روسيا والصين تحذران من عواقب كارثية لإعادة فرض العقوبات على إيران
موسكو.بكين"وكالات": ندّدت وزارة الخارجية الروسية اليوم بتصويت مجلس الأمن الدولي على إعادة فرض العقوبات على إيران، بعدما فعّلت فرنسا وألمانيا وبريطانيا "آلية الزناد" المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم في العام 2015.
وانتقدت وزارة الخارجية في بيان "الطابع الاستفزازي وغير القانوني" لتصرّفات هذه الدول الأوروبية. وقالت إنّ "هذه التصرفات لا تمت بصلة إلى الدبلوماسية، ولا تؤدي إلا إلى تفاقم التوترات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني".
كما رفضت الصين، مسعى الأوروبيين لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة إن محاولة إعادة فرض العقوبات "تضر بالجهود الدبلوماسية الرامية إلى استئناف مبكر للمحادثات، بل وقد تؤدي إلى عواقب كارثية يستحيل التنبؤ بها وتضيع سنوات من الجهود الدبلوماسية بضربة واحدة".
ويشكّل تصويت مجلس الأمن على إعادة العمل بالعقوبات قرارا يمكن عكسه خلال أسبوع.
وبغية الرجوع عن هذا القرار، حدّد الأوروبيون ثلاثة شروط تقضي باستئناف المفاوضات المباشرة بلا شروط مسبقة وإتاحة نفاذ كامل إلى المنشآت النووية الإيرانية لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرّية وتوفير معلومات دقيقة عن مواضع المواد المخصّبة.
وإذا تعذّر التوصّل إلى اتّفاق جديد بحلول 28 سبتمبر يحلّ محلّ ذاك المبرم في 2015، فسيعاد العمل بالعقوبات التي رفعت بموجب الاتفاق المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة.
و صوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الجمعة ضد مشروع قرار لرفع العقوبات عن إيران بشكل دائم، لكن لا يزال أمام طهران والقوى الأوروبية الرئيسية ثمانية أيام للاتفاق على تأجيل تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات.
وصوتت روسيا والصين وباكستان والجزائر لصالح مشروع القرار اليوم. وصوت تسعة أعضاء ضده، بينما امتنع عضوان عن التصويت.
وأتاح تصويت مجلس الأمن فرصة لتكثيف الدبلوماسية على مدى أسبوع، في الوقت الذي يجتمع فيه قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني للصحفيين بعد التصويت "باب الدبلوماسية لم يغلق، لكن إيران هي التي ستقرر مع من وعلى أي أساس ستتعامل، وليس الخصوم".
وأضاف أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي سيجتمع مع نظرائه الأوروبيين في نيويورك الأسبوع المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مضيفا أن التصويت المنقسم أظهر أنه "لا يوجد إجماع في المجلس".
وقال إيرواني "هذا القرار يضعف الدبلوماسية ويخاطر بعواقب خطيرة على منع الانتشار النووي".
وقالت باربرا وودوارد سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن "بدون استيفاء هذه الشروط الأساسية، لن يكون هناك طريق واضحة لحل دبلوماسي سريع. يؤسفنا أن إيران تتقاعس حتى الآن عن اتخاذ هذه الخطوات، ندعوها إلى التحرك الآن".
وأضافت "مستعدون لمزيد من التفاعل، دبلوماسيا، خلال الأسبوع المقبل وما بعده، سعيا لحل الخلافات".
وذكرت دوروثي شيا القائمة بأعمال السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة أن تصويت الولايات المتحدة بالرفض "لا يعيق إمكانية ممارسة دبلوماسية حقيقية"، موضحة أن إعادة فرض العقوبات على إيران "لا تمنع رفعها لاحقا عبر الدبلوماسية".
وأضافت أمام المجلس "الأهم من ذلك، يواصل الرئيس (دونالد) ترامب التأكيد على استعداد الولايات المتحدة المستمر لإجراء حوار هادف ومباشر ومحدد المدة مع إيران سواء قبل انتهاء عملية إعادة فرض العقوبات في 27 سبتمبر أو بعدها".
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيروم بونافون إن وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا التقوا بنظيرهم الإيراني مرتين منذ بدء عملية إعادة فرض العقوبات التي تستمر 30 يوما.
وأضاف أمام المجلس قبل التصويت "لا تزال يدنا ممدودة لإيجاد حل عبر التفاوض".
وانتهت روسيا والصين، حليفتا إيران الاستراتيجيتان، في أواخر الشهر الماضي من مشروع قرار لمجلس الأمن يمدد اتفاق 2015 لستة أشهر ويحث جميع الأطراف على استئناف المفاوضات فورا، لكنهما لم تطلبا التصويت عليه بعد.
