صحافة

فلسطين :لا بد من فك الارتباط بأوسلو وأمريكا

22 نوفمبر 2019
22 نوفمبر 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عصام شاور مقالاً بعنوان: لا بد من فك الارتباط بأوسلو وأمريكا، جاء فيه:

لم يعد استحضار «الانقلاب» والمصطلحات التوتيرية المعهودة من أجل التحريض الداخلي تثير الشارع الفلسطيني أو المؤيدين لمنظمة التحرير الفلسطينية، تأثير تلك المصطلحات يكاد أن يتلاشى لأن الزمن كفيل بطي فتنة الانقسام والاقتتال الداخلي حتى لو أصر البعض على النفخ فيها سنة بعد أخرى، عندما يستنفد الوقود تتوقف الحركة ولم يعد في خزان ما يسمى «الانقلاب» إلا بعض القطرات والرائحة، وهذه لا تكفي لتحريك مجموعة، فضلا عن تحريك الشارع الفلسطيني.

أكثر من 80% من الشعب الفلسطيني في أراضي السلطة الفلسطينية يعيشون حالة صعبة في الضفة الغربية وبالغة الصعوبة في قطاع غزة، الغالبية لا تحقق الحد الأدنى من متطلبات الحياة الطبيعية، الفقر والجوع والبطالة والأمراض اجتمعت علينا بسبب الاحتلال الإسرائيلي ولذلك لم يعد هناك مجال للتفكير إلا في تغيير الواقع الأليم وليس العودة إلى الاقتتال والنزاعات الداخلية حلا بل هي الحماقة بعينها، ولذلك لا يجب المراهنة على استمرار الانقسام لأنه غير موجود إلا في رؤوس بعض القيادات، حتى لو رأينا ظلهم يتحرك في الشارع الفلسطيني فهؤلاء لا وزن لهم، لأن غالبية الشعب الفلسطيني بجميع انتماءاته السياسية دون استثناء قد ملوا الانقسام وكرهوا التوتيريين الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه. وهل ما حدث عام 2007 بين الأخوة اشد من اعتراف الأمريكي _راعي عملية السلام _ بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ووضع السفارة الأمريكية فيها؟ فما الداعي للتفاوض مع الاحتلال بعد الذي حصل في القدس؟ لماذا نريد الجلوس مع المحتل الإسرائيلي وهو يسعى إلى شرعنة الاستيطان وكانت البداية مع أمريكا التي تعتبر المستوطنات شرعية ولا يجوز مقاطعتها بل وستحارب من يقاطع منتجاتها؟

إنا على يقين أن الاحتلال إلى زوال وحصار غزة اقتربت نهايته سواء كانت غزة تحت سيطرة حماس أو سيطرة السلطة، وسواء تصالح الخصوم أم لم يتصالحوا، ولذلك اعتقد أن الزمن يسير لصالح الفلسطينيين وليس ضدهم، وواهم من يعتقد أننا نسير من سيئ إلى أسوا، ولذلك انصح بالتخلي عن أوسلو ونتانياهو وأمريكا والتمسك بالوحدة الوطنية لأنها أداة جيدة لتسريع الوصول إلى بر الأمان.