بركات القرآن لا تنقضي ولا تنحصر من انشراح للصدر وتيسير للأمور
حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في الحصول على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، فكيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذلّلها الله لهم لاجتياز هذا الدرب؟ وما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «إبراهيم بن علي بن سالم الكندي»، من ولاية نزوى، ويدرس في مدرسة بيت القرآن بولاية سمائل.
متى بدأت رحلتك مع حفظ كتاب الله؟ وهل شجعتك العائلة على ذلك أم أن هنالك رغبة شخصية لديك؟ حدثنا عن قصة حفظك بالتفصيل؟
بدأت حفظ كتاب الله العزيز عندما التحقت بنادي الفتى القرآني عام 1440 هجري، وقد كنت أحفظ ثلاثة أجزاء قبل دخولي إلى المركز، وقد أنهيت حفظ كتاب الله بعد مرور سنة ونصف السنة.
وقد شجعني الأهل والأساتذة على الاهتمام بكتاب الله وتلاوته وحفظه حتى أتممته بفضل الله.
كيف كنت تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم أثناء التحصيل الدراسي أو مزاولة أعمالك والتزاماتك؟
أبدأ برنامج الحفظ والمراجعة بعد صلاة الفجر مباشرة إلى وقت الذهاب إلى المدرسة، وحتى عندما أجد وقتًا في المدرسة أستغله في إنهاء البرنامج الصباحي لحفظ كتاب الله تعالى. وفي وقت العصر أنهي برنامج مراجعة محفوظاتي السابقة، وبعد صلاة المغرب أراجع المواد الدراسية.
ما الصعوبات والتحديات التي واجهتك في مسيرة حفظك للكتاب العزيز؟
بحمد الله لم تواجهني صعوبات تذكر أثناء حفظي لكتاب الله، وقد يسر الله لي حفظ كتابه العزيز مصداقًا لقوله: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ).
من خلال تجربتك الذاتية، كيف تجسدت البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه؟
إنَّ بركات القرآن لا تنقضي ولا تنحصر فنحن نعيش في بركاته ليلًا ونهارًا من انشراح للصدر، وتيسير للأمور وتسهيل في الدراسة.
هل تغيير القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله من الممكن أن تجعل عملية الحفظ أسرع؟
لا شك أن القناعات تؤثر في عملية الحفظ، فمن يقنع نفسه بأن الحفظ صعب سيجده صعبًا، في حين لو أقنع الإنسان أن الحفظ سهل سيجده كذلك وستنفتح أبواب التيسير والتسهيل أمامه.
يعاني البعض من سرعة نسيانه لما حفظه من القرآن الكريم، ما الطرق الحديثة التي طبقتموها وأعانتكم على رسوخ الحفظ وعدم النسيان؟
لا طريقة تعين على رسوخ القرآن إلا كثرة المراجعة، فالقرآن سريع التفلت فلا بد من مداومة تكراره حتى يرسخ.
ما أجمل موقف حصل لك أثناء مسيرتك في حفظ كتاب الله؟
أجمل موقف حصل لي عندما أنهيت حفظ آخر صفحة من كتاب الله العزيز، فقد كنت غاية في السعادة بهذا الإنجاز.
ما الآية التي تتردد في ذهنك دائمًا؟ وتجد نفسك تتلفظ بها دون أن تشعر؟
توجد بعض الآيات التي تتردد في ذهني ومنها قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».
ما المسابقات القرآنية التي شاركت فيها؟ وهل تجد أن هذه المسابقات حافز للحفظ وتجويده؟
شاركت في الكثير من المسابقات منها المسابقات القرآنية التي تقيمها المدرسة، وهذه المسابقات هي بمثابة الحافز لتجويد الحفظ، وإتقان أحكام كتاب الله في ما يتعلق بالتجويد.
كيف يستعد حافظ القرآن الكريم للمشاركة في المسابقات الدولية لحفظ كتاب الله؟
يراجعون المتشابهات والأخطاء التي مروا بها من قبل حتى يستطيعوا تجاوزها.
ما القراءات القرآنية التي تجيدها؟ وكيف تعلمتها؟
أقرأ برواية حفص عن عاصم، وما زلت عليها حتى أتقنها.
ما المشاريع المستقبلية التي تطمحون إلى تحقيقها وتخص كتاب الله؟
من المشاريع التي أطمح إلى تحقيقها هو أن أكون معلمًا للقرآن، وأن أنشئ المراكز القرآنية، وأن أتعلم القراءات وأجيدها.
