إشراقات

الإسراء والمعـراج.. رحـلة الإيـمــان العجـائبية

16 فبراير 2023
حادثة شق الصدر.. ولقاء الأنبياء.. والوصول إلى سدرة المنتهى
16 فبراير 2023

المتأمل في رحلة الإسراء والمعراج وفي أحداثها ووقائعها ومشاهدها والباحث لها عن نظائر في الواقع المعاصر ليجد أن الذي كان لا يتقبله العقل البشري سابقا أصبح طبيعيا وممكنا وسائغا في هذا العصر مع التطور العلمي والتقني والتكنولوجي، ولو كان مختلفا من حيث حقيقة الأمر وجوهره، فمن أمثلة ذلك لو سافرنا بطائرة على سرعة 2000 كيلومتر في الساعة وقسنا المسافة في خط مستقيم من مكة إلى القدس التي تبلغ نحو 1300 كيلومتر لوجدنا أن الرحلة عبر هذه الطائرة في هذا العصر قد تستغرق 40 دقيقة تقريبا، وهذه مدة زمنية قصيرة مقبولة وممكنة في هذا العصر، ولكن إذا أتينا إلى المقاييس المادية في زمن حصول رحلة الإسراء والمعراج فإنها كانت مستحيلة.

القلب المفتوح

وكذلك حادثة شق صدر الرسول- صلى الله عليه وسلم- ففي حديث الإسراء والمعراج الوارد في السنّة الصحيحة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي جاءت أغلب رواياتها عن طريق الصحابي الجليل أنس بن مالك ورواها عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- مباشرة، وعن عشرات الصحابة، لوجدنا أنه يذكر أنه قبل رحلة الإسراء جاءه جبريل عليه السلام وشق صدر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخرج قلبه وغسله بماء زمزم ثم حشاه إيمانا وبعد ذلك أرجعه إلى صدره، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى هذا المشهد العجيب وهو حي، ففي ذلك الزمن وفق المقاييس المادية لا يمكن أن يتعقل هذا الأمر، ولكن في هذا العصر ومع التقدم العلمي والطبي أصبحت تجرى عمليات جراحية تسمى عملية القلب المفتوح، وهي أن يستخرج القلب من صدر المريض ويكون متصلا بشرايينه وصماماته ولا يموت المريض، وبعد أن تتم العملية يرجع القلب إلى الصدر، هذا الأمر كان غير معقول بالمقاييس المادية في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن أصبح الأمر طبيعيا وعاديا وحتى أصبح تقليديا في هذا الزمن، ولكن شتان بين الحادثة التي وقعت للرسول -صلى الله عليه وسلم- والماهية والكيفية التي تم بها هذا الأمر وبين العملية الجراحية التي يقوم بها الأطباء في هذا الزمن.

ولكن إذا أمعنا النظر في الحكمة من رحلة الإسراء والمعراج، وحيثيات الزمن التي وقعت فيه، وربطها بالأحداث والوقائع المتزامنة قبيل هذه الرحلة، لتكشفت لنا أمور كثيرة نستطيع من خلالها تبين أسباب حصول بعض المعجزات والآيات العجائبية في هذه الرحلة.

ومن ذلك أن هذه الحادثة كما تذكر كتب السير أنها جاءت بعد عام الحزن، ذلك العام الذي توفيت فيه السيدة خديجة أم المؤمنين زوجة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكانت المعينة له منذ أول يوم علم فيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه نبي مرسل من الله عز وجل، وذلك في حادثة لقائه بجبريل عند نزوله من غار حراء، فقد زمّلته ودثّرته، وخففت عنه، كما أعانته بالنفس والمال، وكذلك موت عمه أبي طالب بعد أن كان يدافع عنه ويحميه من أذى قريش، فقد كانوا يهابون أبا طالب ويقدرون له قدره، فلذلك كان إيذاؤهم للرسول -صلى الله عليه وسلم- إيذاء لفظيا، كما أنه دخل معه في دار الأرقم عندما قاطعت قريش المسلمين، بل ودافع عنه بشِعره، وأشهر قصائد أبي طالب لاميته التي قالها وهو في دار الأرقم بن أبي الأرقم التي تناول فيها مقاطعة قريش له ولقومه، ومدح فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي مطلعها:

خليليَّ ما أُذْني لأوَّلِ عاذلِ

بِصَغْواءَ في حقٍّ ولا عندَ باطلِ

وقال فيها:

كَذَبْتُم وبيتِ اللَّهِ نُبَزى محمدا

ولمّا نُطاعِنُ دونَهُ ونُناضِلِ

ونُسْلِمَه حتى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ

ونَذْهُلَ عن أبنائِنا والحَلائلِ

وينهضَ قَومٌ في الحديدِ إليكُمُ

نُهوضَ الرَّوايا تحتَ ذاتِ الصَّلاصِل

ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

وأبيضَ يُسْتَسْقَى الغَمامُ بوجههِ

ثِمالُ اليتامى عِصْمة ٌ للأراملِ

يلوذُ به الهُلاّكُ من آلِ هاشمٍ

فهُم عندَهُ في نِعمةٍ وفَـواضلِ

فكان لابن أخيه الحصن المنيع، والسد العالي، ولكن بعد وفاته نالت قريش من الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام: «ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب»،

فوفاة زوجته خديجة، وعمه أبي طالب، جعلته من غير أحد يحميه في مكة من الناس، فأراد أن يبحث عن بيئة أخرى للدعوة عله يجد من يعينه ويصدق دعوته، فتوجه إلى الطائف، ولكنهم آذوه وشتموه وضربوه فسالت دماؤه من رأسه إلى أخمص قدميه الشريفتين عليه أفضل الصلاة والسلام، ولم يستطع دخول مكة إلا تحت حماية أحد من المشركين وهو المطعم بن عدي الذي أجاره هو وأولاده وحملوا سلاحهم معهم ودخلوا به مكة.

وأراد الله عز وجل بعد كل تلك المصائب التي مر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسرّي عنه، ويهيئه لما هو قادم من أمر الدعوة، ويثبت فؤاده، فأي يقين يكون عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يرى جبريل عليه السلام يشق له صدره، ويخرج قلبه، وهو ينظر إلى هذا الأمر، ويغسله بماء زمزم ثم يحشوه إيمانا، فيرجعه إلى صدره مرة أخرى، فيطمئن قلبه، كما اطمأن قلب أبيه إبراهيم عليه السلام، الذي طلب من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى»، فسأله الله عز وجل وهو العليم: «قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن» فأجابه إبراهيم الخليل عليه السلام: «قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي»، وبعد هذه الحادثة كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أشجع البشر وأثبتهم قلبا، فكان لا يخاف مما يخاف منه الناس.

الإسراء

هذا كله والرحلة لم تبدأ بعد، فكيف به عليه الصلاة والسلام وهو يرى آيات ربه المعجزة العجيبة التي حصلت معه في هذه الرحلة فقال تعالى في بداية سورة الإسراء: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» فمن الآيات العجيبة التي رآها الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي دابة البراق البيضاء، التي وصفها بأن حجمها بين الحمار والبغل، وأنها تضع حافرها عند منتهى نظرها، وكذلك جمع الله له الأنبياء ليصلي بهم إماما في المسجد الأقصى، والملمح الذي يمكن أن نستخلصه من لقائه بالأنبياء يقع أيضا في دائرة التثبيت والطمأنينة الحاصلة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ليجد الأنبياء والرّسل الذين وجدوا المعارضة من قومهم فصبروا وتحمّلوا مشاق الدعوة إلى الله عز وجل، فلقاؤه بهم وإمامته لهم، يهيئه لما سيجده في سبيل دعوته إلى الله عز وجل.

المعراج

وإذا أتينا إلى الآيات القرآنية التي تحدّثت عن المعراج فنجد أنها تكمن في بدايات سورة النجم في قوله تعالى: «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى* فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى* فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى* مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى* أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى» فالرسول صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على خلقته مرة أخرى عند سدرة المنتهى فوق السماء السابعة، وهذا التعبير القرآني بين عظمة هذه السدرة وما يغشاها من أنوار الله، فهي عند الجنة «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى». وعند تتبع التعبير القرآني في وصف الإسراء وفي وصف المعراج نجد أنه في الإسراء قال: «لنريه من آياتنا» بينما قال في سورة النجم عندما عبر عن وصف المعراج: «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى» فوصف تلك الآيات بالكبرى، والزيادة في المبنى كما هو معلوم زيادة في المعنى، فهي فعلا آيات ومعجزات كبيرة، من صعوده للسماوات السبع، ولقائه بآدم عليه السلام في السماء الأولى، وعيسى ويحيى في السماء الثانية، ويوسف عليه السلام في السماء الثالثة، وإدريس في السماء الرابعة، وهارون في السماء الخامسة، وموسى الكليم في السماء السادسة، وإبراهيم الخليل في السماء السابعة، وأوصافهم، ووصوله إلى سدرة المنتهى، ورؤيته الجنة ونعيمها والنار وعذابها، فهي آيات كبرى، عظيمة، خص بها الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الخلق، وخاتم الأنبياء.

تحدي التصديق

وعندما عاد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ليلته تلك من هذه الرحلة العجيبة التي توقف فيها الزمن الفيزيائي المادي المحسوس، أخبر عليه الصلاة والسلام قريشا بما حصل له من أنه أُسرِي به إلى المسجد الأقصى وعرج به بعد ذلك إلى السماوات العلا، فكذبوه وسخروا منه واستهزأوا به، وطلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس، فوصفه لهم بأدق التفاصيل، ولكنهم قوم جاحدون، وذهبوا إلى صديقه وصاحبه أبي بكر الصديق، فقالوا له: يزعم صاحبك أنه ذهب إلى بيت المقدس وإلى السماوات السبع وعاد في ليلته تلك ونحن نقطع ثلاثة أشهر حتى نصل إلى بيت المقدس، فقال أبو بكر: «إن كان قد قاله فأنا أصدقه في ما قال» وبيّن لهم أنه يصدقه في أكبر من ذلك في خبر السماء الذي ينزل عليه في ساعته. تلك الحادثة التي لم تستوعبها عقول مشركي قريش، بسبب إعجازها وخرقها للعادة، على الرغم من الدلائل التي صدقت تلك الحادثة مثل العير التي نفرت وانقسر فيها بعير وهي على مسافة أيام فعندما وصلت مكة سئلت عن هذا الأمر فأثبتته، وغيره من الدلائل المثبتة على صدق الرسول -صلى الله عليه وسلم.

ولكن الغريب أن يأتي اليوم من المسلمين من يحاول أن يشكك في تلك الحادثة، بزعم أنها غير متقبلة عقلا، ويلوي عنق الآيات ويفسرها تفسيرات شاطحة من غير دلائل وقرائن يستسيغها العقل.

فهؤلاء يستسيغون المشاغبات التي يطرحها المستشرقون في محاولاتهم الباردة والبائسة في تكذيبهم لهذا الدين، ويستندون إلى تلك الكتب في رواياتها المغلوطة وتفسيراتها الباردة، ويكذبون الروايات الصحيحة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والتي تناقلتها الأمة حتى وصلت إلينا. فيجب أن يكون بين أمرين، إما أن يكون وفيا لمنهجه في تشكيكه لهذه الواقعة لعدم معقوليتها، وتناسبها مع النواميس الكونية، على حسب وصفه، فعليه أيضا أن يكذب بكل المعجزات التي وردت في القرآن الكريم، وهي كثيرة، مثل تحول عصا موسى إلى أفعى حقيقية، وولادة عيسى عليه السلام من غير ماء رجل، ونجاة إبراهيم عليه السلام من النار التي ألقِي فيها، وشق موسى البحر بعصاه فأصبح كل فلق من الماء كالجبل وفي منتصفه طريق جاف، والمعجزات الأخرى التي أجراها الله لبني إسرائيل، مثل المائدة التي تنزل عليهم من السماء، والجبل الذي نتق فوقهم كأنه ظلة، وغيرها من المعجزات. وبهذا يخرج من الدين ويكفر بما جاء في القرآن الكريم.

وإما أن يؤمن بهذه الرحلة وعجائبيتها وما ذكره الله عنها، وما أوردته السنّة الصحيحة الثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم.

حديث الإسراء والمعراج

جاء في صحيح البخاري: «حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة- رضي الله تعالى عنهما- أخبرنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر مضطجعا إذ أتاني آت فقد قال وسمعته يقول فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من ثغرة نحره إلى شعرته وسمعته يقول من قصه إلى شعرته فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي ثم حشي ثم أعيد ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض فقال الجارود هو البراق يا أبا حمزة قال أنس نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال هذا أبوك آدم فسلم عليه فسلمت عليه فرد السلام ثم قال مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إذا يوسف قال هذا يوسف فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل أو قد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت إلى إدريس قال هذا إدريس فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد أرسل إليه قال نعم قيل مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل من معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال نعم قال مرحبا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا موسى فسلم عليه فسلمت عليه فرد ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له:

ما يبكيك قال أبكي لأن غلامًا بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر من يدخلها من أمتي ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم قال مرحبًا به فنعم المجيء جاء فلما خلصت فإذا إبراهيم قال هذا أبوك فسلم عليه قال فسلمت عليه فرد السلام قال مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال هذه سدرة المنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت ما هذان يا جبريل قال أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لي البيت المعمور ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال هي الفطرة أنت عليها وأمتك ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاةً كل يوم فرجعت فمررت على موسى فقال بما أمرت قال أمرت بخمسين صلاةً كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاةً كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم فرجعت فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم فرجعت إلى موسى فقال بما أمرت قلت أمرت بخمس صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك قال سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم قال فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي».