كيهـــــان: المناورات الروسية الصينية الإيرانية.. الرسائل والأهداف

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (كيهان) مقالا فقالت:

تنبع أهمية المناورات المشتركة بين إيران والصين وروسيا في شمال المحيط الهندي وبحر عمان من كونها تمثل تجربة جديدة باستخدام أسلحة بحرية استراتيجية من قبل الدول المشاركة بينها الغوّاصات والمدمرات والصواريخ الموجهة المضادة للسفن والفرقاطات البحرية.

وقالت الصحيفة: إن المناورات الإيرانية الصينية الروسية المشتركة اكتسبت أهمية أخرى كونها جرت في منطقة بحرية شديدة الحسّاسية ومؤثرة بشكل كبير على حركة التجارة العالمية المرتبطة بإنتاج ونقل وتصدير النفط والغاز حيث تمر ناقلات نفط تحمل 18 مليون برميل يوميا، فضلا عن الأهمية الاستراتيجية لكل من روسيا وإيران والصين حيث يتصاعد التوتر منذ مدة بين طهران وواشنطن على خلفية الأزمة النووية بين الطرفين وقضايا أخرى في المنطقة، فيما تشهد العلاقات الروسية الأمريكية من جهة، والصينية الأمريكية من جهة أخرى توتراً من نوع آخر نتيجة التنافس بين هذه الأطراف على النفوذ المتعدد الجوانب في المنطقة وفي مقدمته النفوذ الاقتصادي والتجاري.

ووصفت الصحيفة المناورات الإيرانية الصينية الروسية بأنها غير مسبوقة كونها جرت بين دول لم تُجري في السابق أي مناورات مشتركة بهذا الحجم وهو ما يعبّر - بحسب الصحيفة - عن مؤشر مرتفع لمستوى التعاون بين الدول الثلاث لاسيّما في مجال تبادل الخبرات في شتى الميادين.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى تصريحات مساعد شؤون العمليات في القوة البحرية للجيش الإيراني الأدميرال «غلام رضا طحاني» التي قال فيها بأن المناورات التي تجريها القوة البحرية الإيرانية إلى جانب روسيا والصين تتوخى تبادل التجارب بين الدول المشاركة، واصفة هذه المناورات بأنها تبادل عسكري طبيعي بين القوات المسلحة للدول المشاركة وبأنها تتفق مع القوانين والممارسات الدولية وليست مرتبطة بالضرورة بالوضع في المنطقة.

وتابعت الصحيفة مقالها بالقول بأن المناورات الإيرانية الصينية الروسية كان يمكن أن يُنظر لها كتدريبات اعتيادية لتعزيز القدرات العسكرية للدول الثلاث، لكنها جاءت في وضع متقلب ومشحون مع أمريكا التي صعّدت لهجتها ضد روسيا وإيران والصين خلال المرحلة السابقة على وقع خلافات حادّة على أكثر من ملف من ضمنها وضع حقوق الإنسان في الدول الثلاث وملفات أمنية.

واعتبرت الصحيفة توسيع التعاون الأمني بين إيران والصين وروسيا بأنه يشير إلى أن هذه الدول تسعى للحفاظ على مصالحها وهو ما يؤشر أيضا إلى ظهور استراتيجيات ذات ملامح جديدة في المنطقة، بحسب الصحيفة.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن رفع الاستعداد القتالي وتحقيق الأمن الجماعي وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب والقرصنة من الأهداف المهمة للمناورات المشتركة نظراً لما أسمته الطبيعة المشتركة للتهديدات البحرية والتطورات السياسية التي دفعت الدول الثلاث إلى العمل معاً أكثر من أي وقت مضى وبما يضمن الحفاظ على المصالح الاقتصادية لهذه الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي.