1459077
1459077
المنوعات

هيام بدر فنانة سورية تبدع لوحات فنية من الحصى لتوصل رسالتها للعالم

13 مارس 2020
13 مارس 2020

حاورها - بسام جميدة -

هيام بدر، فنانة سورية استطاعت ان ترسم لنفسها خطا متميزا في عالم الفن من خلال عنايتها بالأحجار والاستفادة منها في إبداع لوحات فنية كثيرة قدمتها للعالم أجمع، مستفيدة من نشأتها وسط عائلة فنية.

حجارة البحر، وأحجار الصافون هي أهم وسائلها الإبداعية، ومنه شكلت لوحاتها المعبرة التي تجاوزت المئات بمختلف المواضيع الهامة.

صحيفة «عُمان» التقت بالفنانة هيام بدر لتحدثنا عن مسيرتها الابداعية والمحطات التي مرت بها فكان هذا الحوار: تقول الفنانة هيام «مُذ نعومة أظفاري وأنا أشعر بأنَّ البحر يسكنني ويهدرُ في أعماقي ذلك لأني ترعرعت في بيئةٍ ساحليةٍ، وضمنَ عائلة مثلما امتهنت الرسم والنحت والخط، امتهنت أيضاً، تشكيل لوحاتٍ من حجارةٍ خاطبت بها العالم بالكثير من المحبةٍ والإنسانية».

وعن أدواتها الفنية في تشكيل لوحاتها تقول بدر: «أدوات لوحاتي حجارة وحصى البحر.. أستخرجُ من أعماقهِ ما يُلائمُ أعمالي، وأحمله إلى حديقة منزلي. طبعا أنا امرأة عصامية أعتمد على نفسي في إحضار الحجارة من مناطق بعيدة وبأصعب الظروف».

أما مواضيعها فتقول إنها، مستمدَّة من التراث والبيئة والمحنة السورية.. ابتكرت مالم يبتكره فنان في العالم، وهو تثبيت أعمالي على مرايا أو خشب أو قماش واستعملت اللون (أي الريشة) في خلفيات لوحاتي الحجرية، وهي خاماتي الفنية وتناولت في تشكيلاتي قضايا عديدة تحاكي الإنسان السوري ومعاناته.

وتتابع قائلة»: «أغلبُ ما جسدته كان ينضحُ بالحياة والإحساس والمشاعر الإنسانية. كان يحكي عن معاناة إنساننا في ظلِّ الحرب التي أوجعته.. يحكي عن الأمومة والأطفال والشهداء والفقراءِ والحبِ وكل ما كان هدفي من تجسيده، إيصال رسالة محبة وسلام للعالم، وبأن السوريين هم شعب ذو حضارة ويحب الحياة والسلام. شعبٌ لايزالُ ورغم الحرب والدمار، يقدمُ كلّ فنٍّ عظيم.».‏ وعن أهمية الحجارة بالنسبة لها، تقول: «الحجارة هي لوحاتٌ مفكَّكة من صنعِ البحر، وأنا أعتبرها رسالة أزلية منه إلى الحياة، حيث كانت تنتظر إنساناً عميقَ الفكر في قدرتهِ على ترتيب لوحاتها المبعثرة، وبطريقةٍ تشكيلية لا علاقة لها أبداً بفنِّ النحت».‏ وتتابع: «أشعرُ هذه الحجارة تناديني لأقضي معها أجمل الأوقات، ومع أجمل التشكيلات.. تسمعها روحي تقول، بأنها من يفرض عليَّ هيكلية العمل واللوحات».‏ وعن بداياتها تقول: «أنا من عائلة تعتني بالفن وتهوى التميز، وقد كانت بداياتي منذ حوالي خمس سنوات حيث كنت من المتابعين لأعمالِ أخي المبدع «نزار» الذي كان أول من ابتكرَ في العالم، فن التشكيل بحجارة صافون. تأثرت عموماً بهذا الفن، وكان ما أثَّر عليَّ بشكلٍ خاص، الأعمال التي شكلها أخي، والتي كانت بدقَّتها وقدرتها على بعثِ الحياة في الحجر، تؤثُّر بي إلى الدرجة التي تجعل دموعي تنهمرُ على خدي.‏ جميع أفراد عائلتي شجعوني كثيراً، وبعد أن لمسوا الموهبة عندي. أخصُّ بالذكر، أخي الفنان نديم».

وتتابع هيام حديثها عن فنها وكيف استطاعت أن تحلق معه وكيف كانت تبذل جهودا مضنية من اجل البحث عن الأحجار التي تناسب أعمالها، ذهبت لأغلب السواحل السورية البعيدة عن مكان سكنها لهذا الغرض. إنه أمر مُتعب ولاسيما مع تقلبات الطقس، وارتفاع حرارته أو شدة برودته، من أجل أحجار معينة أجدها وأنظفها وأفرزها بما يناسب لوحتي، رغم ذلك، أشعر بسعادة لا توصف وأنا أجمع أجمل الحصى والحجارة التي أعتبرها ثروتي، هكذا تصف رحلتها مع الحجارة.

وعن الرسالة أوالهدف الذي تصبو إليه تقول هيام: «لكل منا أهدافه، ولأنني أعشق وأحبُّ الحياة، اخترتُ هدفاً لوَّنتُ لأجله حلمي، بالأمل والفرح والحب والإنسانية، هدفي أن تصل لوحاتي لكل العالم لتقول كلمتها الصادقة، إننا شعب يحب الحياة والسلام، وأن الحروب ليست سوى أدوات لهدم الحضارات والإنسانية، وأن هناك أملا نعيش لأجله» وحول مشاركتها في المعارض تقول: «شاركت بعملٍ واحد في معرض ملتقى عشتار الدولي في القاهرة، وكان لي معرض فردي في مدينتي اللاذقية، حيث شاركت بحوالي مائة عمل مثبت، ومن خلاله قدمت ما حدَّثته بهذا الفن، حيث قمتُ بتثبيت أعمالي على الحصى، وعلى حصى صغيرة جدا، وعلى المرايا والقماش والخشب والسيراميك، وقد دعيت لمعارض في العراق والمغرب واليونان ولكن ارتأيت الابتعاد عن المعارض بسبب الظروف القاهرة التي تمر بها بلادي، وأقمت معرضا دائما في حديقة منزلي حيث يؤمه محبو هذا الفن من أغلب المناطق السورية».