عمان اليوم

كرنفال "قرية السعادة" يحتفي باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة

19 ديسمبر 2025
فعاليات متنوعة تجسد قيم الدمج والتمكين المجتمعي
19 ديسمبر 2025

ــ السيدة حجيجة آل سعيد: الكرنفال منصة للتعليم والتوعية والتمكين والتسويق لمنتجات هذه الفئة.

ــ ممثل منظمة الصحة العالمية : إنجازات كبيرة حققتها سلطنة عُمان لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والتدريب والتوظيف.

أُقيمت مساء اليوم فعاليات كرنفال "قرية السعادة" برعاية معالي الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري، رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، وبحضور سعادة الدكتور جان جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان، وذلك احتفالًا باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة.

نُظمت الفعالية من قبل صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، بالتعاون مع إدارة نادي الطيران المدني، وبمشاركة قرابة 2000 طفل من الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون مختلف الجمعيات الأهلية والمراكز الحكومية والخاصة، إلى جانب مشاركة أطفال من جاليات المقيمين في سلطنة عُمان، من بينها المدرسة الهندية والمدرسة الباكستانية، في مشهد يعكس قيم التعايش والتنوع والشمول التي تؤكد عليها "رؤية عُمان 2040".

واستُهل حفل افتتاح كرنفال "قرية السعادة" بفقرة تراثية قدمها الأطفال المنتسبون إلى مركز همس الأثير للتأهيل، جسدت فرحتهم وبهجتهم بهذه المناسبة، فيما قاد فقرات التقديم على مسرح الكرنفال المذيع محمد بن موسى البلوشي، أحد الأشخاص من ذوي الإعاقة، في رسالة تعكس تمكين هذه الفئة وإشراكها في الأدوار القيادية والإعلامية.

منصة للتمكين

وأكدت صاحبة السمو السيدة حجيجة بنت جيفر آل سعيد، في كلمتها بهذه المناسبة، أن الكرنفال السنوي يُعد منصة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم من القيام بأدوارهم بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع. كما هنأت الأشخاص ذوي الإعاقة بمناسبة يومهم الدولي، معربة عن شكرها وتقديرها للشركاء الاستراتيجيين والرعاة على دعمهم المادي والمعنوي، الذي أسهم في إقامة الكرنفال وتقديم جميع فعالياته مجانًا للأطفال وعائلاتهم.

وأضافت صاحبة السمو أن تنظيم كرنفال "قرية السعادة" بشكل سنوي، بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة، يمثل منصة تعليمية وتوعوية وتمكينية تسهم في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما تلك التي يمتلكها أشخاص من ذوي الإعاقة. وأوضحت أن الكرنفال يجسد مستهدفات "رؤية عُمان 2040" في محور الإنسان والمجتمع، التي تؤكد على بناء مجتمع شامل، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان مشاركتهم الفاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

دمج وتقدّم

وألقى سعادة الدكتور جان جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عُمان، كلمة قال فيها: إن منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين، تشارك في افتتاح النسخة الثالثة من كرنفال الإعاقة، الذي تنظمه لينكس، وهو حدث مخصص لتعزيز الإدماج والاحتفاء بقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، ويتماشى مع شعار اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة لهذا العام: "بناء مجتمعات دامجة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تعزيز التقدّم الاجتماعي".

وأوضح أن الشعار يحمل رسالة مفادها أن التقدم الحقيقي لا يتحقق إلا بإزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب الحياة، والانتقال من التركيز على الإعاقة إلى التركيز على القدرات، ومن العزلة إلى الدمج، ومن التهميش إلى التمكين.

وبيّن أن أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم، أي ما يقارب واحدًا من كل ستة أفراد، يعيشون مع شكل من أشكال الإعاقة، مؤكدًا أن هؤلاء ليسوا مجرد أرقام، بل أفراد لهم أحلام وطموحات ويستحقون الحصول على حقوقهم كاملة في الصحة والتعليم والعمل والحياة الكريمة.

إنجازات عُمانية

وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل جزء من التنوع الإنساني الذي يثري المجتمعات ويعزز قوتها، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يذكّر بضرورة تغيير المفاهيم نحو الإدماج والتمكين. وأوضح أن المنظمة عملت خلال السنوات الماضية بشكل وثيق مع الدول لتعزيز الأنظمة الصحية وضمان شموليتها واستجابتها لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، ومن بين المبادرات التي أطلقتها المدن الصحية والقرى الصحية، التي تتضمن معايير خاصة بالفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة في أوقات الطوارئ الصحية.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان حققت العديد من الإنجازات في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال السياسات الوطنية التي تعزز التعليم والتدريب والتوظيف، وتحسن الوصول إلى الخدمات الصحية والاجتماعية لهذه الفئة. وفي ختام كلمته، أكد استمرار دعم منظمة الصحة العالمية لسلطنة عُمان لتحقيق الإدماج الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الصحي وضمان حصولهم على خدمات صحية عالية الجودة وعلى قدم المساواة مع الآخرين.

فقرات فنية وتكريم

وتضمنت فقرات الحفل عزفًا موسيقيًا على الخيول، ورقصة قدمها أطفال من ذوي الإعاقة، إضافة إلى فقرة شعرية قدمها طلال عبدالرحيم المجيني وشهد علي النسري من معهد عمر بن الخطاب، فيما قدّم البراء الجابري، من ذوي طيف التوحد، قصة نجاح شاب مُلهم استطاع أن يشق طريقه نحو النجاح رغم إعاقته.

وقام معالي الدكتور خميس بن سيف بن حمود الجابري بتكريم الداعمين والشركاء من القطاعين العام والخاص، إضافة إلى المنظمين والمساهمين في إنجاح الكرنفال، كما قدمت صاحبة السمو السيدة حجيجة آل سعيد هدية تذكارية من الفنانة المبدعة رؤى الفزارية، من ذوي الإعاقة، لمعالي راعي الحفل.

30 فعالية متنوعة

وجسد الكرنفال نموذجًا ناجحًا للتكامل بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال توفير بيئة شاملة وآمنة تجمع بين الترفيه والتعليم والتأهيل، حيث تضمن الكرنفال 30 فعالية متنوعة نُفذت على مدى يومين، واستهدفت الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم في بيئة تراعي سهولة الوصول واحتياجات جميع الفئات.

وشملت الفعاليات أنشطة تعليمية تفاعلية، من بينها مختبر العلوم، وألعاب الطاولة، والفنون والحِرف، وصناعة الفخار، إلى جانب فعاليات ترفيهية مثل ركوب السيارات الكلاسيكية، والدراجات المخصصة للأطفال ذوي الإعاقة، والعروض السحرية، إضافة إلى أنشطة خارجية شملت ركوب الخيل، ومنطقة ملاطفة الطيور، وعروض الكلاب، والرسم على الوجه، وفن الحناء، وعروض السيرك والشخصيات الكرتونية.

ريادة أعمال ودعم مجتمعي

وخصصت إدارة الكرنفال أقسامًا لعرض منتجات المؤسسات الصغيرة العُمانية العاملة في مجال ترفيه الأطفال، دعمًا لريادة الأعمال الوطنية، وتعزيزًا لدور هذه المؤسسات في خدمة المجتمع، حيث قُدمت جميع الخدمات مجانًا للحضور، إلى جانب توزيع الأطعمة والمشروبات دون مقابل.

ويأتي تنظيم كرنفال "قرية السعادة" تجسيدًا عمليًا لمستهدفات "رؤية عُمان 2040" في محور الإنسان والمجتمع، ويُعد منصة ترفيهية وتعليمية وتوعوية تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وإبراز قدراتهم ومواهبهم، ودعم استقلاليتهم الاقتصادية، وتعزيز الدمج المجتمعي وتكافؤ الفرص.