العبء المالي لفنجان القهوة

12 ديسمبر 2022
12 ديسمبر 2022

شهدت أسعار القهوة ارتفاعا كبيرا في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ ارتفع سعر القهوة في الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل 38%، في حين ارتفع سعرها بمعدل 9% في الربع الأول من هذا العام في المملكة المتحدة، وفقا لموقع (ماشد) ومن المتوقع أن تستمر الأسعار في الارتفاع، لعدة عوامل منها الجفاف الناتج عن التغير المناخي في الدول المنتجة للقهوة مثل البرازيل، وتأثر قطاع نقل البضائع إثر جائحة كورونا التي هزت اقتصاديات الدول بشكل عام، خاصة استمرار فترة الإغلاق في الصين لفترة طويلة، ناهيك عن التضخم بشكل عام الذي نال كثيرا من البضائع.

في ذات الوقت ارتفع استهلاك القهوة بشكل كبير، ووصلت صرعة القهوة الغربية إلى بلادنا، من خلال مقاهي تقديم القهوة العالمية، التي أصبحت القهوة تقدم فيها بنكهات، وإضافات عدة، مع زيادة في حجم الأكواب التي تقدم فيها القهوة، مما زاد من تكلفتها بشكل كبير، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تروج لنا صور شباب يمسكون كوب القهوة، والابتسامات تعلو وجوههم، أو وهم يركضون إلى أعمالهم في عجلة من أمرهم، ثم يمرون بأحد هذه المحلات التي تقدم لهم فنجان القهوة اللذيذ والساخن في لحظات، وبالطبع فحين تمر بهذه الأماكن لتشتري فنجان قهوتك، أنت لن تكتفي بالقهوة، سيرافقها حتما زجاجة ماء أو حبة كرواسون.

هذا البند الذي قد يبدو صغيرا أصبح يشكل نسبة لا بأس بها من دخل الشباب، أحدهم أخبرني بأنه ينفق ما يزيد على 240 ريالا عمانيا على القهوة شهريا، وهو مبلغ يزيد قليلا فقط عن المبالغ التي شاركني بها البعض، بعد أن أصبحت القهوة عادة يومية ترافق المذاكرة أو العمل في المقاهي الذي بات نسبة كبيرة من الشباب تنتهجه، الغريب أن البعض حتى لا يحب القهوة، لكنه يشتريها لأنها أصبحت (صرعة) عند أبناء جيله، مشكلة عبئا ماليا على دخله أو حتى مصروفه الشهري إذا كان ما زال على مقاعد الدراسة.

لذا من المجدي أن تشتري لنفسك آلة إعداد القهوة، وتعدها في البيت، والأفضل من ذلك أن تبقي على القهوة العربية فهي أقل تكلفة من القهوة العالمية مع ما تحمله من إضافات، حتى لو قللت عدد المرات التي تتناول فيها القهوة بالخارج ستفاجأ بحجم التوفير الذي حققته.

أحيانا كل ما نحتاجه هو خطوات صغيرة لا أكثر.