أعمدة

توعويات: حالات الغرق كيف يتجنبها المجتمع؟

27 ديسمبر 2017
27 ديسمبر 2017

حميد الشبلي -

ودعت صحار قبل ثلاثة أسابيع اثنين من خيرة شبابها، حين فارقا الحياة إثر تعرضهما لحالة غرق في مياه البحر، ومع تسليمنا لأمر الله تعالى وقدره وأن لكل أجل كتاب، إلا أن هناك أسبابا أدت لوقوع هذا الحادث المؤلم وغيره من الحوادث الأخرى، وفي البرنامج الإذاعي الذي تقدمه شرطة عمان السلطانية ( العين الساهرة )، كان لحلقة الأسبوع المنصرم تسليط الضوء على مثل هذه الكوارث، من خلال استضافة العقيد الركن مهندس علي بن سيف المقبالي - مساعد قائد خفر السواحل، الذي تحدث عن جهود الشرطة في تأمين المياه الإقليمية العمانية والحفاظ على سلامة مرتادي البحر.

ولعل أهم ما لفت انتباهي لحديث ضيف البرنامج، هو عدد حالات الغرق المسجلة خلال السنوات الثلاث المنصرمة، حيث تشير الإحصاءات أن العدد يتراوح بين 28 إلى 31 حالة غرق كل عام، وهذا بحد ذاته يعتبر رقما كبيرا وخسارة بشرية في فقدان تلك الأرواح من أبناء المجتمع، وحول الأسباب التي تؤدي إلى حدوث حالات الغرق في البحر والأودية والمستنقعات المائية، أشار ضيف الحلقة أن من أهم الأسباب المسجلة هو عدم إجادة بعض الأفراد لمهارة السباحة وكذلك قيام البعض بالسباحة في الأماكن التي يوجد بها تيارات بحرية قوية، إضافة إلى أن بعض الأفراد يمارسون السباحة في أوقات تكون الأمواج هائجة وذات مستويات عالية، كما أن حالات غرق الأطفال كان من مسبباتها عدم وجود مراقبة من أفراد العائلة أثناء قيام الأطفال بالسباحة. كذلك هناك بعض الأخطاء التي يرتكبها الصيادون في عرض البحر، مما يتسبب في وفاة البعض منهم أو تعرضهم لإصابات بالغة، ومن تلك الأسباب قيام بعض الصيادين بالصيد وركوب البحر في فترة الأنواء المناخية التي يكون فيها التحذير بتجنب عملية الصيد في مثل هذه الأوقات، كما أن بعض الصيادين لا يتوفر في قواربهم الأنوار الملاحية التي ينبغي تشغيلها أثناء الظلام وعند حدوث الأنواء المناخية، مما يتسبب في وقوع كثير من حوادث التصادم، أضف إلى أن البعض منهم لا توجد لديه معرفة حول قانون المناورة في حالة حدوث مواجهة بين قاربين وجه لوجه التي يتطلب حسب هذه القاعدة أن يأخذ كل قارب جهة اليمين لمنع وقوع حالة التصادم وحول عدد الحالات المسجلة لفقدان قوارب الصيد في عرض البحر، أفاد ضيف العين الساهرة أن عمليات البحث والإنقاذ التي نفذها خفر السواحل عام 2017م بلغت 243 حالة فقدان، وهذا أيضا يعتبر رقما كبيرا جدا.

إن رسالتنا التوعوية في مقال هذا اليوم، والتي نحاول أن نتعاون جميعا مع جهود خفر السواحل في توعية المجتمع، للحد من حوادث الغرق التي يتطلب فيها اتباع قواعد وإجراءات السلامة، من خلال السباحة في الأماكن الآمنة التي يتوفر فيها المنقذ، وعدم ترك الأطفال يسبحون أو يلعبون عند الشواطئ والبرك من دون مراقبة، وضرورة ارتداء السترة الخاصة بالسباحة لمن يعشقون هواية السباحة، ومن الأفضل ألا يقوم الفرد بالسباحة لوحده، أما أهم النصائح للتقليل من حوادث الفقدان في البحر، حيث يتطلب من صاحب القارب أن يعمل صيانة دورية لقاربه وللمحركات، والتحقق من صلاحية البطارية والأنوار الملاحية، ومتابعة النشرات الجوية التي تبثها الجهات المختصة، وأخيرا عدم المجازفة في ركوب البحر أثناء هطول الأمطار والأنواء المناخية.