ما هو الاستحقاق حقا؟

10 أبريل 2022
10 أبريل 2022

الاستحقاق مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأهداف الحياتية والخطط الشخصية بما فيها الخطط المالية، فهو البداية وهو الشعلة التي تبدأ بها الرؤى والأهداف، ذلك أن الاستحقاق هو ببساطة القيمة الذاتية للفرد، لذا هو مرتبط بحب الذات وبالصورة الذاتية، بمعنى كيف أرى نفسي، هل أشعر بقيمتي أمام الآخرين، والمهم من ذلك صورتي أمام نفسي، عندما أنظر لنفسي في المرآة، أو خلال حديثي الداخلي مع نفسي، هل هو حديث محب أو حديث قاس معنف ومؤنب على الدوام.

إذا كان استحقاقي عالٍ، ستكون طموحاتي عالية أيضًا، وسأتجرأ على الحلم، الاستحقاق العالي أيضًا يجعلني أبرز بشكل واضح في أي تجمع، فهو يعمل لي قيمة أمام الآخرين، الذين يحسبون لي ألف حساب كشخص بغض النظر عن وضعي المالي أو الاجتماعي، حيث سيحاسب من حولي قبل أن يتفوه بكلمة أمامي.

بالتالي خذ هذه الصورة واقلبها في حال كان استحقاقي متدنٍ، أنا حتى لن أجرؤ على أن أطمح لأهداف أعلى، ومستوى حياة أفضل مما أنا فيه، وعلى الصعيد الشخصي سأصبح مداسًا للآخرين؛ ذلك لأنني لم أضع حدودًا بيني وبينهم، مما سيجعلهم يتجرؤون علي، ويسلبون حقوقي على مسمع ومرئ مني، لا لشيء، سوى لأنهم مستصغريني نتيجة استصغاري لنفسي، وتقليلي من شأنها.

مشكلة الاستحقاق أنه ينشأ في اللاوعي، بمعنى أننا لا نعي أن لدينا استحقاق متدنٍ، لكن السلوكيات التي أقوم بها هي التي تعكس الاستحقاق الذي أتمتع به بدءًا من المظهر العام، إذ تجد أن البعض رغم وضعه المادي الذي يؤهله للاهتمام بهندامه تجده بملابس متسخة، وأسنان صفراء، تجد سيارته في مظهر يرثى له، وبيته يعج بالفوضى والأثاث المتهالك، في المؤسسة سيقبل بأي مهام وظيفية تسند له، ولن يتجرأ أن يحلم بمسمى وظيفي أعلى، أصدقاؤه إما من نفس مستواه أو أدنى من حيث المستوى الاجتماعي والمادي.

الاستحقاق كما ترى هو منشأ كل الطموحات والنجاحات، فلا طموح يمكن أن يتحقق بدون استحقاق عالٍ يجعلك تشعر أنك (تستأهل).