ما أهمية أن يكون لك اسم؟

03 ديسمبر 2021
نوافذ
03 ديسمبر 2021

تأتي معرفة الآخرين بنا، ليس من خلال شخوصنا المادية الماثلة أمامهم، بل من خلال أسمائنا، فأنت باسمك، وليس بشخصك، ولذلك يظل الاسم عملة صعبة على جميع المستويات، ولم يعد من اليسير اليوم، كما كان في السابق، أن تحل على أي وسط دون أن يكون لك اسم، وحتى صورتك النضرة، وهيأتك البهية، لن تكونا كافيتين للتعريف بك، حيث يبقى السؤال عنك من خلال اسمك، وكما هو المثل: «الكتاب يقرأ من عنوانه» وعنوانك أنت وكل الحاضرين من حولك هو اسمك الذي يجب أن تعتز به، وأن تجله، وأن تعتني به العناية المباركة، ولذلك يكثر الحديث عن أهمية الاعتناء باسم الولد، بغض النظر عن النوع، لماذا؟ لأنه سوف يحمل اسم (أبيه/ أبيها) وقد تكبر الأهمية إلى حمل اسم العائلة، فهذا التصنيف لم يأت من فراغ، بقدر ما يعكس أهمية أن يكون لك اسم.

حتى عهد قريب ظل اختيار اسم المولود، لا يحظى بذلك الاهتمام، فأي اسم يحضر ساعة الميلاد، يلصق بهذا الطفل/ الطفلة، ويظل كذلك إلى آخر العمر، ومن النادر جدا أن يتم تغيير الاسم، حتى تخيم القناعة على هذا الفرد الذي يحمل اسمه، حتى ولو كان هذا الاسم فيه شيء من الإحراج، الذي قد يسبب معاناة نفسية لصاحبه، فصاحبه يتمسك به، وقد يرد عليك عندما تسأله عن صعوبة المعنى الذي يحمله الاسم، أن هذا الاسم من اختيار الوالد، وأنا مقتنع به، خاصة إذا كان الجد هو من اختار الاسم، فعند كثير من العائلات، يرشح الجد لاختيار أسماء الأحفاد من النوعين، ومعنى ذلك أن بعد اختيار الجد للاسم، لن يكون هناك نقاش، حيث يلتزم الجميع الصمت، والاستسلام، وإن حدثت هناك وسوسة بأن الاسم لا يتناسب والعصر الذي يعيشونه، وقد سمعت من أحد أفراد المقيمين أن النظام عندهم لاختيار اسم المولود، أن تجتمع العائلة كاملة ليتفق على اسم المولود، فحتى الوالدين ليس لهم الحق في أن يسموا وليدهم.

هل نمتحن في أسمائنا؟ أقولها بكل وضوح، نعم، فبعض الأسماء محرجة على درجة كبيرة لحاملها، وكم يجد الحرج الشديد بين الحضور باسمه، وخاصة عندما يحتمل الاسم أن يكون للذكر، أو يكون للأنثى، فحقا، بعض الأسماء مؤذية، وبعضها يبعث على السعادة والفخر، بعضها خفيفة، وبعضها ثقيلة، وقد كان كبار السن حتى عهد قريب ينظرون على من تتوالى عليه الأمراض من الأطفال أن ذلك سببه الاسم الذي يحمله، وقد عايشت مواقف في عمري الصغير، غيرت فيها أسماء بعض الأطفال؛ لأنهم وقعوا في مصيدة الأمراض على فترات متتالية، فكان التخمين أو تفسير ذلك هو أن الاسم الذي يحلمه هذا الفرد غير مناسب له.

استحدث اليوم، وعلى نطاق واسع، إضافة «ال» التعريف على الأسماء، سواء هذا الاسم يحتمل «ال»التعريف أو لا يحتمل، حيث تظل بعض الأسماء ثقيلة بـ«ال» التعريف، ولكن لأن الموضة السارية الآن على هذا النهج، فأغلب الناس اليوم يضيفون «ال» التعريف على أسماء أطفالهم، وشخصيا لا أرى أن إضافة «ال» سيضيف معنى مقدرا للفرد سواء اليوم في حاضره، وهو طفل، أو في الغد عندما يكبر، سوى زيادة عبء الاسم المحمل بـ«ال» التعريف، وبالتالي فما أهمية أن يكون الاسم معرفا؟