مؤشر جودة الحياة.. الفوائد والأثر الإيجابي

29 يناير 2024
29 يناير 2024

تقدّمت سلطنة عمان إلى المرتبة السابعة عالميا في مؤشر أفضل الدول في جودة الحياة في العالم لعام 2024م الصادر عن قاعدة البيانات العالمية «نامبيو» مع استمرارها في الحفاظ على مركزها الأول عربيا في المؤشر.

ويأخذ المؤشر في الحسبان عدة عوامل مرتبطة بحياة الفرد وتؤثر عليها مثل القوة الشرائية ومستويات التلوث والقدرة على تحمل تكاليف السكن وتكلفة المعيشة والسلامة وجودة الرعاية الصحية وأوقات التنقل والظروف المناخية.

وعموما فإن جودة الحياة ببساطة هي كيف تحسّن حياتك وتعيش سعيدًا وبرفاهية وصولًا إلى مستوى عال من الشعور بالراحة والرضا في الحياة الاجتماعية اليومية مع التمتع بصحة جيّدة وحالة مادية واقتصادية مطمئنة وملبية لكافة المتطلبات اليومية، وكذلك تكوين علاقات اجتماعية متينة بين العائلة والأسرة والأصدقاء.

ولتحقيق مستوى عال من السعادة والرضا الذي بدوره يسهم في الصحة العامة، لا بد من أن تتوفر لدينا جودة حياة مرتفعة، مما يساعد على نجاح العلاقات الاجتماعية والتميّز المهني والنجاح في الحياة.

إن سلطنة عمان هي إحدى الدول الرائدة لتحقيق جودة الحياة عبر وضع برامج ومبادرات اجتماعية واقتصادية لتحقيق حياة هانئة للمواطنين مع استمرار سعيها الدؤوب لمواصلة العمل على تحقيق مستوى متقدّم في جودة الحياة مثل تخصيص مبالغ لبرامج ومنافع الحماية الاجتماعية التي بدأ صندوق الحماية الاجتماعية بصرفها بدءًا من شهر يناير 2024م وتمثّلت في منافع الطفولة وكبار السن وذوي الإعاقة وقريبا منفعة دعم دخل الأسرة، وهناك جهود أخرى تُبذل للنهوض بجودة الحياة في سلطنة عمان عبر تنمية القطاعات المرتبطة بمؤشر جودة الحياة لا سيما القطاعات المرتبطة بالصحة العامة والاقتصاد، وتحسين الجوانب الاجتماعية للمواطنين، وتنمية الرعاية الاجتماعية وتوطيد العلاقات الأسرية مما يحقق الرضا النفسي والعاطفي لأفراد المجتمع.

ولتحقيق ذلك لا بد أن تتكامل الجهود وترتفع وتيرة التنسيق بين الأطراف التي تسهم في تحقيق جودة الحياة، فما تقوم به الحكومة بمختلف مؤسساتها لتقديم الدعم للمواطن، يحتم في الجانب المقابل مسؤولية على أفراد المجتمع الاهتمام بالصحة العامة واللياقة البدنية عبر ممارسة الرياضة بانتظام وتناول الأغذية الصحية وأخذ قسط كاف من النوم للحفاظ على صحة بدنية وتحقيق رفاهية عامة تنعكس إيجابًا على كافة جوانب الحياة الاجتماعية اليومية. أيضًا ينبغي التوازن بين العمل والحياة الشخصية بحيث يتم عزل المواقف التي يتعرض لها الموظف في بيئة العمل عن حياته الشخصية مع تخصيص وقت للراحة والترفيه وممارسة الأنشطة والفعاليات المختلفة لاستعادة النشاط البدني والاسترخاء الجسدي. أيضًا من الأمور المهمة التي تساعد على تحقيق جودة عالية في الحياة هو الاستثمار في العلاقات الاجتماعية وتقويتها عبر التواصل والتفاعل مع الآخرين، وشخصيًا أشجع على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأعمال التطوعية لما لها من دور في توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية وتسهم في بناء علاقات اجتماعية قوية تمتاز بالإيجابية، كذلك من الأمور والجوانب التي أراها مناسبة لتجويد مستوى الاطلاع واكتساب المعارف هو الاستمرار في التعليم والقراءة لدورهما في تطوير المهارات الشخصية والمهنية وبالإمكان الاستفادة من المحتوى المنشور والمتداول عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المواد التعليمية المتاحة وذلك لتحقيق رصيد رصين من المعارف الفكرية والمهارات الشخصية التي تشجّع الفرد على استثمار الوقت في الجوانب المفيدة والداعمة لتحقيق مؤشر متقدم في جودة الحياة.

ولنكن أكثر واقعية فإن جودة الحياة هدف ينشده الجميع، ويسعى له للاستمتاع بحياة سعيدة هانئة مليئة بالرضا، ولكن لن تتحقق إلا بالاستثمار في الصحة والعلاقات الاجتماعية والنمو بالمهارات والقدرات الشخصية والارتقاء بها إضافة إلى الاستفادة من العلاقات مع الأسرة والأصدقاء في المجتمع وأن يكون الفرد عنصرا فاعلا يتفاعل مع حوله ويوظّف الموارد في البيئة لتنمية الذات والقدرات والمهارات.

إن التطور الذي تشهده مختلف القطاعات في سلطنة عمان كان له دور كبير في الحصول على مرتبة متقدمة بمؤشر أفضل الدول في جودة الحياة عالميا، كذلك البرامج التي أطلقتها الحكومة خلال الفترة الماضية ساعدت على تنمية الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين مثل إطلاق برنامج إسكان بقيمة 1.9 مليار ريال عماني وتخصيص 400 مليون ريال عماني في الميزانية العامة للدولة لصرف منافع الحماية الاجتماعية. إضافة إلى إطلاق صندوق عُمان المستقبل برأس مال قدره 2 مليار ريال عماني وغيرها من البرامج والمبادرات الوطنية مثل تلك المبادرات المرتبطة بقطاع العمل والتشغيل والمبادرات المرتبطة بحماية المواطنين من الآثار الناتجة عن اتخاذ بعض السياسات المالية، وذلك لرفع مستوى الرفاه الاجتماعي وضمان قدرة الأفراد على الوفاء بمتطلبات الحياة الاجتماعية اليومية مما سينعكس إيجابًا على جميع المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية.