سيستغرق مني وقتا

05 فبراير 2023
05 فبراير 2023

كثير ممن حولنا لم يتسنَ له إكمال دراسته لأي سبب من الأسباب، وهم في مراحل عمرية مختلفة، عندما يتدارك الواحد منهم هذا، أو إذا ما نصحته بأن يطور من نفسه يكون الرد دائمًا أن التأهيل الدراسي والمهني يتطلب وقتا، وكأنه لم يتطلب وقتا منا، وكأنه لو كان قد أكمل دراسته حينها لن يتطلب منه ذلك وقتا.

الأشخاص من حولي ممن نصحتهم بالدراسة، أو فكروا هم أنفسهم بها في مرحلة ما من حياتهم، لم يمضوا فيها بحجة أنها ستأخذ وقتا، اليوم مرت عقود على ذلك العذر، وهم في المكان نفس لم يتغير شيء في حياتهم، أي أن الوقت مر سواء درست أم لم تدرس، على أقل تقدير كان سيمضي وأنت تتقدم معه، ولكنت -إن كنت منهم اليوم- تحمل ليس شهادة واحدة وإنما شهادات، ولكنت وصلت إلى المستوى المهني الذي تغبط غيرك عليه اليوم.

فكر فيها بعد أربع سنوات من الآن ستمر هذه السنوات الأربع، سواء أنجزت فيها أم لا، سواء تقدمت فيها أم بقيت على حالك، فلما لا تجعلها تمضي بك في سيل رقيك، وتطورك المهني والشخصي، عوضا عن أن تمضي بك وأنت مكانك سر، تتحسر على الفرص التي ضاعت منك، وتغبط من حولك على ما وصلوا له، هم أيضا تطلب منهم الوصول وقتا، لكن الوقت ليس هو كل ما يتطلبه التقدم، نحتاج أن نتخذ خطوات باتجاه ما نطمح إليه.

دائما ما أمارس هذه الحيلة على نفسي عندما أشعر بالتكاسل، بأن أطرح على نفسي هذا السؤال: لو لم استغل وقتي في هذا العمل، ما الذي سأفعله؟!، مثال: لو لم أمارس الرياضة خلال نصف الساعة القادمة ما الذي سأفعله بهذا الوقت، بعض الأحيان يكون الجواب: لا شيء سوى تصفح شبكات التواصل الاجتماعي، مجرد هذه الفكرة تمنحني دفعة من النشاط تجعلني أترك ما بيدي وانهض لعمل الرياضة أو أي نشاط آخر كنت أتكاسل عنه.

كنا دائما في شبابنا ما نسمع بأن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، لم نستوعب هذا المثل إلى مع تقدم العمر بنا.