حديثو النعمة أو الأغنياء الجدد
محدث نعم أو حديث النعمة أو الأغنياء الجدد مصطلحات تصف شخص جاء من خلفية اجتماعية متوسطة أو فقيرة في الأصل ثم أصبح ثريا، ويقع تحت هذه الفئة رواد الأعمال، والمشاهير، وفي الغالب إن هذا الثراء المالي لم يقابله ثراء ثقافي واجتماعي، ولهذا ارتبط المصطلح بالازدراء والتحقير، حيث سيبذل محدث النعم جهودا جبارة لإظهار ثرائه من خلال السيارات الفارهة، والماركات العالمية، وأسلوب الحياة الباذخ، ويقطنون البيوت الكبيرة، أو بالأحرى (يرتدون أموالهم) حتى لا تخطئهم العين، وهم يفعلون ذلك للانتقام من أيام الفقر الذي كما يقال يترك ندوبا، أما الأثرياء فهم في الغالب توارثوا ثرواتهم جيلا بعد جيل بما في ذلك الحياة الأرستقراطية، ويختلف الأثرياء عن حديثي النعمة في كثير من الجوانب أهمها، أسلوب الصرف، فالأثرياء حريصون على عدم تبديد ثرواتهم، فهم يدخرون ويستثمرون أموالهم حتى يتركونها للأجيال القادمة تتوارثها جيلا بعد جيل، أما حديثو النعمة فإنهم يصرفون ببذخ سواء على أنفسهم أو على التبرعات، وتجدهم دائمي الحديث عن المال، في حين من النادر أن تجد الأثرياء يتحدثون عن المال، حتى أنهم لا يظهرون في الإعلام كثيرا، عكس حديثي النعمة الذين قد يدفعون من أجل أن يظهروا على واجهة المجلات.
وتجد ذلك حتى في مناسباتهم، ففي حين يفضل الأثرياء خصوصية البيت، وعمل حفلات خاصة في منازلهم يدعون لها المقربين، تجد حديثي النعمة ينتقلون من مطعم إلى آخر، يودون تجربة كل شيء، حتى لا يفوتهم شيء، وهم بالأحرى سيحرصون على التصوير ووضعه على شبكات التواصل الاجتماعي.
ولكون الأثرياء حريصون على بقاء أموالهم ليتوارثوها جيلا بعد جيل، فهم حريصون على عدم تبذيرها حتى ولو كان على وجوه الصدقة، في حين أن حديثي النعمة فإنهم معطاؤون بدرجة كبيرة، لعل السبب في ذلك أنهم ذاقوا ضيم الفقر، بالتالي يحاولون التخفيف عن غيرهم.
أيا كانت الاختلافات فإن ما يهمنا في هذا المجال أن نتعلم كيف نحافظ على هذه الثروات إن كنا قد كسبناها من خلال جهودنا الذاتية، ونحرص على أن نبقيها للأجيال القادمة، فهذا هو ببساطة مفهوم الاستخلاف، دون أن ننسى جزئية العطاء بحكمة واعتدال.
حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية
