الاقتصادية

ترامب ينتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

21 أغسطس 2018
21 أغسطس 2018

واشنطن (أ ف ب) - وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأيام الأخيرة انتقادات عديدة إلى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الذي عينه قبل أشهر في هذا المنصب، واتهمه بأنه يعقد عمله عبر زيادة معدلات الفائدة. وكرر ترامب هذه الانتقادات أمس الاول في مقابلة مع وكالة رويترز رفض خلالها تأكيد تأييده لاستقلالية المؤسسة التي تقوم بمهام البنك المركزي، وهو موقف يمكن أن يثير قلق أسواق المال. وقال «لست سعيدا جدا بزيادة معدلات الفائدة، لا لست سعيدا بذلك».

وردا على سؤال عما إذا كان يؤيد استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، صرح ترامب «أؤمن باحتياطي فيدرالي يفعل ما هو مناسب للبلاد».

واتهم ترامب أيضا الاتحاد الأوروبي والصين بالتلاعب بعملتيهما مشيرا إلى أن بكين تضعف اليوان لتخفيف تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية.

وبعد هذه التصريحات سجل الدولار تراجعا أمس في آسيا.

وخلال عشاء لجمع أموال يوم الجمعة الماضي ، قال ترامب إنه كان يتوقع أن يكون باول رجلا «يحب المال غير المكلف»، ملمحا إلى أنه شعر بخيبة أمل من زيادة معدلات الفائدة، كما نقل مشاركون في الحفل في تصريحات نقلتها صحيفة «وول ستريت جورنال» ووكالة «بلومبرج نيوز».

وكان ترامب صرح قبل شهر تقريبا إنه «ليس سعيدا جدا» بقرار الاحتياطي الفدرالي رفع معدلات الفائدة.

وكان الاحتياطي الفيدرالي رفع مع تحسن الاقتصاد الأمريكي، معدل الفائدة الأساسي سبع مرات منذ ديسمبر 2015 بينها مرتان هذه السنة في عهد رئيسه الحالي جيروم باول. ويتوقع أن يرفع المعدلات مجددا مرتين في 2018. وأكد بأول في مقابلة إذاعية في منتصف يوليو أنه ليس مهتما بالضغط الذي يمارس عليه لتغيير سياسته. وقال: «لا نولي الاعتبارات السياسية أي اهتمام». وأضاف «لم يقل لي أحد في الإدارة شيئا يمكن أن يثير قلقي في هذا الشأن».

وكان ترامب عين في فبراير الماضي جيروم باول على رأس الاحتياطي الفدرالي بعدما رفض أن يبقى لولاية ثانية جانيت يلين التي انتقدته خلال حملته لانتخابات 2016. وقد اتهمها بالابقاء على معدلات فائدة منخفضة لدعم معارضيه. وعادة، لا يتناول السياسيون الأمريكيون سياسة الاحتياطي الفدرالي لأن ذلك يمكن أن يثير مخاوف من إخفاق المصرف المركزي في الحد من زيادة التضخم. لكن إدارة ترامب خارجة عن المألوف.

وقال كارل هيلينج لفرانس برس إن انتقادات ترامب للاحتياطي الفيدرالي «أثارت اهتماما كبيرا» لكنها لم تحرك فعليا أسواق الأسهم والسندات.

وأضاف «حتى الآن، لا يعتقد الناس أن ذلك سيغير سياسة الاحتياطي الفيدرالي، على الأقل في اجتماعه في سبتمبر» المقبل.

دولار قوي

لكن ديفيد جيلمور المحلل في مركز «فورين ايكستشنج اناليتيكس» يرى أن انتقادات ترامب «كانت بالتأكيد من العوامل المؤثرة» على أسواق الصرف. وأضاف «لكن لا أعتقد أن باول سيتأثر بذلك». وانخفض مؤشر سعر الدولار بشكل طفيف بعدما نشرت «وول ستريت جورنال» و«بلومبرج» مقاليهما، لكن التراجع أصبح أكبر مع نشر المقابلة التي أجرتها وكالة رويترز.

وأوضح باول أسباب السياسة التي يتبعها الاحتياطي الفدرالي منذ يونيو عندما دخل ارتفاع معدل الفائدة الأساسية حيز التنفيذ.

وقال: إن المعدلات تبقى منخفضة «لكننا نعتقد أن العودة إلى معدلات فائدة بمستوى عادي مع تحسن الاقتصاد هي أفضل طريقة يستطيع من خلالها الاحتياطي الفدرالي مساعدة بيئة دائمة يمكن أن تزدهر فيها العائلات والشركات». ومع ارتفاع معدل الفائدة، ارتفع سعر الدولار إذ أن المستثمرين قاموا بضخ الأموال في البلاد سعيا لتحقيق عائدات كبيرة. وهذا يجعل الصادرات الأميركية أغلى ثمنا والواردات أرخص ويمكن أن يؤدي إلى زيادة العجز التجاري الأمريكي - أي عكس ما يسعى إليه ترامب في سياساته التجارية التي فرض في إطارها عشرات الملايين من الدولارات على السلع الصينية.

لكن هذه السياسات التجارية التي ستؤثر غدا على منتجات صينية بقيمة 50 مليار دولار وكذلك الالمنيوم والفولاذ، تضعف العملة الصينية.

ومنذ يونيو انخفض سعر العملة الصينية الرينمينبي بنسبة سبعة بالمائة وبلغ 6,85 يوان مقابل الدولار، أي أدنى مستوى منذ مايو 2017.