ثقافة

جلسات "مقهى المسرح" تناقش قضايا الخشبة في ثلاث ولايات

23 سبتمبر 2025
في صلالة والبريمي والرستاق
23 سبتمبر 2025

"عمان": استأنفت الجمعية العمانية للمسرح عقد جلستها "مقهى المسرح" بحلة جديدة ورؤية موسعة، إذ تميزت بمشاركة الفرق المسرحية الأهلية في المحافظات في عقد الجلسات لتتعدى المركزية إلى الانتشار في أكبر عدد من الولايات.

وفي هذا الشهر، عقد الجمعية العمانية للمسرح ثلاث جلسات لـ "مقهى المسرح"، كانت الأولى محافظة ظفار بالتعاون مع فرقة الرؤية المسرحية وضمن فعالياتها "أسبوع الرؤية الثقافي" وذلك في 19 سبتمبر، أما الجلسة الثانية فكانت يوم الأحد 21 سبتمبر في محافظة البريمي بالتعاون مع فرقة الشرق المسرحية وجامعة البريمي، وآخر الجلسات كانت في ولاية الرستاق يوم الاثنين 22 سبتمبر.

صلالة

حملت جلسة مقهى المسرح التي أقيمت في ولاية صلالة عنوان "المسرح العربي من البداية إلى الإنجاز.. طرابلس والمنامة وظفار أنموذجًا"، وأدار الجلسة الدكتور أحمد آل عثمان، وشارك فيه الناقد البحريني الدكتور يوسف الحمدان الذي استعرض محطات المسرح البحريني منذ جذوره الدينية وصولًا إلى التجارب التجديدية في تسعينيات القرن الماضي، فيما تحدث المهندس الليبي عبدالله فرج الصابر عن مسيرة المسرح في ليبيا منذ نشأته في ثلاثينيات القرن العشرين، مبرزًا دوره النضالي في مواجهة التحديات. أما الفنان العُماني محمد المردوف فقد تناول تجربة المسرح في ظفار، متوقفًا عند البدايات المدرسية ثم النشاطات الشبابية وصولًا إلى مشاركاته في المهرجانات الثقافية والفنية.

البريمي

وفي ثاني جلسات مقهى المسرح لهذا الشهر في ولاية البريمي، استضافت الفعالية الشاعرة والممثلة نورة البادي، والتربوي جوهر المربوعي، والممثلين خالد السكيتي وخالد المعني، حيث استعادوا محطاتهم الفنية وذكرياتهم مع الخشبة، مؤكدين على دور المسرح في حفظ الذاكرة الثقافية وصناعة وعي المجتمع، وأدار الجلسة الفنان هيثم العلوي.

وأقيمت الجلسة في قاعة المعرفة بجامعة البريمي، ولم تتوقف جلسة مقهى المسرح في البريمي على الجلسة النقاشية، بل تعدت ذلك إلى إقامة حلقة بعنوان "سيكولوجية الشخصية المسرحية" قدّمها المخرج عمير أنور البلوشي في نهار ذات اليوم، إضافة إلى تقديم عرض مسرحي قصيرًا قدمته فرقة مسرح الشرق.

كما أشارت الدكتورة وفاء الشامسي، القائمة على تنظيم الجلسة، إلى أن تنظيم المقهى في المحافظات يسهم في توثيق شهادات الرواد وصون ذاكرة المسرح، ويفتح الباب أمام غرس شغفه في نفوس الأجيال الجديدة، مؤكدة أن الشراكة بين الجمعية وفرقة مسرح الشرق تعد أنموذجًا فاعلًا للعمل الثقافي المشترك وتعزيز حضور المسرح العُماني محليًا وعربيًا.

الرستاق

في حين شهدت الجلسة الثالثة لمقهى المسرح هذا الشهر استضافة الدكتور محمد الحبسي الأكاديمي والناقد المسرحي، والفنان طالب بن محمد البلوشي الرائد في التمثيل المسرحي والتلفزيوني، وأدارتها الإعلامية خديجة العبرية، وحملت عنوان "المسرح العُماني بين ثلاثية الاحتراف.. الجمهور.. المدارس". وأقيمت الجلسة في "السوق كافيه" بولاية الرستاق، حيث تطرقت إلى جملة من القضايا المرتبطة بالواقع المسرحي المحلي.

فقد تناول النقاش تنوع المدارس المسرحية في سلطنة عمان وما واجهته من تأخر في تواصل الأجيال، إلى جانب الوقوف عند إشكالية المسرح الجماهيري وشباك التذاكر، ومستويات الإقبال الجماهيري وإمكانية تعزيزها، كما تطرق المتحدثون إلى مستوى ثقافة الجمهور العُماني ودوره في الارتقاء بالعرض المسرحي، مؤكدين أن العلاقة بين المبدع والمتلقي تشكّل ركيزة أساسية في بناء مسرح مؤثر وفاعل.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن تحقيق الاحتراف المسرحي يحتاج إلى تكامل عناصر التجربة الفنية، واستمرار الحوار بين المسرحيين والجمهور بما يضمن حضورًا متجددًا للمسرح العُماني في المشهد الثقافي.