No Image
ثقافة

تتويج الفائزين في ملتقى "إشراقة عهد" بدار الأوبرا السلطانية

10 سبتمبر 2025
10 سبتمبر 2025

كتبت: خلود الفزارية / تصوير: حسين المقبالي -

حققت الفنانة ندى بنت عبد الله الروشدية المركز الأول، بلوحتها للسيدة الجليلة في ملتقى "إشراقة عهد" الذي نظمته وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع جمعيات المرأة العُمانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان، في حفل شهد الإعلان عن الفائزين وتكريمهم بدار الفنون الموسيقية بالأوبرا السُّلطانية العُمانية، تحت رعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، بحضور سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل الوزارة للرياضة والشباب، ولفيف من الفنانين والمهتمين، حيث تنافس الفنانون على تقديم أعمال فنية تشكيلية تمثّلت في رسم صورة السيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المعظم ـ حفظها الله ورعاها ـ.

وحصل الفنان فهد بن عبداللّه الزدجالي على المركز الثاني، وجاء في المركز الثالث الفنان جمعة بن سالم البطاشي، فيما حصدت الفنانة إيمان بنت علي الخاطرية المركز الرابع، وكان المركز الخامس من نصيب الفنان إبراهيم بن محمد اليحمدي.

وتم افتتاح معرض ملتقى "إشراقة عهد"، بإسدال الستار عن 64 لوحة في المعرض من أصل 113 لوحة فنية تنافست في الملتقى مجسدة مشاعر الوفاء والانتماء للوطن والقيادة، عبر رسم صورة فنية للسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم -حفظها الله-، وتخلل الحفل فقرات موسيقية لمقطوعات عالمية، إلى جانب جولة في المعرض.

وتميزت اللوحات المشاركة بتنوع خاماتها وأدواتها، حيث استخدم الفنانون الألوان الزيتية، والأكريليك، والفحم، والرصاص، والألوان المائية، إضافة إلى تقنية الآيبروش، وتنوعت اتجاهاتهم الفنية بين الأسلوب الواقعي الذي أظهر التفاصيل والملامح بدقة عالية، والأسلوب الانطباعي الذي اعتمد على تدرجات الضوء واللون وضربات الفرشاة ليمنح اللوحات روحًا فنية معاصرة.

وأشارت ندى الروشدية الفائزة بالمركز الأول إلى أن مسيرة لوحتها انطلقت من لحظات المسابقة الأولى في مقر جمعية المرأة العمانية بسمائل، وأوضحت: لم تكن المسيرة سهلة لا سيما وأن المسابقة محددة بوقت معين ومكان معين، أما الوقت فكان شهر رمضان المبارك، في حين كان المكان جمعية المرأة العمانية على ألا تخرج اللوحة من مقر الجمعية. وتضيف: انتقيت اللوحة بعناية فهي تمثل الفخامة والرقة في آن، آثرت أن تكون بوضعية البورتريه من حيث نظرة العينين والابتسامة مع استقامة الرقبة ووضعية اليدين الموحيتين بالفخامة الملكية، التي تمثلت في زخرفة الكرسي المستوحاة من إحدى مقتنيات جلالة السلطان الراحل الموجودة بدار الأوبرا السلطانية، والخلفية التي تزين أحد القصور السلطانية، أما الرقة فتمثلت في لون القماش المتماشي مع لون البشرة وحركته المنسابة التي تشي برقة ملكية تليق بالسيدة الجليلة. وأكدت الروشدية أن المشاركة في الملتقى بهذه القيمة برسم أم الوطن السيدة الجليلة هي مشاركة أفخر وأفاخر بها وأحمد الله أن توجت هذه المشاركة بحصولي على المركز الأول الذي أعده وسامًا على صدري.

من جانبه أوضح جمعة البطاشي الفائز بالمركز الثالث أن اختياره لخلفية اللوحة من بلاد سيت جاء إلهاما من جمال الطبيعة العمانية الأصيلة في هذه المنطقة الساحرة، مبينا أن بلاد سيت ليست فقط مكانا جميلا في سلطنة عمان، وإنما ذات قيمة تاريخية، فهي المنطقة التي زارتها السيدة الجليلة، مما جعلها تعبر عن تراثنا العميق وروح المكان. ويضيف: هذا الاختيار أضاف بُعدًا ثقافيًا وطابعاً عمانيًا أصيلاً للعمل، مما جعله أكثر تميزًا وارتباطًا بالأرض والذاكرة الوطنية.

وتابع البطاشي: اخترت مكونات الصورة للرسم من عدة صور، منها صورة السيدة الجليلة، مع تعديل المقعد والخلفية والمسند الذي جلست عليه. طريقتي هذه أعطت العمل لمسة شخصية وعكست روح عمان الحقيقية، خاصة بلمسات من طبيعة بلاد سيت، مما أعطى الرسم عمقا وتفردا. موضحا أن ما يميز هذا العمل هو دمج جمال الطبيعة العمانية الساحرة مع صورة البورتريه، ليربط بين التراث والشخصية بتعبير فني فريد، وهذا الدمج يخلق توازنًا متناغمًا بين الإنسان والبيئة في لوحة واحدة مميزة. واخترت استخدام الألوان الزيتية لأنها تمنحني تحكمًا أكبر وأتمكن منها أفضل، كما أنها تضيف واقعية وعمق للعمل الفني، فخامتها الغنية تسمح بإبراز التفاصيل والتدرجات اللونية بشكل رائع، مما يجعل الرسم أكثر حياة وتأثير. وأكد أن الملتقى يعتبر إضافة مهمة لمسيرته، وتحفيزا للاستمرار في تقديم أفضل ما لديه في قادم الأيام.

في حين بين إبراهيم اليحمدي الفائز بالمركز الخامس أن خلفية لوحته مستوحاة من نفس الصورة المرجعية، لكني قمت بتكبير وتمطيط الزخارف حتى تتناسب مع التكوين العام للوحة وتخدم الفكرة البصرية بشكل أفضل، معتمدا على الصورة بسبب التكوين، حيث أوضح بأنه معتاد دائمًا على اختيار تكوينات مقاربة للصور الواقعية ليستطيع أن يضع لمسته الفنية عليها. مبينا: أضفت السجاد واخترت له اللون الأحمر لأنه يقابل اللون الأخضر في الخلفية ويعطي توازنًا بصريًا، كما أضفت بعض الزخارف حتى يكتمل التكوين وتكون اللوحة أكثر انسجامًا. واخترت الألوان الزيتية لأنها الأقرب للواقعية، وتساعدني على إبراز العمق والملمس وتعطي إحساسًا حيًا بالتفاصيل.

وأكد اليحمدي أن الملتقى شكل حافزا كبيرا للاستمرار في طريقي الفني، فبالنسبة لي، رسم السيدة الجليلة شرف ومسؤولية، لأنه عمل يرتبط بالوطن ويعني لي الكثير على المستوى الشخصي والفني.

وشارك في الملتقى أكثر من 200 فنان تشكيلي من مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عمان بأعمالهم الفنية، ترشح منها 113 عملا. وقامت لجنة التحكيم بتقييم الأعمال، حيث تكونت من الفنان التشكيلي والأكاديمي العراقي الدكتور علي عبد الرضا سعيد، والفنان التشكيلي الإيراني حامد صدر أرحمي، والفنان التشكيلي المصري أحمد البدوي.

وبلغت قيمة الجوائز المخصصة للفائزين 15 ألف ريال عماني موزعة على المراكز الخمسة الأولى، تأكيدا على دعم الطاقات الإبداعية وتشجيع الفنانين على إبراز دور الفنون في تجسيد روح النهضة العمانية المتجددة.

ومن المقرر أن يستمر المعرض أمام الزوار حتى 19 من الشهر الجاري، ليتيح للجمهور الاطلاع على الإبداعات التشكيلية المشاركة.