ظمأ المشاركة التفاعلية في ملتقى «معا نتقدم»

19 مارس 2023
19 مارس 2023

الملتقى الحواري المفتوح الذي أقيم اليوم بعنوان «معا نتقدم» برعاية صاحب السمو السّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزيرُ الثقافة والرياضة والشّباب، كان منصة نقاشية مع مسؤولين معنيين بمحاور اللقاء المنبثقة كلها عن رؤية 2040 في محاورها المختلفة، وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد أعلنت عن فتح باب تلقّي طلبات حضور الملتقى لعموم الجمهور عبر منصّة رقميّة، وتم فرز الطلبات وفق منهجيات إحصائية فرعية تضمن التنوّع التكاملي من خلال تضمين الفئات العمرية المختلفة، والمؤهّلات الدراسية بمراحلها، من طلبة وموظفين وأصحاب عمل وباحثين عن عمل، والتنويع بين الذكور والإناث، وضمان وجود فئات مختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أما استقراء خلاصة الملتقى فيمكن تحديدها في الآتي:

- حاجة الناس عموما والشباب خاصة لعقد لقاءات نقاشية حوارية مع المسؤولين لإشعارهم بأهمية أصواتهم أولا، ثم لإشراكهم في تبني الأفكار وبناء الخطط ومتابعة التنفيذ، أو حتى تغيير وتطوير ما تم تنفيذه إن اقتضت الحاجة ذلك، أو استجدت تحديات تفرض تغيره.

- أهمية هذه اللقاءات المفتوحة مع المؤسسات الحكومية والخاصة مهما كانت أدواتها حرصا على معرفة رأي المواطنين (المستهدف الحقيقي لخدمة المؤسسة) سعيا للتجويد والتطوير الذي يصل بنا جميعا إلى تحقيق تنمية مستدامة منطلقها الإنسان وهدفها الإنسان.

- ضرورة تفعيل منصات التواصل الاجتماعي وصولا لأكبر شريحة ممكنة من الشركاء في الرأي، الشركاء في المسؤولية مع مراعاة ضرورة عدم إغفال الفئات الأخرى غير الحاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي مهما كانت الأسباب.

- الملتقيات الحوارية مساحات ذكية لامتصاص الاحتقان المتراكم، والعزلة الاختيارية والتمكين السلبي لأدوات التعبير الجارحة والمسيئة عبر أقنعة وسائل التواصل الاجتماعي، والسعي الحثيث على تبادل الأصوات مع وحدة الأهداف وتكاملها.

- ضرورة تنظيم لقاءات حوارية بين قطاعات مؤسسية مشتركة في الأهداف والرؤى والأدوات، تأكيدا على فكرتي المشاركة والتفاعل معا، وتأكيد فكرة قوة الأدوات مع المشاركة وبناء الجسور، بدلا من الفصل المُعطّل والتنافس غير الإيجابي.

- ضرورة فتح هذه النوافذ النقاشية ليس فقط لتحقيق الفائدة منها جماهيريا، بل لإعطاء المسؤولين فرصة التعاطي المشترك وتحليل أدوات التنفيذ وتقييمها وتغييرها بما يتواءم ومقتضيات المرحلة وتحدياتها.

- هذه النقاشات المفتوحة والمتضمنة تنوعا في الحضور والطرح من قبل فئات وشرائح مجتمعية مختلفة تتيح فرصة التثاقف والبناء المعرفي التراكمي اعتمادا على قراءة عقل الآخر وعدم الاتكاء على النظرات الأحادية في الرأي والتعبير.

- ضرورة إشراك الفئات الخاصة في كل هذه المنافذ التعبيرية، أقصد هنا تحديدا ذوي الاحتياجات الخاصة وآراءهم ومتطلباتهم وتقييمهم لكل الخدمات المقدمة لهم من مختلف المؤسسات، ومن شتى القطاعات حكومية أو خاصة.

- ضرورة تأكيد الرأي العام على استمرار تنظيم مثل هذه اللقاءات مع دراسة إمكانية تكرارها دوريا مع ضمان التنوع والتدوير.

وختاما: لا يمكن إلا أن نثني جميعا على أية جهود مخلصة لبناء جسور تواصلية مجتمعيا، كما لا يمكن إلا أن ندرك جميعا بأننا نسكن ذات الأرض ونؤمن بالأهداف النبيلة ذاتها وصولا للمؤمل من أنفسنا لأجل أوطاننا، مما يجعلنا نخفف من نبرة «أنتم/ نحن» المتضمنة بالضرورة فصلا بين ضفتين، وانفعالا يقصي «نحن» عن «أنتم» أو العكس.

وما أجمل أن نصبح جميعا «نحن» حكومة وشعبا، مجتمعا وأفرادا، تحملنا رؤانا لاستشراف واقع أجمل نرضاه لأنفسنا ولشعوبنا ولوطننا.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية