"أغاني البحر في سلطنة عمان ودولة الكويت" جلسة حوارية بمعرض الكويت للكتاب
أقيم بمعرض الكويت الدولي للكتاب، وضمن فعاليات سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الـ48، وبالتعاون مع بيت الزبير جلسة حوارية بعنوان " أغاني البحر في سلطنة عمان ودولة الكويت"، حاور فيها الإعلامي عبدالله السباح كلا من: د.خالد القلاف، الفنان فتحي محسن، والفنان جمعة العلوي.
وافتتح القلاف الجلسة بالحديث عن أهمية البحر عند الكويتيين، وعلاقتهم الوطيدة بالبحر منذ القدم بوصفه عماد الحياة، واكتسابهم صفات أهل البر والبحر، مشيرا إلى أن المهنة الرائجة آنذاك هي "الغوص على اللؤلؤ" التي امتهنها غالبية سكان المدن الساحلية. وعرّج القلاف على صفات النهام أو الناهم، وهو المغني الرئيسي على ظهر السفينة والذي يتولى مهمة قيادة الغناء المرافق للعمل، وعدد القلاف صفات النهام الضروري التحلي بها مثل قوة الصوت وحفظ كم من الأشعار وقوة الإحساس والقدرة على التأثير في المستمع، إلى جانب عدم الإخلال بالنغمات المغناة، والمعرفة التامة بأنواع الفنون البحرية. كما تناول أهمية النهام صاحب الدور الهام على سفن الغوص، فهو يؤدي الأغاني التي تخفف من معاناة البحارة، وتسهم في تنظيم إيقاع العمل بحيث تتحول كل نهمة إلى أمر يفهمه البحارة وينفذون ما يتبعه دون الحاجة لتلقي أوامر صريحة من النوخذة للقيام بمهامهم المعتادة.
وعرف القلاف النهمة بطريقة الأداء التي يؤديها مغني السفينة في فنون البحر التي تؤدى على ظهر المحمل فقط وهي مثل صوت الأسد والنهم بمعنى زجر الإبل، وهو ما استوحاه النهام من طريقة الأداء في بداية دخوله، وتناول القلاف النهامون الكويتيون الذين برزوا وأثروا في المجتمع البحري.
وتطرق القلاف إلى فنون بحرية أخرى منها المويلي واليامال والتنزيلة والسنكني والدواري والخطفة والجيب والحدادي، كما سرد القلاف استقبال النساء للغواصين، والطقوس التي تؤديها النساء في حال تأخرت السفينة في العودة عن الموعد المحدد.
وتحدث الفنان جمعة العلوي عن اختلاف تسمية النهام بين عمان والكويت، فبينما هو نهام في الكويت، هو مصوت في عمان، وأشار العلوي إلى أن فنون البحر في عمان تبدأ مع بداية صنع السفينة، لافتا إلى أن الفنون البحرية في عمان مختلطة (أفروعمانية).
وذهب الفنان فتحي محسن إلى ارتباط الفنانين بالبحر وذكر منهم مفتاح خميس و عبدالله الصفراوي، وانتقالهم بين المدن وتبنيهم لأسلوب مختلف وخاص. وعن فن الصوت يشير العلوي إلى سالم بن راشد الصوري الذي تبنى هذا النوع، وانتقل للهند وسجل تسجيلات فن الصوت في صور كما سجل كذلك في استوديو في مطرح، وأشار فتحي محسن إلى أن فن الصوت في عمان تواجد في عمان منذ حمد الصوري في صور وعند شهاب المدني في مطرح قبل فترة التسجيلات والذي كان نوخذة وعوّاد وسبق الجميع وكانت له جلسات وحفلات، وفي الباطنة عند مفتاح خميس.
وعرف العلوي الحضور على السفن القديمة ومسمياتها كالغنجة والسنبوق والبوم والبدن، وطاقم السفينة المكون من البحار والسكوني والوليدات والوستاذ والوكيل والطاخ حيث لكل منهم مهمته الخاصة في السفينة، كما عرج على كل عملية من عمليات الإبحار في السفينة إلى جانب الفن أو الأداء المرتبط بالتزامن معها.
وأضاف القلاف في إشارة إلى كتاب خليج الأغاني أن فن الصوت موجود في كل دول الخليج عدا الإمارات، وعرج العلوي على فنون تختص بها سلطنة عمان دون غيرها، منها: فن الشوباني، فن المديمة والذي يؤدى وقت استراحة البحارة، وفن الشراع وفن القلفاط. وأدى ضيوف الجلسة مجموعة من فنون البحر العمانية مع العود والطبل، عرفت جمهور الحاضرين على تاريخ طويل من فن السفر في عمان.
