"رئيس فالنسيا "يستقيل تحت ضغط الشارع بعد اتهامه بسوء إدارة الفيضانات
إسبانيا"أ.ف.ب": أعلن كارلوس مازون، رئيس إقليم فالنسيا في شرق إسبانيا، استقالته من منصبه بعد عام من الكارثة المأساوية التي أودت بحياة 230شخصا، إثر فيضانات عارمة ضربت المنطقة في خريف عام 2024، وسط انتقادات واسعة لطريقة تعامله مع الأزمة وغضب شعبي لم يهدأ منذ وقوعها.
وجاءت استقالة مازون، المنتمي إلى الحزب الشعبي المحافظ، بعد ضغوط سياسية وشعبية متصاعدة، إذ كشفت التحقيقات أنه أمضى أكثر من ثلاث ساعات في مأدبة غداء مع إحدى الصحفيات أثناء وقوع الفيضانات، في الوقت الذي كان فيه العشرات من السكان يلقون حتفهم غرقا في منازلهم وطرقهم وجراجاتهم.
ورغم تمسكه بالمنصب على مدى عام كامل، واجه مازون مظاهرات حاشدة في فالنسيا ومدن أخرى، رفع المشاركون فيها شعار: "الطين على أيدينا، والدم على يديه"، في إشارة إلى تحميله المسؤولية السياسية والأخلاقية عن التقصير في إدارة الكارثة. وأظهر استطلاع للرأي أن 75%من سكان الإقليم طالبوا برحيله الفوري.
وقال مازون في مؤتمر صحفي عقده اليوم الإثنين: "لم أعد أستطيع الاستمرار". وأضاف أنه قرر التخلي عن الرئاسة الإقليمية، دون أن يوضح ما إذا كان سيستقيل أيضا من مقعده في البرلمان المحلي، وهو ما سيحرمه من الحصانة البرلمانية التي يتمتع بها حاليا. كما لم يُعلن عن هوية من سيخلفه في المنصب مؤقتا، أو ما إذا كان سيلجأ إلى انتخابات مبكرة.
والأسبوع الماضي هتف أقارب الضحايا بعبارات معادية في وجه مازون لدى وصوله لحضور حفل تأبين رسمي لهم في مدينة فالنسيا الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وكانت الإدارة الإقليمية التي يرأسها مازون، والمسؤولة بشكل أساسي عن الاستجابة لحالات الطوارئ بموجب نظام اللامركزية المعتمد في إسبانيا، قد أرسلت تنبيهات إلى هواتف السكان المحمولة بعد أن بدأت الفيضانات تضرب بعض المناطق.
وأتى ذلك بعد أكثر من 12 ساعة من إصدار وكالة الأرصاد الجوية الوطنية أعلى مستوى تحذير من هطول أمطار غزيرة.
يذكر أن مازون يخضع حاليا لتحقيق قضائي بتهمة القتل غير العمد الناتج عن الإهمال، إلى جانب تحقيق برلماني يسعى إلى تحديد المسؤوليات الإدارية والسياسية في الفاجعة. فيما يواصل أهالي الضحايا المطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الإخفاق في إنقاذ الأرواح وتفعيل نظم الإنذار في الوقت المناسب.
