أداء :حينما تعطس البنوك يصاب العالم بالزكام!

22 مارس 2023
22 مارس 2023

[email protected]

تزداد المخاوف من وصول العالم إلى عتبة أزمة اقتصادية عالمية جديدة بعد الإعلان عن انهيار 3 بنوك أمريكية: «سيلكون فالي» و«سيغنتشر» و«سيلفر جيت»، فيما يعد أكبر إفلاس بنكي يحدث منذ الأزمة الاقتصادية عام 2008، وتلاه دخول بنك «كريدي سويس» السويسري على الخط قبل أن يستحوذ عليه بنك «يو بي إس» ورغم التطمينات من مخاوف أزمة مصرفية إلا أن البنوك حينما تعطس يصاب العالم بالزكام، فقد خفض جولدمان ساكس توقعاته للعقود الآجلة لخام برنت متوقعا أن يبلغ متوسط سعر برنت 94 دولارا للبرميل في الأشهر الاثنتي عشرة المقبلة و97 دولارا للبرميل في النصف الثاني من عام 2024 وهو انخفاض من 100 دولار للبرميل سابقا، على الرغم من وفرة الطلب الصيني مما جعل تقديرات المخاطر أكثر غموضاً نتيجة عدم وضوح معالم أزمة البنوك الأمريكية، إذ تسببت الاضطرابات الأخيرة في أسواق المال، بمعضلة لدى محافظي البنوك المركزية بين المضي قدما في جهود خفض التكاليف المرتفعة جدا والعمل على عدم تفاقم الاضطرابات بعد أن أدى التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا إلى ارتفاع التضخم، وشرعت البنوك المركزية في حملة غير مسبوقة من إجراءات التشديد النقدي، ورفع أسعار الفائدة.

إن إدارة المخاطر في البنوك المركزية تختلف من دولة إلى أخرى اختلافا كبيرا لكن مع انهيار المصارف الأمريكية الثلاثة من غير المعلوم إلى أين انتقل هذا الخطر إذ لا يزال الأمر يكتنفه الغموض فقد فشل المستثمرون في تقدير مدى التغير في القطاع منذ انهيار بنك ليمان براذرز في عام 2008، والسمعة هي معيار الثقة في القطاع المصرفي العالمي وليس الأمر متعلقا بالأرقام فقط.

ومع التوقعات باستمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع سعر الفائدة رغم سلبيتها في وتيرة النمو العالمي والتباطؤ الاقتصادي الذي يسبق عادة مرحلة الركود، إلا أن مثل هذا الحل سلاح ذو حدين بين السيطرة على التضخم وتراجع الإقراض بسبب الفائدة العالية التي أثرت على القطاع المصرفي عموما وكانت إحدى نتائجها انهيار بنك «سيلكون فالي» الأمريكي، وتبقى «الصحة المصرفية» أولوية للحيلولة دون الدخول في نفق مظلم آخر كتلك التي عاشها العالم في عام 2008، إضافة إلى استعادة ثقة المودعين الذين هم بمثابة العمود الفقري للنظام المالي.