المال وجد لينفق... الإنفاق ليس عيبا

15 مايو 2022
15 مايو 2022

المال وجد لينفق على الضرورات إلى جانب مباهج الحياة المختلفة، المهم أن ننفق بوعي، ولا نستخدم المال كوسيلة لطرد الملل، والتباهي أمام الآخرين، أو أي رغبات أخرى يميل أغلبنا للجوء للمال لسدها، وليس بالضرورة أيضا أن يكون جل إنفاقنا على الضرورات، فالرفاهية مهمة جدا، وهي وظيفة أساسية من وظائف المال على أن تكون في حدود الدخل لا تتجاوزه، كل منا لديه متعة خاصة لا يمانع في إنفاق جزء كبيرة من دخله عليها، يتعلق بعضها بالهوايات والبعض الآخر بقيم الفرد وأولوياته، أحيانا تجد شخص ممن حولك يصرف مبالغ تراها أنت كبيرة على أمور قد لا تشكل لك أهمية، لكن فيها تكمن متعته.

ربما من أكثر الأمور التي تستهلك جزء كبيرا من الميزانية الشهرية لدى البعض الأكل في المطاعم ومع الكم الهائل من هذه المطاعم التي تظهر بشكل مستمر و مواقع التوصيل أصبح الإنفاق على الطعام غاية في السهولة، بالنسبة للكثيرين ممن لا يملكون وسائل رفاهية أخرى، هذه قد تكون وسيلتهم الوحيدة في الترفيه عن ذواتهم، والتواصل مع الآخرين.

فهذا شخص ليس لديه هوايات أخرى، مصروفاته محدودة فهو لا يسافر كثيرا وليس لديه عادة تستنزف دخله، لذا هو لا يرى بأسا من وضع جزء من دخله في هذه المتعة، خاصة مع التخطيط الواعي، فتناول وجبة أو وجبتين في الأسبوع لن تفقره، وهي حتما مصدر بهجة له ولمن حوله ربما.

والطعام ليس هو المصدر الوحيد لهذه البهجة، إذ هي تختلف باختلاف الفرد البعض ينفق على المظهر العام، والبعض على السفر، والبعض الآخر على الهويات، وهناك من ينفق على ديكورات البيت وزينته، كونه يقضي جل وقته فيه، وهو بهذا يريد أن يحيط نفسه بأجواء جميلة مريحة يعود لها بعد يوم طويل من الإرهاق في العمل.

المهم أن لا يصرف المرء أكثر من دخله، ولا يضطر للاستدانة لتمويل هذه الرغبات، ولا تطغى رغباته هذه على الحاجيات الضرورية لمن يعيل، أكتب هذا لأن الكثيرون يشعرون بالذنب عند الإنفاق على متعهم، والبعض قد ينسى هذا البند كلية في ظل المسؤوليات، وخطط الادخار والديون التي تثقل كاهله، ويميل البعض لتأجيل هذه المتع الصغيرة على أمل أن تنتهي الالتزامات، لكن عندما تنتهي التزاماتك لن يعود لهذه الأشياء ذات النكهة، وأطفالك لن يكونوا حولك للاستمتاع بها معك، وخلق ذكريات جميلة معهم.