سالم الجهوري
سالم الجهوري
أعمدة

نوافذ: انتبهوا لهذه الفئة

22 مارس 2021
22 مارس 2021

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

لفت الانتباه في الأشهر الأخيرة زيادة أعداد المواطنين الذين يتجهون إلى ممارسة الأعمال التجارية كل حسب إمكانياته، لكن الملفت في هذه الظاهرة أن عددا منهم اتجه إلى مهنة تحسين دخله المادي في شي اللحوم وبيعها على المارة في الطرقات الحيوية.

تزايد هذه الأعداد لأن بعضهم من الذين فقدوا وظائفهم في القطاع الخاص، ومن خفضت رواتبهم، وآخرين من الذين تم إحالتهم إلى التقاعد من القطاعين والمسرحين ولم يستطيعوا جدولة ديونهم التي خرجوا بها، كالتزامات مسبقه تنتهي مع خروجهم من الخدمة.

واتجاههم إلى ذلك كونهم لا يملكون خيارا آخر، لقلة رأس المال الذي يؤهلهم لإنشاء مطاعم وتوظيف قوى عاملة فيها والقدرة على تغطية تشغيلها، وعدم استطاعتهم تحمل تكاليف مادية أخرى يغامرون بها، هم في الأساس لا يملكونها، وليس لديهم سبيل آخر في البحث عن مصادر دخل إضافية.

لذلك كان المتاح أمامهم شراء تلك المعدات البسيطة والاتجاه إلى الشارع لرفع مستوى الدخل، وإعالة أسرهم ومحاولة تغطية بعض التزاماتهم على الأقل.

ولأن هذه الفئة من الشباب والشابات، لديها الحماس والرغبة الجادة في تطوير أعمالها الصغيرة، وتأمين العيش الكريم لأسرها وسد احتياجاتها والتزاماتها الحياتية اليومية التي تواجهها بصعوبة بالغة نتيجة الظروف التي تعصف بالعالم، فمن المهم الالتفات لهم لدعمهم وتطوير إمكانياتهم وأعمالهم ودفعهم إلى تحسين بيئة العمل لديهم من خلال خطوات تتكاتف فيها الجهات الحكومية في ذلك، لعل بلدية مسقط وبلديات المحافظات تكون أول المبادرين في احتوائهم ودعمهم دون أن نكلفهم ماديا، من خلال اختيار المكان المناسب والآمن لهم، وأعداد أكشاك لائقة ومناسبة لطبيعة عملهم في أماكن محددة في أحياء كل مدينة أو ولاية، يعني أن يكون هناك تنظيم، مثل تجربة سهل أيتين بصلالة، إضافة إلى منحهم ترخيصا صحيا مجانيا لما يقدم وفق اشتراطات.

كما أن الأمر يحتاج أيضا إلى ترخيص تجاري من وزارة التجارة والصناعة.. وأيضا يكون مجانا وتوفير دعم مالي لهم لتوسعة نشاطهم وإعانتهم، إما عبر مبالغ مالية لا ترد أو قرض ميسر للغاية من بنك التنمية.

هذه الفئة في أمس الحاجة إلى تلك الإجراءات في الوقت الراهن بالذات وعلينا أن نذهب إلى أبعد من الدعم فقط، وهو أن نبحث في هذه حالة الى الفئة التي لجأت إلى هذه المهنة من حيث دراسة ظروفها والأسباب التي أوصلتها إلى هذا الحال.

هؤلاء الذين استغاثوا أكثر من مرة حول بعض الإجراءات يحتاجون إلى وقفة الحكومة بجانبهم، والاطلاع على أوضاعهم ومثلهم الآلاف منهم لم يتمكنوا أو لا يرغبون في ذلك.

نريد أن نرى كل عماني وعمانية أصحاب مشروعات تجارية ناجحة يستطيع أن يغطي احتياجات بيته، ولكن ليس بائعا بطريقة بدائية على ناصية الطريق تلاحقهم الإجراءات، صحيح لا يمكن دعم الجميع، لكن بقليل من الالتفات إليهم، يمكن أن تستثمر قدراتهم بتوجيهها إلى مسارات أكثر قدرة على تحقيق المكاسب، كما يحدث في دول العالم، والهدف أن نقلل من ظاهرة انتشار الباعة على الطرقات بهذه المشاهد التي بالتأكيد لا تعكس وجه عمان الحقيقي وسعيها منذ عقود لتطوير قدرات أبنائها وتوفير العيش الكريم لهم.