Hamad
Hamad
أعمدة

عين على الثقافة المرورية : اللجنة الوطنية لسلامة النقل على الطريق

18 سبتمبر 2019
18 سبتمبر 2019

حمد بن سالم العلوي -

لقد أنشئت لجنة لسلامة النقل على الطرق من أعوام بعيدة، وهي بمسمى «اللجنة الوطنية لسلامة النقل على الطرق» وقد أنشئ بعدها مجموعة هيئات لتنظيم علاقة الناس وأعمالهم بالناس الآخرين أو الجهات، ومنها: هيئة حماية المستهلك، وهيئة تنظيم الاتصالات، وهيئة تنظيم الكهرباء، وغيرهن الكثير من الهيئات العامة، أما اللجنة الوطنية لسلامة النقل على الطرق، فقد ماتت ودفنت، والناس في أمس الحاجة إلى وجودها، وحتى ترقيتها إلى هيئة عامة لسلامة النقل على الطرق، خاصة بعد ازدياد السيارات، والسائقين، والطرق، فوجُودها أصبح مهماً جداً لعلاقتها بسلامة الأرواح والأموال والممتلكات، وربما اختلط الأمر على المعنيين بتفعيلها، فظنوا أن أعمال هذه اللجنة، قد تتداخل مع اختصاصات الإدارة العامة للمرور، وربما تُحدث لهم تضارباً في فهم الاختصاصين، فلذلك تم الاستغناء عنها، وهذه ليست معلومة موثقة، وإنما مجرد تصور شخصي، وذلك بعدما اختفى ذكرها وخمد نشاطها.

لقد ظللت أكتب خلال الأعوام الماضية عن هذه اللجنة «اللجنة الوطنية لسلامة النقل على الطريق» مطالباً بتفعيلها، وأن تكون لها شخصيتها الاعتبارية، وأن يكون لها مقر ورئيس وكادر وظيفي، ولأن المثل يقول: (لا يَشعُر بالشيء شعوراً قوياً إلا من يجربه) ولأننا جربنا الحاجة إلى هذه اللجنة، وذلك في حالات كثيرة، ومنها على سبيل المثال، وجود أخطأ في نشر الاشارات الدولية على الطرق، وهناك أخطأ قد تكون قاتلة في توزيع الحركة بالإشارات الضوئية بين السيارات والمشاة، وكذلك تقدير السرعات على الطرق، فهل يعقل أن تكون شوارع تمر في مناطقة غير مأهولة، فتكون سرعتها تتراقص بين (40 ، 60 ، و80) كيلومترا بالساعة؟!! فتجد على كل خافق وخافق جهاز رادار يوزع على الناس ابتساماته التي لا تنقطع، وهناك شارع كشارع النهضة القادم من روي إلى الوطيَّة، فتكون سرعته (100) كيلومتر بالساعة!! والكل يعرف درجة اشغاله بالسكان والمحلات التجارية على كلا جانبي هذا الطريق.

لقد آن الأوان إلى تفعيل هذه اللجنة، بل المطالبة برفع درجتها إلى «هيئة عامة» نظراً لأهميتها الخاصة، وستشكل مرجعية أساسية للإدارة العامة للمرور، وبلديتي مسقط وظفار، ووزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه، ووزارة النقل والاتصالات، ومن غير المعقول بعد نصف قرن تقريباً من النمو المستمر، والنهضة العُمانية المباركة، ونجد نظام المرور يواكب تقدم هذه النهضة، وليست له رؤية واضحة، ومرجعية معلومة، تكون مسؤوليتها الإشراف على سلامة الطرق في السلطنة، ونحن نشارك العالم في كل شيء، وتعقد في بلادنا مؤتمرات كثيرة، وتزورنا وفود من كافة انحاء العالم، وفي نفس الوقت نسعى لإيجاد صناعة سياحية مثمرة، فالسائح أول شيء يسأل عنه، هو نظام المرور، ونظام الاسعاف، لأنه يريد أن يضمن سلامته، ولا يكفي أن نكون أفضل من بعض الدول العربية أو الافريقية، وأنما يجب أن نكون أفضل عن أنفسنا قبل هذا التاريخ، وأفضل عن الدول المتقدمة الأخرى في العالم، لأنهم بشر ونحن بشر مثلهم، والمنافسة مسموحة ومطلوبة بين البشر.

  • أعلم أخي السائق: { إن السياقة .. فن .. وذوق .. وأخلاق، وأنك أنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها، وعليك أن تتجنب أخطاء الآخرين}.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور - مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.