ألمانيا وفرنسا تسعيان لفرض "عقوبات أوروبية" أشد على روسيا
عواصم " وكالات": قالت الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، اليوم الثلاثاء، إن الدول الأعضاء في التكتل، والبالغ عددها 27، قدمت مبلغا قياسيا من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وقالت كالاس في خطاب أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الفرنسية: "قام الاتحاد الأوروبي ودولنا الأعضاء فيه، بتقديم ما يقرب من 169 مليار يورو (198.7 مليار دولار) من الدعم المالي منذ بدء الحرب الشاملة في عام 2022".
وأضافت: "يشمل ذلك المبلغ أكثر من 63 مليار يورو من الدعم العسكري لأوكرانيا".
وأوضحت كالاس أن "الدول الأعضاء ستقدم في هذا العام وحده أكثر من أي وقت مضى، 25 مليار يورو حتى الآن".
كما زودت دول الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بالذخائر، لتحقق بذلك 80% من هدف الاتحاد الأوروبي بتسليم مليوني طلقة إلى كييف.
وأضافت كالاس: "نهدف إلى تحقيق نسبة 100% بحلول أكتوبر ".
وقالت إن "كل هذا لكي تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها والدفاع عن المدنيين والتصدي للعدوان".
ألمانيا وفرنسا تسعيان لفرض عقوبات أشد على روسيا
من جهة اخرى، تسعى كل من ألمانيا وفرنسا لفرض عقوبات أوروبية جديدة أشد على روسيا، مع التركيز على قطاع الطاقة، وفقا لوثيقة سياسات تم مشاركتها مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وقالت الحكومتان إن النفط الروسي يظل المصدر الرئيسي لتمويل الكرملين لحربه ضد أوكرانيا.
وأشارت الوثيقة، التي اطلعت عليها وكالة الأنباء الألمانية، إلى ضرورة استهداف شركات نفط إضافية مثل شركة لوك أويل ومقدمي الخدمات المرتبطين بصناعة النفط الروسية. وقد يشمل ذلك الشركات المسؤولة عن تصدير النفط الروسي إلى الاتحاد الأوروبي أو التعامل في خام النفط الروسي.
كما يجري النظر في توسيع آلية الحد الأقصى للأسعار لتشمل الشركات الأوروبية التي تنقل المنتجات المكررة من النفط الروسي عبر دول ثالثة.
وحاليا، تستهدف العقوبات الشركات المشاركة في شحن النفط الروسي فوق الحد الأقصى للسعر، بما في ذلك شركات الشحن والشركات التي تقدم التأمين أو الدعم الفني أو التمويل أو خدمات الوساطة.
وترغب برلين وباريس أيضا في سد الثغرات المالية واللوجستية التي تسمح لروسيا بالتهرب من العقوبات الحالية. وتشمل الإجراءات المقترحة فرض عقوبات على بنوك روسية إضافية ومؤسسات أجنبية مرتبطة بنظام الدفع التابع للبنك المركزي الروسي.
وتشير الوثيقة إلى أن حوالي 250 بنكا صغيرا وإقليميا يشاركون حاليا في المعاملات الدولية التي تدعم جهود روسيا الحربية.
كما تنظر ألمانيا وفرنسا في فرض عقوبات على الجهات الفاعلة في قطاعات السيارات والطيران المدني والذهب والآلات والهندسة الكهربائية المرتبطة بالمجمع الصناعي العسكري الروسي، إلى جانب فرض حظر استيراد جديد أو زيادة الرسوم الجمركية.
وستدرج هذه المقترحات ضمن التخطيط للحزمة التاسعة عشرة من العقوبات الأوروبية، والتي تتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول، وخصوصا المجر، ما زالت متشككة في جميع العقوبات الجديدة ضد روسيا، ما يشكل تحديا أمام الموافقة.
20 قتيلا في غارة روسية على شرق أوكرانيا
وعلى الارض، قُتل 20 شخصا على الأقل في ضربة روسية على قرية في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، بحسب ما أفاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الثلاثاء، داعيا العالم إلى التحرّك.
وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "غارة جوية روسية وحشية بقنبلة جوية على قرية ياروفا في منطقة دونيتسك. استهدفت بشكل مباشر سكانا هم مدنيون عاديون"، مضيفا أنّ "المعلومات الأولية تفيد عن مقتل أكثر من 20 شخصا".
وأشار إلى أنّ الغارة استهدفت القرية بينما كان السكان يتقاضون معاشاتهم التقاعدية، داعيا المجتمع الدولي إلى اتخاذ "إجراءات قوية" ضد روسيا.
ونشر الرئيس الأوكراني مقطع فيديو يظهر جثثا متناثرة على الأرض قرب شاحنة متضرّرة بشدة تستخدمها هيئة البريد العامة في أوكرانيا، لتوزيع المعاشات التقاعدية في المناطق الريفية بشكل خاص.
من جانبه، أفاد الحاكم الإقليمي فاديم فيلاشكين عن حصيلة "21 قتيلا على الأقل" وعدد مماثل من الجرحى.
وفيما أكد أنّ الهجوم وقع أثناء توزيع المعاشات التقاعدية، أشار إلى أنّه "ليس عملا عسكريا بل إرهاب محض".
وقال إنّ "عناصر الإنقاذ والأطباء والشرطة والسلطات المحلية تعمل في المكان".
كذلك، أفاد ماكسيم سوتكوفي المتحدث باسم البريد العام في منطقة دونيتسك فرانس برس، بأنّ موظفة في البريد أصيبت ونُقلت إلى المستشفى.
ويوزّع البريد العام المعاشات التقاعدية في أوكرانيا لأكثر من مليوني شخص.
وقد يُعنى موظفو البريد بتوزيع هذه المعاشات في المناطق الريفية، بما في ذلك المناطق القريبة من خط المواجهة، حيث اضطُرّت المؤسسات العامة والمصارف إلى الإقفال في ظل الخطر المستمرّ.
وقد يتم تنظيم عمليات التوزيع هذه، في إطار مجموعات في أحد شوارع القرية، وذلك من أجل الفعالية والسرعة مقارنة بتوزيعها على المنازل.
ووفقا لصحافيين في فرانس برس، فإنّ وصول ساعي البريد معروف ومنتظرٌ من قبل السكان، خصوصا أنّه ليس حدثا يوميا.
وإضافة إلى توزيع المعاشات التقاعدية والرسائل والطرود، يقوم موظفو البريد ببيع مواد غذائية أساسية في هذه المناطق حيث باتت المتاجر نادرة.
وتقع قرية ياروفا على مسافة أقل من عشرة كيلومترات من خط المواجهة مع روسيا.
وقبلبدأ الحرب الروسية الاوكرانية قبل ثلاث سنوات ونصف،كان عدد سكانها يبلغ 1800 نسمة.
وقال زيلينسكي "هذه الضربات الروسية يجب ألا تبقى من دون رد مناسب من قبل العالم. يستمر الروس في تدمير الأرواح، متجنّبين فرض عقوبات جديدة".
وحث الولايات المتحدة وأوروبا ومجموعة العشرين على التحرّك.
وتشهد منطقة دونيتسك الصناعية أشد المعارك بين القوات الروسية والأوكرانية، في وقت تسعى موسكو إلى احتلالها بالكامل بعدما أعلنت ضمّ جزء منها في العام 2022.
وتفيد تقديرات بأن القوات الروسية تسيطر على حوالى ثلثي إلى ثلاثة أرباع هذه المنطقة التي تحمل أهمية استراتيجية للدفاع الأوكراني.
وكان الرئيس الأوكراني أعلن في نهاية أغسطس أنّ "حوالى 100 ألف" جندي روسي يتمركزون بالقرب من مدينة بوكروفسك الرئيسية في منطقة دونيتسك، وذلك في وقت وصلت المساعي الدولية التي تقودها واشنطن للتوصل إلى سلام، إلى طريق مسدود.
ويذكّر الهجوم على ياروفا بهجوم آخر أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا في قرية غروزا الأوكرانية في أكتوبر 2023.
وكان الضحايا يحضرون مراسم جنازة في القرية في تلك الأثناء.
