قانون الجذب مرة أخرى
كثير منا سمع عن قانون الجذب، والكثيرون أيضا شككوا في وجوده من الأساس، لكن شئنا أم أبينا هناك قوانين وسنن كونية نخضع لها جميعا، علمنا بها أم جهلنا، فهذه القوانين تسير الكون من حولنا، بما فيها حياتنا، وأنظمة أجسادنا المختلفة التي تعمل ليل نهار طوال حياتنا لإبقائنا على قيد الحياة، ولتسيير حياتنا بالشكل الذي نختار، نعم نختار، رغم أن القلة منا تتحمل مسؤولية الأحداث التي تعيشها، والنتائج التي وصلت لها وحققتها، لكن الأبحاث تشير إلى جهاز جميل ورائع في أدمغتنا يسمى بالجهاز التشخيصي الشبكي «والذي هو جزء من المراكز العليا للدماغ، وهو مركز الانتباه والتحفيز ونشاطه مهم للحفاظ على الوعي واليقظة، وهذا الجهاز الجميل هو ملتقى الأفكار والمشاعر الداخلية مع المؤثرات الخارجية».
تستقبل أدمغتنا ما يقارب ٤٠٠ مليون معلومة في الثانية لكن فقط ٢٠٠٠ جزيئية يتم معالجتها، البقية يتم معالجتها بدون وعي منا، تخيل لو أنك مضطر للانتباه لهذا الكم من المعلومات ما الذي سيحدث لك، لكن من رحمة رب العالمين بنا أن الـ٩٩.٩٩٩٩ بالمائة من هذه المعلومات يتم معالجتها في غياب الوعي، حتى يتسنى للوعي أن يعالج المعلومات المهمة بالنسبة لنا في كل ثانية.
ولكن كيف يعرف العقل المعلومات المهمة من عدمها؟ نحن من نعطيه هذه التعليمات من خلال التفكير فيها والتركيز عليها طوال الوقت، حتى تصبح سلوكا ذهنيا فنصبح ما نفكر فيه ببساطة، ذلك أن الجهاز التشخيصي الشبكي الذي يعمل همزة وصل بين الوعي واللاوعي، أو بالأحرى فلتر، ينقل المعلومات من الوعي إلى اللاوعي في غفلة منك، يقوم بعدها عقلك بإرسال التعليمات إلى جسمك الذي يقوم بتنفيذها حرفيا، والأخطر من ذلك أنه يقوم بمسح البيئة من حولك بحثا عن معلومات تتوافق مع معتقداتك أو الأشياء المألوفة لديك.
ذهنك ببساطة مزود بنظام ملاحة متناهي الدقة سينقلك حيث تريد، وما تريد ببساطة هو ما تركز عليه على الدوام، وهكذا فإن الله عند ظن عبده به، آمنت بأنك لا تستطيع فأنت لن تستطيع، وإن آمنت أن الحياة يسر، وأن باستطاعتك الوصول لأهدافك كما وصل غيرك حتما ستصل، القرار لك ببساطة.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
