No Image
العرب والعالم

سوريا تقترب من اتفاق لاستعادة أراضيها من اسرائيل

16 سبتمبر 2025
16 سبتمبر 2025

دمشق"وكالات": أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اليوم خريطة طريق بدعم من الولايات المتحدة والأردن لإرساء المصالحة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، حيث وقعت أعمال عنف دامية في يوليو.

وشهدت محافظة السويداء لمدة أسبوع، بدءا من 13 يوليو، اشتباكات بين مسلحين دروز ومقاتلين بدو، قبل أن تتحول الى مواجهات دامية بعد تدخل القوات الحكومية ثم مسلحين من العشائر الى جانب البدو.

وقالت السلطات إن قواتها تدخّلت لوقف الاشتباكات، لكن فصائل درزية اتهمت القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات في حقّهم.

وأسفرت أعمال العنف عن مقتل أكثر من ألفي شخص بينهم 789 مدنيا درزيا "أعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، بحسب المرصد.

وقال الشيباني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي توم باراك "وضعت الحكومة السورية خارطة طريق واضحة للعمل..تدعم العدالة وتقوم على بناء الثقة وتعزيز الصلح المجتمعي".

وأشار الشيباني الى أن الخارطة تستند الى خطوات "عملية بدعم كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية".

وتشمل هذه الخطوات وفقا للشيباني "محاسبة كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي".

وأضاف أنها تضمّ كذلك "تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين"، و"نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة".

وقال الشيباني إن الخريطة تشمل "العمل على كشف مصير المفقودين واعادة المحتجزين المخطوفين الى عائلاتهم من جميع الأطراف" و"إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء المحافظة بكل مكوناتهم".

من جهته أشار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى أن "جزءا من الخريطة التي وضعت ، هي آلية مشتركة سورية أردنية أميركية، من أجل ضمان تطبيق كل ما أعلنه وزير الخارجية السوري حتى نحل هذه المشكلة".

وقال الشيباني "وجدنا في أشقائنا في الأردن وأصدقائنا في الولايات المتحدة استعدادا لتقديم الدعم للازم لهذه الخطوات سواء عبر المساعدات الإنسانية أو عبر حشد التمويل الدولي".

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة في تركيا توم باراك إن "الخطوات التي اتخذت اليوم من حكومتكم، تاريخية".

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى مع الدول المجاورة لسوريا إلى جمع "خيوط المساعدة والتفاهم والدعم معا في نسيج جديد، وأعتقد أن اليوم يشكّل محطة أساسية في هذا المسار".

وأعلنت السلطات السورية الثلاثاء استحداث منصب قائد الأمن الداخلي في مدينة السويداء، وعيّنت فيه قائدا محليا درزيا.

في غضون ذلك سحبت القوات السورية أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد بحسب ما أفاد مسؤول عسكري سوري اليوم.

وقال المسؤول الذي فضّل عدم كشف هويته "القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري".

وأوضح أن العملية "بدأت منذ شهرين"، أي عقب أعمال العنف التي شهدتها السويداء، وقامت خلالها إسرائيل باستهداف مقرات رسمية في دمشق وآليات للقوات الحكومية بعد انتشارها في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.

من جهته، أفاد مصدر دبلوماسي في دمشق بأن عملية سحب السلاح الثقيل شملت منطقة جنوب البلاد "وصولا إلى نحو 10 كلم جنوب دمشق".

من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة أن سوريا تسرع المحادثات مع إسرائيل، تحت ضغط أمريكي، للتوصل إلى اتفاق أمني تأمل في أن يؤدي إلى استعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في الآونة الأخيرة لكنه لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام شاملة.

وقالت أربعة مصادر إن واشنطن تضغط من أجل إحراز تقدم كاف بحلول الوقت الذي يجتمع فيه زعماء العالم في نيويورك في نهاية الشهر لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهو ما سيتيح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن تحقيق انفراجة.

وأضافت المصادر أن حتى التوصل إلى اتفاق متواضع سيكون إنجازا، مشيرة إلى موقف إسرائيل المتشدد في المحادثات التي استمرت شهورا وموقف سوريا بعد أعمال العنف الطائفية في الجنوب والتي أثارت دعوات لتقسيم البلاد.

وتحدثت تسعة مصادر مطلعة على المحادثات وعلى عمليات إسرائيل في جنوب سوريا. وتضم المصادر مسؤولين عسكريين وسياسيين سوريين ومصدرين من المخابرات ومسؤول إسرائيلي.

وأردفت المصادر تقول إن المقترح السوري يهدف إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي استولت عليها في الأشهر القليلة الماضية، وإعادة المنطقة العازلة المتفق عليها في هدنة عام 1974 كما كانت منزوعة السلاح، ووقف ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية وتوغلات برية في سوريا.

وذكرت المصادر أن المحادثات لم تتناول وضع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وقال مصدر سوري مطلع على موقف دمشق إن هذه المسألة ستُترك "للمستقبل".

والبلدان في حالة حرب من الناحية الفعلية منذ قيام إسرائيل في عام 1948 وإن كانت هناك فترات من الهدوء بين الحين والآخر. ولا تعترف سوريا بدولة إسرائيل.

وبعد التوغل داخل المنطقة منزوعة السلاح على مدى شهور، تخلت إسرائيل عن هدنة عام 1974 في الثامن من ديسمبر وهو اليوم الذي أطاحت فيه المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد. وقصفت إسرائيل أصولا عسكرية سورية وأصبحت قواتها على مسافة 20 كيلومترا من دمشق.

وأضافت المصادر أن إسرائيل أظهرت خلال المحادثات المغلقة ترددا في التخلي عن هذه المكاسب.

وقال مصدر أمني إسرائيلي "الولايات المتحدة تضغط على سوريا لتسريع عملية التوصل إلى اتفاق أمني. ويعتبر ترامب هذا أمرا شخصيا".

وذكر المصدر أن الرئيس الأمريكي يريد أن يقدم نفسه باعتباره مهندس نجاح كبير للدبلوماسية في الشرق الأوسط.

لكن المصدر استطرد يقول إن "إسرائيل لا تقدم الكثير".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن "تواصل دعم أي جهود من شأنها تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين بين إسرائيل وسوريا وجيرانها".