إشراقات

العمانية للعناية بالقرآن الكريم تلقّن الطلاب القراءة والكتابة وفقا للمنهج القرآني

22 سبتمبر 2022
تطلعات لإنشاء مقارئ إلكترونية
22 سبتمبر 2022

فهد الخليلي:«البذرة المباركة» موجه إلى مرحلة ما دون سن المدرسة -

شكلت مدارس القرآن الكريم ردفا أساسيا من مرادفات التعليم في سلطنة عمان، وقد اهتمت الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم بتدريس الطلاب القراءة والكتابة، وأولت عناية خاصة بتعليم النشء القراءة والكتابة من خلال إطلاق عدّة برامج أهمها دورة «البذرة المباركة» الموجهة إلى مرحلة ما دون سن المدرسة، وتُطبّق فيها مناهج «المرتل الصغير لكتاب الله المُنير» التي أعدت الجمعية مناهجها، ثم طبعتها، ودربت المعلمين عليها، وهي مقسمة إلى 9 مراحل «ما قبل الحروف، والحروف، والحركات، والمدود، والتنوين، والسكون، والشدّات، ومرحلة التلاوة الأولى، ومرحلة التلاوة الثانية»، كما أعدت الجمعية منهج «المرتل المُجيد لكتاب الله المَجيد»، وهو منهج متكامل لتعليم القراءة الصحيحة بواسطة التهجّي لجميع أصوات اللغة العربية وأحكام التجويد، متخذًا من كلمات القرآن الكريم مثالا ومنهجا، مع إمكانية أن يستفيد منه الناطقون بغير العربية من العجم أو الأمّيّين أو ممن لديهم ضعف في القراءة باللغة العربية. وللتعمق أكثر في نطاق عمل الجمعية وإنجازاتها وطموحاتها، أجاب فهد بن محمد بن هلال الخليلي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم، عن عدة تساؤلات نسرد إجاباتها في السطور القادمة.

ما نطاق عمل الجمعية؟ وأين توجد؟

قال الخليلي: تُعدّ الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم جمعية خيرية أشهرت من قِبَل وزارة التنمية الاجتماعية عام 1437هـ - 2016م، ومقرّها الرئيس في محافظة مسقط، وتقدّم الجمعية حزمة من البرامج والأنشطة التعليمية القرآنية تتناسب مع الأعمار كافة من خلال برامجها المتنوعة، وأضاف: شملت الجمعية حتى الآن أربع عشرة ولاية من سبع محافظات، وهي إبراء، وأدم، و بهلا، وبوشر، وسمائل، والسيب، وصحم، وصلالة، والعامرات، ومدحاء، ومنح، ونزوى، ووادي المعاول، وتسعى الجمعية للتوسع لتشمل محافظات سلطنة عمان وولاياتها كافة، حيث اهتمت الجمعية بتنشيط برامجها من خلال توسيع المنظومة الإدارية لإشرافها؛ وذلك بالتوسع في إنشاء مراكز تعليمية وحلقات مركزية في بعض الولايات، وتتبعها حلقات تعليمية موزّعة بين مدن تلك الولايات وقراها؛ بحيث يسهل على أفراد المجتمع الوصول إليها.

- ما الخدمات التي تقدمها الجمعية؟ وكيف يمكن الاستفادة منها؟

أكد الخليلي أن الجمعية معنية بالاهتمام بجميع الفئات العمرية من خلال برامج تعليمية مميزة؛ وتضع نصب أعينها توفير المناهج التعليمية اللازمة، والمعلمين المدرّبين، إضافة إلى الصرح التعليمي المهيأ بكل وسائل التعليم الحديثة من شاشات تفاعلية وغيرها. وتستهدف الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم الذكور والإناث من عمر ثلاثة أعوام ونصف إلى مرحلة الكبار من الآباء والأمهات ببرامج مختلفة؛ تناسب مستوى الطلاب من ناحية تصحيح التلاوة، وتعليم القراءة، وحفظ القرآن، والتهجي، والقراءة، وإضافة للبرامج الحضورية أطلقت الجمعية أيضا برامج عن بُعد؛ لتتناسب مع احتياجات كافة شرائح المجتمع، وتعمل الجمعية ومراكزها وحلقاتها طوال العام.

وقال الخليلي: الجمعية قد وضعت لها مجموعة من الأهداف التي تخدم المجتمع، وتسعى إلى تحقيقها تباعًا حسب الإمكانات، منها نشر الوعي بأهمية القرآن الكريم وضرورة العناية به لشرائح المجتمع كافة، وتحفيظه، وبث روح التنافس في ذلك، وتعليم المجتمع تلاوته وترتيله بالقراءات القرآنية المعتبرة، وإعداد الدراسات القرآنية، وتدريس علومه، وإنشاء الفروع والمراكز والحلقات القرآنية، وصقل مواهب القراء العمانيين والمقيمين، والعناية بالأصوات القرآنية؛ بتأهيلها، وتدريبها، والعمل على إبراز القراء العمانيين المجيدين محليًا، وإقليميًا، ودوليًا، ومنح الإجازات القرآنية المتصلة بالسند إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وتطوير أساليب وطرق حديثة في مجال تلاوة القرآن الكريم وتحفيظه، وأن تصبح الجمعية مرجعية علمية يحتكم إليها في مجال تلاوة القرآن الكريم وتحفيظه وقراءته، وأن تصبح الجمعية مرجعية تنظيمية وإدارية أمام الجهات المختصة في مجال إنشاء المسابقات الأهلية لحفظ القرآن الكريم، وإمداد الفعاليات المجتمعية بالماهرين من القراء.

- ما هي الخدمات التي تقدمها الجمعية للمجتمع؟

هناك عدة خدمات أشار إليها الخليلي أهمها إقامة الدورات التدريبية لعامة المجتمع، حضوريا وعن بُعد، والإسهام في تحسين المستوى العلمي لعموم المجتمع، وتوظيف عدد من المواطنين والمواطنات، وتوفير التعليم المجاني «كفالة طالب» للأسر المعسرة، ولأسر الضمان الاجتماعي، والدخل المحدود، وللأيتام، ولأبناء المسرحين عن العمل، إضافة إلى تحقيق الشراكة المجتمعية مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، وإقامة مختلف الأنشطة التي تحفظ أوقات النشء والشباب.

وقد أشاد الخليلي بالجهود التي تبذلها الجمعية وكافة أعضائها وما نتج عنه من تسابق أفراد المجتمع في التعاطي الإيجابي مع مناشط الجمعية المختلفة، وما أسهموا به في تشجيعها ودعمها ماديًا؛ بالتبرعات النقدية والعينية، والمباني، والأراضي.

- كيف يمكن الوصول إلى الجمعية أو معرفة جديد أنشطتها وبرامجها؟

أكد الخليلي حرص الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم ومراكزها على الوجود الفاعل في مختلف مواقع التواصل؛ لنشر إعلاناتها، وتقديم البرامج والأنشطة، والتواصل مع المتابعين لتقديم خدماتها، إضافة إلى وجود برامج ومبادرات حصرية تطرح من خلال حساباتها على مواقع التواصل، مشيرا إلى أن الجمعية مع عدد من مراكزها أنشأت مجموعات في تطبيق «الواتس أب» للرجال وللنساء؛ للاطلاع على جديد برامجها وأنشطتها المختلفة، ونشر فعالياتها.

- ما أبرز إنجازات الجمعية ومخرجاتها خلال الإجازة الصيفية الماضية؟

قال الخليلي: الجمعية لقيت إقبالا كبيرا على البرامج والأنشطة التي قدمتها منذ بداية الإجازة الصيفية واستهدفت الصغار والكبار من الذكور والإناث، حيث تجاوز عدد المستفيدين 10 آلاف طالب وطالبة، شارك في تعليمهم وإدارة برامجهم أكثر من 350 معلمًا وإداريًا، وتجاوز عدد الساعات التعليمية 2000 ساعة.

- أخيرًا، ما طموحات الجمعية وآمالها؟

قال الخليلي: أكبر طموحات الجمعية هو الوصول إلى كافة شرائح المجتمع في مختلف محافظات سلطنة عمان، إضافة إلى وجود أوقاف ثابتة؛ توفّر دخلًا مستمرًا للجمعية؛ يقوّي مسيرتها، ويزيد نشاطها، مضيفا أن الجمعية تطمح إلى إنشاء مقارئ إلكترونية؛ ليستفيد منها القاصي والداني.