"الإفريقي" يحث الأطراف المتنارعة على تسهيل وصول الإغاثةنجو ألف قتيل في انزلاق أرضي دمر قرية جبلية بإقليم دارفور السوداني
الخرطوم,"أ ف ب": تحاول فرق الإنقاذ جاهدة الوصول إلى قرية جبلية نائية في إقليم دارفور السوداني بعد انزلاق أرضي كبير أتى على قرية جبلية بأكملها تقريبا وأسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص.
وتسببت الأمطار الغزيرة الأحد بالكارثة التي سوّت قرية ترسين في منطقة جبل مرة بالأرض، بحسب ما أفادت حركةجيش تحرير السودان التي تسيطر على المنطقة في بيان، مشيرة إلى أن شخصا واحدا فقط نجا.
وأفادت المجموعة التي يقودها عبد الواحد محمد النور بأن "المعلومات الأولية تفيد عن موت جميع سكّان القرية ويقدّر عددهم بأكثر من ألف شخص ولم ينج من بينهم إلا شخصا واحدا فقط"، متحدثة عن "انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة".
وناشدت المجموعة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المساعدة في انتشال القتلى الذين ما زالوا مدفونين تحت الوحل والركام.
وقال محمد النور لفرانس برس في رسالة نصيّة "ما حدث اكبر من طاقتنا. كتل من الطين سقطت على القرية الواقعة وسط جبل مرة. وتعمل الشؤون الانسانية بمناطقنا والاهالي في محاولة انتشال الجثث لكن الأمر اكبر من الامكانيات الموجودة".
من جانبه، حث الاتحاد الإفريقي الأطراف السودانية على "إسكات الأسلحة" والسماح بإيصال المساعدات إلى ضحايا الانزلاق الأرضي.
وقال الاتحاد في بيان "في هذه الظروف المؤلمة، يؤكد رئيس المفوضية التضامن الثابت للاتحاد الإفريقي مع السكان المتضررين ويدعو جميع أصحاب المصلحة السودانيين إلى إسكات الأسلحة والتوحد في تسهيل التسليم السريع والفعال للمساعدات الإنسانية الطارئة لمحتاجيها".
ونشرت حركة جيش تحرير السودان صورا على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر جزء الجبل المنهار ووحلا كثيفا يغطّي البلدة وسط أشجار مقتلعة.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة أشخاصا يقفون على الصخور أثناء محاولتهم البحث عن أولئك الذين دفنوا في الوحل.
حربا دامية
ومنذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان حربا دامية بين الجيش وقوّات الدعم السريع، أغرقت السودان في أزمة إنسانية حادّة تعتبرها الأمم المتحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث.
وبقيت حركة جيش تحرير السودان التي تسيطر على عدّة مناطق من جبال مرة حيث تقع البلدة التي أتت عليها انزلاقات التربة، عموما بمنأى عن المعارك.
وجبل مرة هو سلسلة قمم بركانية تمتدّ على حوالى 160 كيلومترا جنوب غرب الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي مدينة تحاصرها قوّات الدعم السريع منذ أكثر من عام.
وتعد المنطقة عرضة لانزلاقات التربة لا سيّما خلال موسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في أغسطس، ففي العام 2018، أودى انزلاق للتربة في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصا على الأقلّ.
وصدرت ردود فعل عن طرفي النزاع السوداني على كارثة الأحد.
ونعى الضحايا مجلس السيادة الانتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان والذي يرأس حكومة معترف بها دوليا مقرها بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.
وتعهّد المجلس "تسخير كل الامكانيات الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة للمتضررين جراء هذه الكارثة الأليمة".
فوق كل اعتبار سياسي
كما صدر بيان عن الحكومة الموازاية في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقال رئيس وزراء الحكومة المدعومة من قوات الدعم السريع محمد حسن التعايشي إن "حياة السودانيين وأمنهم فوق كل اعتبار سياسي أو عسكري" و"هذه اللحظة هي لحظة إنسانية بامتياز، تتطلب أن نقف جميعاً في خندق واحد من أجل شعبنا".
كما لفت إلى أنه تحدّث مباشرة مع محمد النور لتقييم الاحتياجات على الأرض.
وما زالت منظمات الإغاثة الدولية غير قادرة على الوصول إلى مناطق واسعة من دارفور، بما في ذلك منطقة الانزلاق الأرضي، بسبب تواصل القتال، وهو ما يحد من إمكانية دعم جهود الإنقاذ.
وتعاني المناطق التي تشهد كبرى المعارك، على غرار دارفور، من هشاشة البنى التحتية.
سيطرت قوات البرهان على وسط السودان بعد سلسلة هجمات في وقت سابق هذا العام، فيما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم أجزاء دارفور وأجزاء من كردفان في الجنوب.
وتحرّكت قوات الدعم السريع لتشكيل حكومة موازية في المناطق التي ما زالت خاضعة لسيطرتها.
وتم هذا الأسبوع تنصيب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو رئيسا لمجلسها الرئاسي بينما تم تنصيب التعايشي رئيسا للوزراء.
أسفرت الحرب عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص ودفعت أكثر من 14 مليونا إلى النزوح، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
