أوبريت جسد أحداثا جليلة من سيرة النبي الكريم في حفل بهيج بقلعة صحار
بصوت جهوري فخم «ومُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» «يا عبدالمطلب، إن في إحدى يديك ملكا وفي الأخرى نبوة» صوت وخطى ولهثات نفس متقطع، ثم صوت امرأة تزف البشرى بأن آمنة قد ولدت طفلًا ذكرًا جميل المحيا قمرا بتمامه وكماله... ويأتي صوت رجل مع صوت بكاء طفل وصدى في نهايته ولد محمد» هكذا بدأ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والسلام الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية واحتضنته قلعة صحار تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن سليمان بن حمود الكندي محافظ شمال الباطنة.
الحفل بدأ على غير عادته التقليدية، حيث انطلق بأوبريت جسد أحداثًا مختارةً من سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- مسلطًا الضوء على أبرز ملامح شخصية النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والقِيَم الإنسانية التي دعا إليها وعاشها في حياته من أجل ترسيخها في قلوب المسلمين وتذكير العالم الإسلامي بها.
وتضمن العرض عدة فقرات جاءت الأولى بعنوان «النور» روت بأنه في الزمن البعيد وبعد تعاقب رسالات الله على البسيطة نورًا بعد نور، جاء زمن فقدت فيه البشرية بوصلتها، وتزعزعت كثير من القيم عما كانت عليه، واستبدل العنف بالرحمة، والحرب بالسلم، والأثرة بالإيثار، وانحرفت بوصلة الإنسان عما كانت عليه وهناك في أقصى شرق شبه جزيرة العرب أرض متعددة الأعراق والثقافات والديانات وكانوا ينتظرون كغيرهم مقدم النور مقدم نبي الله، تخلل الفقرة مشهد وأصوات وأضواء صحراوية عائدة بالزمن للوراء مع تعاقب حضارات متعددة وخفوت لنور الرسالات واتجاه بالإضاءات للظلام.
بعدها تم تقديم نشيد تمثيلي على أرض المسرح بأسلوب الحوار إضافة إلى مشاهد معبرة مع انتقال سلس لفقرة قراءة المولد النبوي الشريف بشكل مختصر تلا ذلك إلقاء قصيدة، بعنوان «محمد» للشاعر هشام بن ناصر الصقري وعقب القصيدة مشهد مسرحي على شكل حوار بين طفلة وأب جسدت مواساة السيدة خديجة بنت خويلد حبيبة رسول الله وقرة عينه له بقولها: كلَّا! والله ما يخزيك الله أبدًا إنك لتصل الرحم وتصدُقُ الحديثَ وتَحمِل الكَلَّ وتَكسِبُ المعدومَ وتَقري الضيف وتعين على نوائب الحق... تلك مواساة الزوجة الصالحة لخير الخلق بعدما وقع الأمر الحق وبدأ التكليف بأشرف الرسالات وتعني بذلك أي إنك لا يصيبك مكروه لما جعل الله فيك من مكارم الأخلاق وكرم الشمائل وذَكَرَت أمثلة من ذلك وفي هذا دلالة على أنَّ مكارم الأخلاق وخصال الخير سببُ السلامة من مصارع السوء.
رسالة لأهل عمان
وتناولت هذه الفقرة الرسالة التي بعث بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى عبد وجيفر ابني الجلندى من أهل عمان ودعوته لهم بدخول الإسلام والرد الذي تلقاه حامل رسالة النبي بالإسلام طوعًا لدعوة الرسول وذكر قصة الرجل الذي جاء إلى النبي يلهث ويجري ويتألم بقوله للنبي -صلى الله عليه وسلم- آه يا رسول الله هذا الحي من العرب الذي بعثتني إليه سبني وشتمني وضربني فرد عليه رسول الله: (لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك)، وهذه شهادة عظيمة لأهل هذه البلد الطيب كما تناولت الفقرة خلق النبي ودعوته وكيف كان محمد الإنسان في حياته ومع محيطه ومع زوجاته وأبنائه وبناته وتعامله بالمعروف والحسنى مع من يؤذيه.
الفقرة الأخيرة
وجسدت الفقرة الأخيرة انطلاق الرسالة المحمدية رسالة الرحمة من مكة المكرمة وحركتها ووصولها إلى أقاصي العالم شرقًا وغربًا، شمالا وجنوبا... هكذا كانت سيرة ورسالة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وبمولده نتذكر تلك القيم العظيمة والشمائل الرفيعة، ونتذكر حاجتنا الدائمة إلى التأسي به، وفي عالم اليوم ما أحوجنا إلى تلك القيم الإنسانية ما أحوجنا إلى دعوة التفاهم والتعايش والحوار ما أحوجنا إلى استحضار محمد -صلى الله عليه وسلم- في عباداتنا ومعاملاتنا وتواصلنا وهنيئا لنا هذه الذكرى وهنيئا للعالم والإنسانية رسالة نبي الله وشخص رسول الله.
يأتي هذا الحفل ضمن الخطط والفعاليات والبرامج التي تسعى من خلالها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتذكير الناس بسيرة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وإحيائها مما له دور فاعل في الاقتداء بصفاته وسيرته العطرة في مختلف الجوانب الحياتية والعملية.
