بوليتيكو : الأيدي الخفية وراء حملة بلومبرج؟
تحت هذا العنوان قالت صحيفة بوليتيكو إن شخصا واحدا فحسب هو الذي يعرف أدق أسرار الملياردير الأمريكي الشهير مايكل بلومبرج، بعض هذه الأسرار الشخصية ربما لا يعرف تفاصيلها بلومبرج نفسه، وإنما تعرفها جيدا مساعدته المقربة له منذ زمن بعيد، باتي هاريس.
وتعد الصلة بين هاريس وبين عمدة نيويورك السابق، الذي أنفق بالفعل قرابة 100 مليون دولار على بدء حملته للترشح للرئاسة الأمريكية التي أعلن أولى خطواتها قبل أسبوعين فقط، تلك الصلة التي ربما تجعلها المسؤول الأكثر أهمية في الحملات الانتخابية لسباق 2020 التي لم تسمع بها دوائر السياسة وأوساط الانتخابات في واشنطن من قبل.
وكانت هاريس، 64 سنة، التي تنتمي لحي مانهاتن الشهير بنيويورك، قد تركت وظيفتها كمديرة للمؤسسة الخيرية التابعة لبلومبرج لتدير حملته الانتخابية، وتشغل موقعا مركزيا في حملته الرامية إلى تحويله من رجل أعمال يفخر بكونه محايدا حزبيا، إلى بديل جذاب للحزب الديمقراطي والممزق بين المعتدلين والتقدميين.
كيفين شيكي المسؤول الانتخابي في حملة بلومبرج الذي عينته هارس في مجموعة شركات رجل الأعمال الشهير عام 1997، وصف هاريس بأنها القوة الهادئة وراء كل ما حققه مايك سواء سياسيا أو خيريا ولها بصمتها في كل ذلك.
وكانت هاريس قد عينت كموظفة في شركات الأخبار المالية التابعة لبلومبرج عام 1994، وعملت في أول حملة انتخابية له لشغل منصب عمدة نيويورك للمرة الأولى وأشرفت على الإدارة طوال فترة حكمه للمدينة على مدى 12 سنة حيث كانت نائبة العمدة.
دورها الآن صار معقدا فهي تشارك في كل جوانب حياة الرجل، في عمله السياسي وفي مصالحه الاقتصادية وأعماله الخيرية، كما ستلعب دورا على المستوى القومي كمديرة للحملة للمنافسة على ترشيح الحزب الديمقراطي لشغل منصب الرئيس وهي الحملة ذات الميزانية المفتوحة.
ويقول هوارد ولفسون، مستشار رفيع المستوى في حملة بلومبرج الذي عمل في حملة إعادة انتخابه لعمدية نيويورك عام 2009، كما عمل في حملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2008، لقد عملت في الكثير من الحملات الانتخابية، وما تقوم به باتي هاريس هو بالنسبة لتجاربه أمر فريد من نوعه، فهي تضع ثقافة مؤسسية منظمة يمكن أن يفهمها الجميع ويشارك فيها»، ويضيف «هناك بعض الحملات التي يبدو أنها تشجع على الاقتتال الداخلي في تصميمها، لكن هاريس لا تتسامح في ذلك».
وخلافا للكثير من المسؤولين التنفيذيين في الحقل السياسي، فإن هاريس ترفض بانتظام طلبات إجراء الحوارات السياسية.
لكن بلومبرج يعترف بدورها الإيجابي في تقديمه للاعبين المتنافسين في عالم نيويورك المليء بالفنون والثقافة حين كان رجل أعمال غنيا يتطلع لتوسيع شبكته الاقتصادية.
ويصفها بعض العاملين بالحملة والمقربين منها بأنها قامت بـ«تلميع» بلومبرج، وهي الصفة التي تشير إلى الرابط بين هاريس المهتمة بصورة بلومبرج أمام الناس وبين بلومبرج نفسه الذي يميل نحو عدم التجمل أصلا.
وكانت هاريس قد دافعت عن بلومبرج في مواجهة ادعاءات ضد شركاته من جانب نساء قلن إنه عاملهن على نحو غير لائق، فذكرت هاريس في كتاب أصدرته بعنوان «تجارب حياة عديدة عند بلومبرج» أنه أصدر تعليماته لها بإفساح وقت خاص للأولاد والاهتمام بالأسرة.
