مشروعات التخرج الجامعية.. رؤى استراتيجية تربط الذكاء الاصطناعي بالتطبيقات العملية
العُمانية: تمكّنت مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان من بلورة رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز المعرفة الأكاديمية بالتطبيقات الصناعية، من خلال عدة مسارات عملية من بينها ربط التعليم بالصناعة وحل المشكلات الواقعية وبرامج التدريب المتكاملة لتطوير تخصصات نوعية بالاحتياجات الصناعية الفورية.
وتعد مشروعات التخرج في الجامعات والكليات أحد الطرق المثلى التي تربط الذكاء الاصطناعي بالتطبيقات الصناعية والعملية التي تهدف إلى تطبيق المعرفة المكتسبة لحل مشكلات واقعية وقد تتحول لفرص تجارية مع التركيز المتزايد على الابتكار والحلول الرقمية.
وتتنوع مشروعات التخرج الجامعية بشكل كبير حسب التخصص وتغطي مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته حيث تمكن الطالب علميًّا وتأهيله لسوق العمل ومن خلالها يتم تطبيق الأفكار النظرية وتحويلها إلى مادة تطبيقية يمكن استخدامها في مجالات الحياة المختلفة.
وفي جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالمصنعة بمحافظة جنوب الباطنة برزت مشروعات تربط الذكاء الاصطناعي بالتطبيقات الصناعية والعملية ومن ضمنها مشروع "كشف مخالفات المرور في حرم الجامعات" لكل من الطالبات خالصة بنت سالم المقبالية وسارة بنت خالد العامرية ونسيبة بنت سليمان المقبالية و"مشروع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات نحت المعادن" لكل من الطلاب أحمد بن خالد المعولي وأسد بن رزيق العبري وعيسى بن سليم الحرملي ومحمد بن علي المعولي.
ويعتمد مشروع "الكشف عن مخالفات المرور في حرم الجامعات" على الذكاء الاصطناعي باستخدام YOLOv8 وOCR وOpenCV-DNN، حيث إن المشروع على شكل نموذج مصغر ويستخدم كاميرات لمراقبة مواقف السيارات والطرق ويقوم المشروع تلقائيًّا بحساب عدد المركبات والتحقق من ركنها بشكل صحيح أو خاطئ، وعند وقوع أي مخالفة مرورية، مثل الركن غير القانوني أو تجاوز السرعة، يكتشف النظام المخالفة ويستخرج لوحة ترخيص السيارة لإصدار المخالفة تلقائيًّا.
كما تم تنفيذ المشروع كنموذج أولي باستخدام NVIDIA Jetson Nano، وقد أظهر النموذج كفاءة عالية وقدرات معالجة فورية مبهرة، بالإضافة إلى أن المشروع قد حظي بتقدير كبير لنهجه المبتكر وتطبيقه العملي وعرضه الفعال، ويعتبر نموذجًا متقنًا وسهل الاستخدام وفعالا وقادرًا على تحسين إدارة حركة المرور ومواقف السيارات في الحرم الجامعي بشكل ملحوظ، كما تم عرض المشروع في مؤتمر دولي نظمته جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE).
أما مشروع "استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات نحت المعادن" فركز على تقليل وقت التخطيط والإنتاج حيث يُعاني التخطيط اليدوي لعمليات نحت المعادن من عيوب عديدة ويتطلب معرفةً مُسبقةً بالعمليات، مثل دليل المستخدم، وموارد التصنيع، وشكل النموذج، ومهارات اتخاذ القرار وللتغلب على صعوبات التخطيط اليدوي يتم استخدام أنظمة تخطيط العمليات بمساعدة الحاسوب لتقليل وقت التخطيط والإنتاج.
