سلطنة عمان تترأس أعمال الدورة السابعة لجمعية الامم المتحدة للبيئة
عمان و العُمانية:
افتتحت سلطنة عُمان اليوم أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة تحت شعار "تعزيز الحلول المستدامة من أجل كوكب مرن قادر على الصمود"؛ بهدف دعم مسار العمل البيئي العالمي وتفعيل الجهود متعددة الأطراف.
وجاء افتتاح الدورة في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالعاصمة الكينية نيروبي، برئاسة سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة ورئيس الدورة الحالية للجمعية، بمشاركة ممثلي الدول الأعضاء والمنظمات الدولية والهيئات البيئية العالمية.
وأكد سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن انعقاد هذه الدورة يمثل لحظة حاسمة في تاريخ العمل البيئي المشترك، مشيرًا إلى أن العالم يواجه اليوم تحديات متشابكة تتعلق بتغير المناخ وتدهور الأراضي الطبيعية، وتفاقم التلوث والنفايات.
وأشار في كلمته إلى أن الجمعية ستناقش خلال هذا الأسبوع عددًا من الملفات المحورية من أبرزها: مسودات القرارات والمقررات، والإعلان الوزاري، والاستراتيجية متوسطة الأجل لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (2026–2029م)، إضافة إلى برنامج العمل والميزانية للفترة (2026–2027م)، التي ستشكّل الإطار العام لمسار العمل البيئي خلال السنوات القادمة.
واختتم بالتأكيد على أن نجاح الدورة سيتحقق من خلال اعتماد قرارات قابلة للتنفيذ، وإعلان وزاري موحد، وتوفير الموارد اللازمة لتمكين برنامج الأمم المتحدة للبيئة من دعم الدول في تحقيق نتائج ملموسة.
وتأتي رئاسة سلطنة عُمان للدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة محطة بارزة في مسارها البيئي والدبلوماسي، وترسيخًا لدورها الفاعل في دعم الجهود الدولية الرامية إلى حماية البيئة وتعزيز استدامة كوكب الأرض.
و شاركت سلطنة عُمان ممثلة بهيئة البيئة في الجلسة الختامية الرفيعة المستوى لجمعية الشباب للبيئة، ضمن حضور دولي رفيع ضم ممثلي الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والشبكات الشبابية من مختلف دول العالم.
وأكدت هذه المشاركة التزام سلطنة عُمان بدعم قضايا الشباب وتعزيز دورهم في العمل البيئي متعدد الأطراف، وترسيخ حضورها المتنامي في مسارات الحوكمة البيئية الإقليمية والدولية، انسجامًا مع رؤيتها في تمكين الأجيال الصاعدة وإشراكها كشركاء حقيقيين في صياغة السياسات البيئية وصناعة القرار.
وتأتي هذه الجلسة في إطار أعمال جمعية الشباب للبيئة، وهو أكبر تجمع عالمي للشباب المعنيين بالشؤون البيئية تحت مظلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويُعد منصة رسمية لتمكين الشباب من عرض رؤاهم وبناء قدراتهم والمساهمة في مسارات التفاوض البيئي الدولي، حيث يشارك فيه آلاف الشباب من أكثر من 140 دولة، ويناقش قضايا محورية تشمل تغيّر المناخ، والتنوع البيولوجي، والتلوث، والعدالة البيئية، والاقتصاد الأخضر، والطاقة المستدامة.
وشارك فيها سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة ورئيس الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، حيث ألقى كلمة محورية عكست رؤية سلطنة عُمان في تمكين الشباب بوصفهم ركيزة أساسية لتحقيق الاستدامة البيئية، مؤكدًا أن الشباب يمثلون قوة التغيير الحقيقية، وأن مشاركتهم يجب أن تنتقل من الحضور الرمزي إلى الشراكة المؤسسية الفاعلة في مختلف مراحل التخطيط والتنفيذ.
وأكد سعادته في كلمته أن الشباب ليسوا مجرد مشاركين في الحوكمة البيئية، بل محفزون ومبتكرون وشركاء لا غنى عنهم في تشكيل مستقبلنا، مشيدًا بالدور الذي قامت به المجموعة الرئيسية للأطفال والشباب في برنامج الأمم المتحدة للبيئة في تنظيم أعمال الجمعية.
وشهدت الجلسة إطلاق الإعلان العالمي للشباب بشأن البيئة، الذي مثّل أحد أبرز مخرجات الجمعية، حيث أوضح سعادة الدكتور أن هذا الإعلان ليس مجرد وثيقة، بل تعبير قوي عن أولويات الشباب وحلولهم في مجالات العمل المناخي والتنوع البيولوجي والتلوث والتمويل والتكنولوجيا والحقوق البيئية، معبرًا عن تقديره للجهود التي بذلها الشباب في إعداده وصياغته.
كما أشار إلى أن رؤى الشباب كانت طموحة وواضحة ومستمدة من تجارب واقعية، وأسهمت في إبراز الروابط الجوهرية بين قضايا المناخ والتكيّف والحلول القائمة على الطبيعة والتحول في مجال الطاقة والحوكمة البيئية ومرونة المجتمعات، وهي ذاتها المحاور التي تسعى الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة إلى تعزيزها ضمن شعار تعزيز الحلول المستدامة لكوكب مرن.
واختتم سعادته كلمته بالتأكيد على التزام سلطنة عُمان، ممثلة بهيئة البيئة، بالعمل جنبًا إلى جنب مع الشباب، والاستماع إلى أصواتهم وضمان إدماج آرائهم في القرارات البيئية المقبلة، مشددًا على أن منح الشباب المساحة والثقة يثمر حلولًا أكثر جرأة ووضوحًا وطموحًا، وداعيًا إلى استمرار مشاركتهم الفاعلة في أعمال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة وما بعدها.
