أداء :هل يخطف الذكاء الاصطناعي وظيفتي؟!

29 مارس 2023
29 مارس 2023

[email protected]

جنى العالم ثمار الثورة الصناعية الرابعة إبّان جائحة كورونا التي هزت البشرية أواخر عام 2019 مرورا بعام 2020 وحتى تراجع وطأتها في عام 2021 إذ أثبتت تقنيات هذه الثورة قدرتها على مساعدة الإنسان أثناء أحلك أزمة يمر بها في القرن الحادي والعشرين لاستعادة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى، وتتميز هذا الثورة باختراق التكنولوجيا الناشئة بما في ذلك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والحوسبة الكمومية، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة، وقدرتها على تحقيق الازدهار العالمي، إلا أن تقنية الذكاء الاصطناعي بإمكانياتها المذهلة باتت تثير القلق من فقدان الملايين لوظائفهم نظرا لما تتمتع به من قدرات هائلة على كتابة نصوص تحاكي ما كتبه عمالقة الأدب والعلماء في مختلف المجالات، إضافة إلى تمكنها من كتابة أوراق بحثية ومقالات صحفية، وإنتاج صور توضيحية مذهلة بناء على أوصاف قصيرة، إضافة إلى إمكانية الذكاء الاصطناعي الحلول محل موظف خدمة الزبائن وقدرته على إدارة العديد من المهام في قطاعي المال والتأمين والطب والمحاماة نظرا لسرعته في التعامل مع مليارات البيانات وإعطاء التحليل بدقة وسرعة أكبر وبجهد أقل، ولا يتوقف الأمر هنا بل يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة تأليف موسيقى، كما تمكن الذكاء الاصطناعي مؤخرا من تقليد الأصوات إذ كل ما يحتاجه المرء هما دقيقتان من تسجيل صوت أي شخص ويمكنك بعدها جعل الأمر يبدو كما لو أنه قال أي شيء وإنشاء الرسائل المزيفة المقنعة، وغيره مما لم نستطع سبر أغواره للإمكانيات الهائلة للذكاء الاصطناعي، وقد أثارت هذه الإمكانيات جدلا واسعا حول حلول هذه التقنية كبديل للموظف، ولا تزال تقنية الذكاء الاصطناعي مجالا خصبا لحديث العالم ومدى قدرتها على محاكاة سلوك البشر والذكاء البشري.

وقد حذرت دراسة علمية جديدة أجرتها جامعة بنسلفانيا الأمريكية من أن نظام الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» سيؤثر على عدد هائل من الموظفين والقوى العاملة، وهي تقنية تم طرحها للاستخدام المجاني في نوفمبر الماضي، بواسطة شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، وهو عبارة عن روبوت أو برنامج ذكاء صناعي، يستطيع إجراء محادثات والإجابة عما يُطرح عليه من أسئلة بشكل تفصيلي ودقيق، ويمكنه كتابة أغانٍ وموضوعات صحفية كاملة اعتمادا على ما يقدمه المستخدم من مدخلات.

إلا أن العديد من الخبراء في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة قللوا من هذا الذعر، كون أن مثل هذه السيناريوهات لم تحدث مع حلول تكنولوجيا جديدة محل وظائف كانت سائدة عند بداية استخدام محرك البخار والحواسب الآلية، ولا تزال الشركات حتى الآن لم تدرج الذكاء الاصطناعي بديلا لعملياتها وأنشطتها، ومن المستبعد شطب وظائف واسعة النطاق بسبب أنظمة الذكاء الاصطناعي ومن المفيد تعلم كيفية عمل هذه التكنولوجيا الجديدة، ويبقى العالم يترقب اتجاهات بوصلة الذكاء الاصطناعي التي ربما تلقي بظلالها على وظائف ستكون في يوم من الأيام من الماضي.