No Image
العرب والعالم

بريطانيا وكندا واستراليا تعترف رسميا بدولة فلسطين

21 سبتمبر 2025
21 سبتمبر 2025

عواصم."وكالات": أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا اليوم الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، وذلك قبل الاجتماعات السنوية للجمعة العامة للأمم المتحدة التي تبدأ غدًا الاثنين، وفي تحوّل تاريخي في سياسة هذه الدول الحليفة لإسرائيل.

وأعلنت بريطانيا اليوم اعترافها بدولة فلسطينية بعد أن أخفقت إسرائيل في تلبية شروط من بينها وقف إطلاق النار في حرب غزة المستمرة منذ نحو عامين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على منصة إكس "تعلن المملكة المتحدة اليوم رسميا اعترافها بدولة فلسطينية من أجل إحياء أمل السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق حل الدولتين".

وتنضم لندن بهذه الخطوة إلى أكثر من 140 دولة أخرى.

وأكد ديفيد لامي نائب رئيس الوزراء البريطاني اليوم إنه يجب النظر لأي اعتراف بدولة فلسطينية كجزء من عملية سلام تؤدي في نهاية المطاف لحل الدولتين.وأوضح لامي "منذ إعلان يوليو، وفي الواقع، منذ الهجوم على قطر، صار التوصل لوقف لإطلاق النار في هذه المرحلة أمرا يصعب إنقاذه، وصارت الآفاق قاتمة"

ويحمل هذا القرار ثقلا رمزيا بالنظر للدور الرئيسي الذي لعبته لندن في قيام إسرائيل كدولة حديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

ومن المتوقع أيضا اعتراف عدد من الدول الأخرى، منها فرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا، رسميا بدولة فلسطينية هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وعبر عدد من سكان لندن عن سعادتهم تجاه اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية.

وقال مايكل أنجوس، وهو مدير مؤسسة خيرية عمره 56 عاما "هناك حاجة لفعل الكثير ويجب أن يحل السلام في تلك المنطقة. هذه هي الخطوة الأولى نحو الاعتراف الفعلي بحق هؤلاء الناس في أن يكون لهم وطن".

وقال لامي في السابق إن لدى بريطانيا مسؤولية تاريخية في تسهيل حل الدولتين، تعود إلى وعد بلفور عام 1917 الذي تعهد بأن إنشاء دولة يهودية لن يمس الحقوق العربية.

وقال لامي الذي سيمثل المملكة المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "الاعتراف بدولة فلسطينية هو نتيجة التوسع الخطير الذي نشهده في الضفة الغربية والنية والمؤشرات التي نلمسها إلى بناء مثلا المشروع +إي1+ الذي سيقوض بصورة خطيرة فرص حل الدولتين"، على ما أوردت وكالة "برس أسوسييشن" اليوم.

ويقضي المشروع الاستيطاني في المنطقة المعروفة باسم "إي 1" ببناء 3400 وحدة سكنية ونددت به الأمم المتحدة إذ قد يؤدي إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.

وقال لامي "علينا أن نبقي على إمكانية حل الدولتين المهدد حاليا، ليس بفعل (الحرب) في غزة فحسب، بل كذلك مع أعمال العنف وتوسع الاستيطان" في الضفة الغربية.

ووفق استطلاع نُشر الجمعة، أعرب 44 في المئة من البريطانيين عن تأييدهم لاعتراف بلادهم بدولة فلسطين.

في الإجمال، تعترف ما لا يقل عن 145 دولة من أصل الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنتها "منظمة التحرير" عام 1988.

وسيطرت القوات البريطانية على القدس من الإمبراطورية العثمانية عام 1917، وفي عام 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا تفويضا دوليا لإدارة فلسطين خلال اتفاقات فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط.

وقال فيكتور قطان، أستاذ القانون الدولي العام ومستشار حملة "بريطانيا مدينة لفلسطين" إنه "رغم أنها خطوة مرحب بها، فبريطانيا مدينة لفلسطين بأكثر من مجرد الاعتراف"، داعيا إلى اعتذار وتعويضات لأن بريطانيا "شكلت الانقسامات العنيفة التي لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا".

كما أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني اليوم أن بلاده تعترف الآن بدولة فلسطينية.

وقال كارني في بيان "تعترف كندا بدولة فلسطين وتعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. وترى كندا هذا الإجراء جزءا من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين".

واضاف كارني "ليس لدى كندا أوهام: هي تعلم بأن هذا الاعتراف ليس حلا سحريا. لكنه ينسجم تماما مع مبادئ تقرير المصير والحقوق الأساسية للفرد المدرجة في ميثاق الامم المتحدة، والسياسات التي تدعو كندا الى تبنّيها منذ أجيال".

وتابع أن "الاعتراف بدولة فلسطينية تديرها السلطة الفلسطينية يمنح أدوات إضافية لمن يأملون بتعايش سلمي .

من جانبه قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم إن بلاده اعترفت رسميا بدولة فلسطينية.

وذكر ألبانيزي في بيان مشترك مع وزيرة الخارجية بيني وانج أن أستراليا تعترف إلى جانب كندا وبريطانيا بفلسطين في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.

ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم باعتراف بريطانيا بدولة فلسطين، واعتبرها "خطوة على طريق السلام العادل والدائم".

وقال عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن الاعتراف يشكّل "خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية".

وأكد الرئيس الفلسطيني أن اعتراف بريطانيا "بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين بأمن وسلام ".

ورحبت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين أغابكيان شاهين باعتراف الدول بدولة فلسطينية.

وقالت "هي خطوة تجعلنا نقترب من (حلم) السيادة والاستقلال. ربما لا تفضي إلى إنهاء الحرب غدا لكنها خطوة إلى الأمام. ويتعين علينا البناء عليها".

وفور اعلان بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطين دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى أن تضمّ إسرائيل الضفة الغربية المحتلة.

وقال بن غفير في بيان إن "اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين.. يستوجب اتخاذ خطوات فورية مضادة (تتمثل) بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة، وتفكيك السلطة الفلسطينية".

بدوره، رأى وزير المال بتسلئيل سموطريتش الذي دعا على الدوام إلى ضم الضفة الغربية، أن الرد الوحيد على هذا الاعتراف هو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة.

وقال في منشور على منصة إكس "انتهت الأيام التي كانت فيها بريطانيا ودول أخرى تحدد مستقبلنا، انتهى الانتداب، والرد الوحيد على الخطوة المناهضة لإسرائيل هو فرض السيادة على أراضي الضفة، وإلغاء فكرة الدولة الفلسطينية من جدول الأعمال إلى الأبد".

وخاطب سموطريتش رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قائلا "هذا هو الوقت المناسب، القرار بيدك".