبياء، يخونون العهود، كلفوا دينهم شططا، أعرضوا عما أمروا به واحتالوا فيما أمروا به وحكى لنا كتاب ربنا كل هذه المواقف والمشاهد عنهم.

أسأل عن موضوع كثافة حضورهم في القرآن الكريم هل يتجه بين القرآن الكريم إلى تنبيه معين في طريقة التعامل مع هؤلاء على الرغم من أن كثيرا من الناس اليوم، يعتبرونهم جزءا من السلام العالمي، وأنه يمكن التطبيع معهم على اعتبار أنه يعني بهذا التطبيع يمكن أن يتحقق شيء من السلام للمنطقة، هل القرآن الكريم ينبهنا إلى أن السلام مع هذه الكيانات الغاصبة ليس مجديا؟

قطعا طالما أنهم معتدون، أما إن كانوا أهل خير وصلاح واستقامة على دينهم لا يعتدون، ولا يؤذون المسلمين فهم داخلون في قول الله تبارك وتعالى: «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ» لكن الذي تشيرون إليه هو ما يتعلق بحقيقة واقعهم المعاصر، نعم لكن ينبغي لنا أن نتعرف عن ما يعتقدونه اليوم ويتلخص ما يعتقدونه في ثلاثة أمور وقد بيّنها لنا القرآن الكريم والغريب أن بعض المفكرين منهم يحكيها وينص عليها وبعض الصحفيين الذين هم أحسن حالا من المتشددين الغلاة يصفون هذا الحال تماما، يقول نحن وهو يتحدث عن الإسرائيليين اليهود نعم فينا ثلاث قيم نؤمن بها إيمانا عميقا، القيمة الأولى أننا شعب الله المختار، ويقول هذا يكاد لا يسلم منها أحد، الكل يؤمن بهذا المعتقد، وهذا يسوّغ لنا أن نفعل ما نشاء وأن ننظر إلى غيرنا على أنه لا، وهذا العطف لا يقتضي التغاير، وإنما لتأكيد أنهم مختارون محبوبون فإنهم أضافوا وأحباؤه لأن الابن قد ينتسب إلى أبيه لكنه يكون مسخوطا عليه فحتى يؤكدوا هذا المعنى أننا لسنا مسخوطا علينا يقولون نحن أبناء الله وأحباؤه.

يدعون أنهم مظلومون

وأوضح أن «الخصلة الثانية أنهم يدعون دوما أنهم ضحايا مظلومون مهضومو الحقوق، هذا الصحفي يقول حصل احتلال في التاريخ وحصل اعتداء من قوي على ضعيف لكن لم يوجد في التاريخ أن ذلك القوي المعتدي يمثل دور الضحية إلا عندنا، هو يعترف على نفسه بذلك يقول رغم كل الجرائم التي نرتكبها فإننا دائما نظهر بمظهر أننا الضحايا الضعفاء المقهورون المتغلب علينا حتى نستطيع أن نتغلب على وخز الضمير، فنعيش بسلام مع ما نرتكبه من فضائع، فإننا نعزز هذه القناعة بهذه القيمة في نفوسنا، هذه أيضا حكاها لنا القرآن الكريم فالله تبارك وتعالى يقول ضربت عليهم الذلة هم في الحقيقة هذا طبع فيهم ليس أمرا يدعونه هم هكذا، أشبه هذا السياق يحكي هذا الجانب فيهم.

لا ينظرون إلى غيرهم أنهم بشر

الخصلة الثالثة وهي فرع عن الخصلة الأولى وعن الخصلة الثانية ولعل أحداث غزة الأخيرة كشفت في صريح قولهم ما تكنه صدوره من هذا الأمر وهو أنهم يجردون غيرهم من الإنسانية من البشرية فهم ينظرون إلى أهل الأرض إلى أهل الحق إلى أهل فلسطين على أنهم ليسوا بشرا لا ينظرون إليهم على أنهم بشر، وهذا بصريح قولهم يقول هذا الصحفي نفسه وأنا معروف عني أني معارض فأحاول أن لا أثيرهم ولكن كنت في يوم من الأيام في نقطة عبور في نقطة تفتيش وخلفي سيارة إسعاف فأنا طبعا انتظرت دوري وأعلم أني إذا نزلت إليهم وعرفوني فإنهم سيكدرون علي، لكن خلفي سيارة إسعاف فلسطينية، فطالت المدة ساعة، ساعة ونصف ثم ذهبت أستطلع فإذا بسيارة الإسعاف تحمل جريحا أو جريحين في حالة حرجة، فدعاني ذلك إلى أن أذهب إلى الجنود وأن أخبرهم وكانوا يعني يشربون الشاي يتضاحكون، فظننت أني سأستفزهم سأثير حفيظتهم بجانب إنساني فقلت تصوروا لو أن ذلك الجريح هو والد أحدكم، هنا يقول أخذوا بنادقهم وصوبوها علي وقالوا لي تسوي هؤلاء الحيوانات بنا ودخلت معهم في أمر عظيم ولا أعرف ما الذي حصل للمرضى في سيارة إسعاف.

العالم رأى في تصريحات الساسة منهم والمنظور إليهم، هم يصفون غيرهم بأنهم حيوانات ويقولون حيوانات بشرية ولا يبالون لا برضّع ولا بنساء ولا بشيوخ ولا بمسنين أبدا لا يراعون حرمة دور عبادة لا من مسجد ولا من كنيسة ولا غير ذلك لأنهم هم باجتماع هذه الخصال فيهم نستطيع أن نفهم نفسياتهم، ونستطيع أن نفهم كيف يفكرون ولهذا نجد هذا القدر من أوصافهم وبيان مواقفهم مع أنبيائهم ورسلهم ومع موسى عليه السلام، وهذا الخطاب القرآني الذي يعني يعنفهم ويذكرهم ويعدد المنن عليهم ويبين موقفهم منها لأن حقيقتهم هذه لا بد لهذه الأمة أن تكون على حذر وأن تكون على وعي وإدراك وأن تتصور هؤلاء القوم على حقيقتهم.