الاقتصادية

عواصم العالم تنتفض بسبب فرض قيود أمريكية على واردات الصلب

02 مارس 2018
02 مارس 2018

الاتحاد الأوروبي يعد برد حازم و وول ستريت تهوي -

عواصم (وكالات) أعربت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريس عن عدم تفهمها لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض قيود جمركية على واردات الصلب والألومنيوم. وقالت تسيبريس أمس في برلين: «إمكانية إضرار واردات الصلب الأوروبية أو حتى الألمانية بالأمن القومي للولايات المتحدة أمر غير مفهوم مطلقا... شخص يتحدث كثيرا عن التجارة العادلة، مثل الرئيس ترامب، لا ينبغي له اتخاذ إجراءات غير عادلة».

وذكرت تسيبريس أن الفرض الشامل للجمارك على هذه الواردات سيتسبب في «اضطرابات في التجارة الدولية»، وقالت: «إذا نفذ ترامب ما أعلنه، فسيتعين على أوروبا الرد».

وكان رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أعلن أمس الأول أن الاتحاد سيرد «بقوة وبدرجة مناسبة» على القيود الجمركية التي تعتزم الولايات المتحدة فرضها على وارداتها من الصلب والألومنيوم، مضيفا أن المفوضية الأوروبية ستعلن عن هذه الإجراءات خلال الأيام المقبلة.

كما طالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل برد حاسم من جانب الاتحاد الأوروبي على القيود الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم.

وقال جابريل في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية وصحيفة «فيلت» الألمانية الصادرة أمس الجمعة: «لا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك في واشنطن». وذكر جابريل أن الشركات الألمانية والأوروبية لا تمارس سياسات إغراق.

وذكر جابريل أنه يتابع هذا التطور بـ(قلق بالغ)، وقال: «مثل هذه الضربة الأمريكية الموجهة لكافة أنحاء العالم ستضر بصادراتنا وفرص العمل بأقصى درجة»، موضحا أن الخطر يهدد الآن الآلاف من فرص العمل في أوروبا، مضيفا أن تبرير الولايات المتحدة لقرارها بمصالح الأمن القومي «أمر غير مفهوم على الإطلاق خاصة تجاه شركاء الاتحاد الأوروبي والناتو».

وقال جابريل: «هذا الخلاف المهدد للغاية في السياسة التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا ليس في مصلحة أوروبا أو الولايات المتحدة»، موضحا أنه عندما يختلف طرفان فإن المستفيد يكون طرفا ثالثا، وقال: «لذلك آمل أن يعيد الرئيس ترامب النظر في إعلانه. يتعين علينا بذل كافة الجهود لتجنب نزاع تجاري دولي».

كما أعربت أوساط اقتصادية ألمانية عن قلقها إزاء عواقب القيود الجمركية الجديدة للولايات المتحدة على التجارة العالمية.

وقال المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية مارتن فانسليبن أمس في برلين إن هناك خطرا من أن تتبع دول أخرى نفس النهج وأن يضر ذلك بنظام التجارة العالمية بأكمله. وأضاف فانسليبن: «من الواضح بالطبع أن الجمارك ستصعب الدخول إلى سوق الولايات المتحدة وستؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار لدى المستهلك الأمريكي... الاقتصاد الألماني المدوّل للغاية معتمد على الأسواق المفتوحة وعلى نظام فعال للتجارة الدولية».

وفي بكين انتقدت الصين الولايات المتحدة، أمس بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألومنيوم، حيث

كان ترامب أعلن أمس الأول خططا لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 % على جميع واردات الصلب و10 % على أصناف كثيرة من واردات الألومنيوم في محاولة لحماية الصناعة في الولايات المتحدة. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين: «إذا حذت جميع الدول حذو الولايات المتحدة، فإن هذا سيترتب عليه عواقب وخيمة على التجارة الدولية دون شك». ولم تعلن الصين، التي يمثل نصيبها حوالي 2 % من واردات الصلب الأمريكية، عن أي إجراءات لمواجهة هذه الخطوة، ودعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس في استخدام إجراءات الحمائية التجارية والالتزام بقواعد التجارة الدولية.

وأضافت المتحدثة أنه يتعين على الولايات المتحدة التركيز على تقديم «إسهامات إيجابية» للتجارة العالمية.

وفي برلين طالب وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل برد حاسم من جانب الاتحاد الأوروبي على القيود الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم.

وفي طوكيو حذرت مجموعة تويوتا لصناعة السيارات من «الأثر السلبي» للضرائب الباهظة التي يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على واردات الفولاذ والألومنيوم، مؤكدة أن هذه الرسوم ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أسعار السيارات في السوق الأمريكية.

وقالت تويوتا في بيان أن «أكثر من 90 % من الفولاذ والألومنيوم اللذين نشتريهما (للسوق الأمريكية) يأتي من الولايات المتحدة نفسها».

وأضافت «لكن قرار الحكومة فرض ضرائب كبيرة على الفولاذ والألومنيوم سيكون له أثر سلبي على مصنعي السيارات والموردين والمستهلكين لأنها ستزيد بقوة الاكلاف وبالتالي أسعار السيارات والشاحنات المباعة في الولايات المتحدة».

وفي العام 2017 باعت تويوتا أكثر من 2.4 مليون سيارة في الولايات المتحدة التي تعتبر السوق الأولى للمجموعة اليابانية.

وكان ترامب قد تعهد بالتصديق على هذه الرسوم الأسبوع المقبل.

وسارع رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر إلى الرد على ترامب بالقول ان الاتحاد الأوروبي «سيرد بقوة وفي شكل متكافئ دفاعا عن مصالحه».

وقال يونكر في بيان «نأسف بشدة» للقرار الأمريكي، مضيفا ان المفوضية ستقدم «في الأيام المقبلة اقتراحا بإجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة تنسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية لإعادة التوازن إلى الوضع».

واعتبر رئيس المفوضية الأوروبية ان الخطوة الأمريكية هي «إجراء صارخ لحماية الصناعة» الوطنية في الولايات المتحدة لكنها «لا تستند الى تبرير مرتبط بالأمن القومي»، مضيفا «بدلا من تقديم حل، فان هذا القرار سيفاقم الأمور. لن نبقى مكتوفي الأيدي في وقت تتعرض فيه صناعتنا لإجراءات ظالمة».

وفي البيان نفسه، أسفت المفوضة الأوروبية للتجارة سيسيليا مالستروم للإجراءات الأمريكية «التي سيكون لها تأثير سلبي على العلاقات بين ضفتي الأطلسي وعلى الأسواق العالمية».

وأكدت أن هذه التدابير «ستزيد الأكلاف وستقلص خيار المستهلكين الأمريكيين للفولاذ والألومينيوم، وهذا يشمل الصناعات التي تستورد هذه السلع».

وأضافت أن «الاتحاد الأوروبي سيبدأ في أسرع وقت مشاورات حول تسوية الخلافات مع الولايات المتحدة في جنيف»، موضحة أن «المفوضية ستراقب تطور الأسواق وستقترح إذا كان ذلك ضروريا إجراءات حماية تنسجم مع منظمة التجارة العالمية بهدف الحفاظ على استقرار سوق الاتحاد الأوروبي».

بدوره، نبه وزير التجارة الدولية الكندي فرنسوا-فيليب شامبان إلى أن أي رسم جمركي محتمل تفرضه الولايات المتحدة على الصادرات الكندية من الفولاذ والألومينيوم سيكون «مرفوضا».

وقال اتحاد مصنعي الصلب الأوروبيين (يوروفير) إن تعرفة موحدة بنسبة 25 بالمائة على واردات الصلب تعني أن الولايات المتحدة اختارت مجابهة تجارية، بدلا من حصة على الواردات كان يمكن أن تسمح للحلفاء بالحفاظ على وجودهم في السوق الأمريكي.

وقال اكسيل إيجرت مدير عام يوروفير «صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب إلى الولايات المتحدة والتي بلغت 5 ملايين طن في 2017، ستنخفض بين ليلة وضحاها بنسبة حادة تصل إلى حوالي 50 بالمائة أو أكثر».

وأشاد بإعلان المفوضية الأوروبية عن إجراءات مناسبة وسريعة.

وقال إيجرت «يجب على الاتحاد الأوروبي ألا يسمح للانتعاش المعتدل لصناعتنا على مدى العام الماضي بأن يجري تدميره الآن بواسطة الحليف السياسي الأكثر أهمية للاتحاد الأوروبي».

وفي نيويورك سجل المؤشر ستاندرد آند بوزر للأسهم الأمريكية خسارة تزيد على 1 بالمائة أمس الأول لثالث جلسة على التوالي بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستفرض تعرفات جمركية على واردات الصلب والألمنيوم.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 420.22 نقطة، أو 1.68 بالمائة، إلى 24608.98 نقطة في حين هبط المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 36.16 نقطة، أو 1.33 بالمائة ليغلق عند 2677.67 نقطة.

وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 92.45 نقطة، أو 1.27 بالمائة، إلى 7180.56 نقطة.