الكرملين: محادثات روسيا وأوكرانيا متوقفة وأوروبا تعرقلها .. وموسكو ومينسك تطلقان مناورات قرب حدود دول في حلف الأطلسي
عواصم "وكالات": - قال الكرملين الجمعة إن هناك توقفا في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا واتهم الدول الأوروبية بعرقلة عملية لا تزال موسكو منفتحة عليها.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين "قنوات الاتصال قائمة وفعالة. لدى مفاوضينا فرصة للتواصل عبرها. لكن لأكون أكثر دقة هناك توقف في الوقت الحالي".
وأضاف بيسكوف "لا يزال الجانب الروسي مستعدا لمواصلة مسار الحوار السلمي. لكن الحقيقة هي أن الأوروبيين يعرقلون ذلك بالفعل".
شراء أنظمة دفاع
تعتزم الدنمارك استثمار حوالى 58 مليار كرونر (9,1 مليار دولار) في أنظمة دفاع جوي وصاروخي أوروبية الصنع، بحسب ما أعلنت وزارة دفاعها الجمعة، مبررة الخطوة بالدرس الذي تعلّمته من حرب أوكرانيا.
وباتت إعادة التسلّح أولوية بالنسبة للحكومة في عهد رئيسة الوزراء الاشتراكية الديموقراطية ميته فريدريكسن غداة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال وزير الدفاع ترويلس لوند بولسن في بيان إن "وضع السياسة الأمنية الحالي يعني أن الدفاعات الجوية من الأرض هي أولوية قصوى لتطوير القوات المسلحة".
وأضاف أن "الخبرة من أوكرانيا تظهر أن الدفاعات الجوية من الأرض تلعب دورا حاسما في حماية السكان المدنيين، من بين آخرين، من الهجمات الجوية الروسية".
وذكرت الوزارة أنه سيتم شراء نظام "سامب/تي" SAMP/T الفرنسي الإيطالي لتغطية الاحتياجات البعيدة المدى.
وبالنسبة للاحتياجات المتوسطة المدى، سيتم الاختيار بين "نظام واحد أو أكثر" من بين "صواريخ سام النروجية المتقدمة" NASAMS وصواريخ "أيريس-تي" IRIS-T الألمانية و"في إل ميكا" VL MICA الفرنسية.
وسيتم شراء ثمانية أنظمة بالمجموع يتضمن كل منها عددا من وحدات الإطلاق ويتوقع أن تدخل الأولى في الخدمة في موعد أقربه هذا العام.
وتقدّر الكلفة الإجمالية المرتبطة بعملية الشراء بحوالى 58 مليار كرونر سيتعيّن على البرلمان الدنماركي الموافقة عليها.
وفي يونيو، قررت الدنمارك بشكل عاجل شراء نظام دفاع جوي متوسط المدى يفضي إلى نتائج في أسرع وقت ممكن.
وبناء على توصيات الجيش، اتُّخذ القرار حاليا بشراء أنظمة بعيدة ومتوسطة المدى من ضمنها النظام المتوسط المدى الذي تم شراؤه بشكل عاجل، بحسب الوزارة.
خطة عدائية
نددت روسيا الجمعة بخطط الدنمرك لاستضافة شركة تصنيع أسلحة أوكرانية تنتج وقود الصواريخ بعيدة المدى، قائلة إن هذه الخطوة ستزيد من مخاطر التصعيد وتؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء في أوكرانيا.
وأعلنت الحكومة الدنمركية الأسبوع الماضي عن الخطة، في أول توسع لشركة دفاع أوكرانية في الخارج.
والشركة هي "فاير بوينت" لصناعة صواريخ فلامنجو، التي وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها أكثر أسلحة بلاده نجاحا.
وسيقام مصنع الإنتاج بالقرب من قاعدة جوية دنمركية تستضيف أسطول البلاد من طائرات إف-16 المقاتلة.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في إفادة صحفية إن هذه الخطوة تؤكد سياسة الدنمرك العدائية تجاه موسكو.
وأردفت تقول "هذه المخاطرة تؤكد النهج العسكري العدائي لكوبنهاجن بهدف تقويض جهود حل الأزمة في أوكرانيا بالوسائل السياسية والدبلوماسية".
وأضافت أن الخطوة "تنذر بمزيد من التصعيد، وتظهر رغبة الدنمرك في إثراء نفسها عن طريق استمرار سفك الدماء في أوكرانيا".
ستعدون لحماي أراضي الناتو
أكد المفتش العام للجيش الألماني (رئيس الأركان)، كارستن بروير، عزم بلاده على حماية الدول الشريكة في حلف شمال الأطلسي "ناتو" والواقعة في شرق أوروبا.
وحضر بروير في ليتوانيا الجمعة المناورة العسكرية الجارية "كوادريجا 2025"، وقال إن ألمانيا تقف بثبات إلى جانب حلفائها.
وتأتي هذه التصريحات على خلفية الغارة الجوية الروسية على أوكرانيا ليلة الأربعاء الماضي، حيث اخترقت أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة المجال الجوي لبولندا وبالتالي المجال الجوي للحلف الأطلسي. وقد أسقط سلاح الجو البولندي وحلفاء آخرون في الناتو لأول مرة عددا من الطائرات الروسية المسيرة.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قال بروير في هذا السياق: "لقد أظهرت الانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي البولندي من جانب روسيا مجددا أهمية الدور الذي نقوم به. إن إسهامنا في الدفاع عن الجناح الشرقي للناتو أمر موثوق - ونحن مستعدون لحماية كل سنتيمتر من أراضي الحلف".
وأضاف أن هذا الإسهام يتعزز من خلال التدريب الذي يحاكي الواقع على الإمداد اللوجستي المعقد للقوات في حال نشوب صراع محتمل، لافتا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا الأمر على هذا النطاق.
وفي ظل التوترات الكبيرة مع الغرب، بدأت ووسيا وبيلاروس صباح الجمعة مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق تحت اسم "زاباد 2025" (أي "الغرب 2025")، وتشمل مواقع تدريب عسكرية في بيلاروس وروسيا إضافة إلى بحر البلطيق وبحر بارنتس.
وكان مفتش (رئيس أركان) القوات البرية الألمانية، الفريق ألفونس مايس، قال يوم الأربعاء في برلين إن مناورات "زاباد" ستخضع لمراقبة دقيقة، مؤكدا أنه يجب دائما توقع حدوث استفزازات.
وأضاف أن المعلومات التي تم الحصول عليها في فبراير ومارس الماضيين حول التحضيرات للمناورة، أفادت بأنها "أكثر خطورة من المتوقع"، وتابع بروير أن هذه التوقعات تراجعت نسبيا لاحقا، بسبب انشغال روسيا بجهودها في حرب أوكرانيا.
مسيرات تهاجم ميناء بريمورسك
قال ألكسندر دروزدينكو حاكم منطقة لينينجراد إن هجوما بطائرات مسيرة على ميناء بريمورسك شمال غرب روسيا أدى إلى اشتعال النيران في سفينة ومحطة ضخ اليوم الجمعة، وهو أول هجوم بطائرات مسيرة على واحدة من أكبر محطات تصدير النفط والوقود في البلاد.
ومنذ أوائل أغسطس آب كثفت أوكرانيا من هجماتها على البنية التحتية للطاقة في روسيا، بما في ذلك المصافي وخطوط الأنابيب، إذ لا تزال محادثات السلام متوقفة.
وعدلت روسيا خطتها لتصدير الخام من موانئ غرب البلاد في سبتمبر أيلول إلى 2.1 مليون برميل يوميا، بزيادة 11 بالمئة عن الخطط الأولية، إذ أدت هجمات بطائرات مسيرة على المصافي المحلية إلى انخفاض الطلب المحلي على الخام.
وقال دروزدينكو إنه تم إخماد الحريق الذي شب على متن سفينة في ميناء بريمورسك بمنطقة لينينجراد، دون تحديد هوية السفينة، وإنه ليس هناك خطر تسرب لمنتجات نفطية.
وأضاف في منشور على تيليجرام أنه تم تدمير أكثر من 30 طائرة مسيرة فوق المنطقة، دون أن يشر إلى الحرب في أوكرانيا.
وذكر الجيش الروسي أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت ودمرت 221 مسيرة أوكرانية خلال الليل، بما في ذلك تسع مسيرات فوق منطقة موسكو.
وردا على طلب للحصول على تعليق، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الجيش الأوكراني ليس لديه معلومات حتى الآن.
مناورات عسكرية
بدأت روسيا وروسيا البيضاء مناورات عسكرية مشتركة واسعة النطاق على أعتاب حلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة، في وقت يشهد توترا متزايدا مع التحالف الغربي، وذلك بعد يومين من إسقاط بولندا طائرات روسية مسيرة اخترقت مجالها الجوي.
وتجرى مناورات "زاباد-2025"، وهي استعراض للقوة من جانب روسيا وحليفتها الوثيقة روسيا البيضاء، في ساحات تدريب في كلا البلدين، بما في ذلك بالقرب من الحدود البولندية.
وكان من المقرر إجراؤها قبل وقت طويل من واقعة الطائرات المسيرة، التي تمثل أول واقعة معروفة يطلق فيها عضو في الحلف النار على أهداف قادمة من روسيا خلال الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه في المرحلة الأولى من المناورة، ستحاكي القوات صد هجوم على روسيا وروسيا البيضاء، الذي يعرف تحالفهما باسم "دولة الاتحاد".
وأضافت أن المرحلة الثانية ستركز على "استعادة وحدة أراضي دولة الاتحاد وهزيمة العدو، بما في ذلك بمشاركة مجموعة تحالف من قوات الدول الصديقة".
وتتاخم روسيا البيضاء من الغرب ثلاث دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي هي بولندا وليتوانيا ولاتفيا، ومن الجنوب أوكرانيا.
وقال الكرملين الجمعة إن المخاوف الأوروبية بشأن التدريبات هي رد فعل عاطفي نابع من العداء لروسيا. ورفض التعليق على واقعة الطائرات المسيرة هذا الأسبوع، والتي اعتبرها الغرب بمثابة جرس إنذار لحلف شمال الأطلسي واختبار لرد فعله.
ووصفت الدول الغربية الواقعة بأنها استفزاز متعمد من جانب روسيا، وهو ما نفته موسكو. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائراتها المسيرة نفذت هجوما في غرب أوكرانيا في ذلك الوقت، لكنها لم تكن تخطط لضرب أي أهداف في بولندا.
